تجري مناقشات مستفيضة داخل الأسرة الحاكمة العمانية بشأن اختيار خليفة محتمل للسلطان قابوس بن سعيد، الذي حكم السلطنة لمدة تقارب 50 عاماً، وذلك إثر حالته المرضية المستمرة منذ فترة طويلة والتي أخذت تزداد سوءاً.
صحيفة The Guardian البريطانية، قالت الأحد 22 ديسمبر/كانون الأول 2019، إن عملية اختيار خليفة السلطان العماني تتضمن فتح خطابات مغلقة في القصر الملكي في مسقط، لتحديد هوية اختيار السلطان لمن يخلفه، في حال لم يتمكن أعضاء الأسرة الحاكمة من الاتفاق فيما بينهم.
السلطان يتلقى العلاج
عاد السلطان، الذي يمثل أحد الدعائم الأساسية لسياسة الشرق الأوسط على مدار أربعة عقود ماضية، قبل أسبوع من بلجيكا، حيث كان يعالج من إصابته المتكررة بسرطان القولون الذي سبق أن عانى منه لأربع سنوات، وكان من المفترض أن يبقى هناك حتى نهاية يناير/كانون الثاني المقبل.
شرع السلطان قابوس في حكم سلطنة عمان -التي كانت محمية بريطانية سابقة تقع في جنوب شبه الجزيرة العربية-، عام 1970، وخاض رحلات علاجية في الخارج مرتين على الأقل منذ عام 2014.
السلطان ليس لديه أطفال، ولم يعيّن خليفة له علانيةً، لكنه سجل سراً اختياره في مظروف مختوم موجه إلى مجلس العائلة المالكة، فقد حكمت أسرة آل سعيد سلطنة عمان منذ منتصف القرن الـ18.
تنص المادة 6 من القانون الأساسي للسلطنة على أن الأسرة المالكة يجب عليها أن تختار سلطاناً جديداً في غضون ثلاثة أيام من خلو المنصب، لكن في حال فشلوا في التوصل إلى اتفاق، فإن مجلس الدفاع في البلاد، ورئيس المحكمة العليا، ورؤساء غرفتي المجلس الاستشاري سيفتحون معاً المظروف الأول الذي يحتوي على الاسم الذي اختاره قابوس، ثم الإشراف على عملية تولي الشخص الذي عينه.
يُعد الغرض من حفاظ السلطان على اسم خليفته المفضل سراً، تأمين احتفاظه بسلطته خلال حياته.
ظرفان لاختيار الحاكم المُقبل
الصحيفة البريطانية ذكرت أن هنالك أقاويل تتحدث عن وجود ظرفين مختومين، الثاني موجود في قصرٍ ملكي مختلف في مدينة صلالة الساحلية الجنوبية.
تقارير متداولة خلال الأسبوع الماضي أشارت إلى أن النسخة الثانية من الرسالة قيد الاستعداد لنقلها إلى مسقط تهيئاً لفتحها بسبب خطورة الحالة الصحية للسلطان، والخلافات التي لم تُحلّ داخل المجلس.
تتحدث معظم التقارير عن أن النسخة الثانية ستحتوي الاسم نفسه وأنها موجودة فقط في حال تعذر العثور على الظرف الأول، أو إذا احتاجت النسخة الأولى إلى مصادقة على الاسم الوارد فيها.
حافظت سلطة عمان في عهد قابوس، الذي تلقى تعليمه في بريطانيا، على دورٍ محايد إلى حد كبير، وعملت وسيطاً في المنطقة، لا سيما بين إيران والولايات المتحدة، فيما يتعلق بالصفقة النووية التي جرت مفاوضات طويلة بشأنها وجرى توقيعها في نهاية المطاف في عام 2015.
كما كانت السلطنة أيضاً الموقع الذي جرت فيه المحادثات بين السعودية ومتمردي اليمن الحوثيين.
وقد فتحت سياسة عمان «الصديقة للجميع والتي لا تعادي أحداً» الطريق للبلاد أمام التطور اقتصادياً، ولم تنحز البلاد إلى أي جانب من جانبي النزاع المستمر منذ عامين داخل مجلس التعاون الخليجي بين الإمارات والبحرين والسعودية من جهة، وقطر من جهة أخرى.