جنرال إيراني من صقور الحرس الثوري، ومن رجال المهمات الصعبة في سياسة إيران الخارجية، شارك في إخماد الثورة السورية مدافعا عن نظام الأسد، وقاتل تنظيم الدولة الإسلامية في العراق، وشارك في العملية العسكرية ضد مدينة الفلوجة في مايو/أيار 2016، يلقبه مرشد الثورة بـ”الشهيد الحي”.
المولد والنشأة
ولد قاسم سليماني في الـ11 من مارس/آذار 1957 ببلدة رابور في محافظة كرمان الإيرانية لأسرة تعمل في الفلاحة.
التجربة العسكرية
التحق بالحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية قائدا لفيلق “41 ثأر الله” وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحدا من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
وفي تسعينيات القرن الماضي عمل قائدا للحرس الثوري في محافظة كرمان على الحدود مع أفغانستان، وساعدته خبرته العسكرية على الحد من تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران.
وفي سنة 1998 عين قائدا لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفا لأحمد وحيدي.
وعندما اندلعت ثورة الطلاب في عهد محمد خاتمي سنة 1999، كان سليماني واحدا من 24 قائدا في الحرس الثوري وقعوا رسالة أنذروا فيها خاتمي بأن الحرس الثوري سوف يتصدى لحراك الطلبة إن لم تتصد الحكومة له، وسينفذ انقلابا ضد الرئيس نفسه.
كان سليماني أحد المرشحين بقوة لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري عند تخليه عن المنصب عام 2007.
وفي سنة 2008 قاد فريقا إيرانيا للتحقيق في مقتل القائد العسكري لحزب الله اللبناني عماد مغنية، وتوسط في العام نفسه لوقف القتال بين الجيش العراقي وجيش المهدي التابع للتيار الصدري في العراق.
تعتقد مصادر استخباراتية أميركية أن سليماني درب المقاتلين العرب في البوسنة بغية إرسالهم عبر الحدود الإيرانية الأفغانية في عامي 1996 و1997، وسط تصاعد التوتر بين إيران وحركة طالبان خلال حكمها لأفغانستان.
وفي 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب “الشهيد الحي”.
تولى سليماني بأمر من المرشد علي خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان التي يجري اختيار الكثير من كوادر سفارات إيران فيها من بين ضباط الحرس الثوري الإيراني، بمعنى أنه يدير مشروع التمدد الإيراني في العالم بأسره، وليس في المنطقة العربية وحدها، ويعتبره البعض القائد الفعلي للجناح العسكري لحزب الله اللبناني.
وقد ذكر تقرير مسرب أن سليماني التقى عام 2009 في مكتب الرئيس العراقي السابق جلال الطالباني بكل من كريستوفر هيل والجنرال رايموند أوديرنو أكبر مسؤوليْن أميركيين في العراق في ذلك الحين، في حين أنهما أنكرا اللقاء.
وفي النصف الثاني من عام 2012 وعندما بدأ يظهر عجز النظام السوري عن التصدي للمعارضة المسلحة تدخل قاسم سليماني بنفسه في إدارة حزب الله اللبناني ومليشيات عراقية في المعركة بسوريا من قاعدة في دمشق. وكانت معركة القصير إحدى أهم المعارك التي أشرف عليها سليماني وتمكن من استردادها من المعارضة في مايو/أيار 2013.
وعلى الجبهة العراقية شكل حادث سقوط مدينة الموصل في يد تنظيم الدولة بداية الحديث عن الحضور العلني والدور الصريح لقاسم سليماني وفيلق القدس في معارك العراق، وكان أبرزها معركة مدينة آمرلي في محافظة صلاح الدين التي تمكنت فيها قوات سليماني والمليشيات الشيعية والقوات الكردية من كسر حصار التنظيم على المدينة.
وحسب هادي العامري وزير المواصلات العراقي السابق ومسؤول قوات بدر، فإنه لولا سليماني “لكانت حكومة حيدر العبادي في المنفى ولما كان هناك وجود للعراق”.
وبعد اندلاع الصراع في اليمن وانطلاق عاصفة الحزم ضد الحوثيين وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح راجت أنباء عن وجود سليماني في اليمن، غير أن إيران بادرت إلى نفي الخبر.
في مايو/أيار 2016 وخلال العملية العسكرية التي شنتها القوات الحكومية والحشد الشعبي ضد مدينة الفلوجة بثت صفحات مناصرة لمليشيات الحشد الشعبي في مواقع التواصل الاجتماعي صورا تظهر لقاء بين رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي وقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني على أطراف الفلوجة.
وجاء بث الصور في إطار حرص الإعلام التابع لمليشيات الحشد الشعبي على إبراز الدور الإيراني في الهجوم على الفلوجة، كما يأتي بعد يوم من بث مليشيا النجباء صورتين تظهران سليماني في غرفة لقيادة عمليات المليشيات بحضور عدد من قادتها، بينهم هادي العامري وأبو مهدي المهندس.