قال العميد السوري المتقاعد علي مقصود أن زيارة رئيس الاتحاد الروسي فلاديمير بوتين للعاصمة السورية دمشق، ولقائه بالرئيس بشار الأسد، تأتي في سيق ضبط إيقاع ردود الفعل التي ترقبها المنطقة على التصرفات الأمريكية وآخرها اغتيال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس.
وشهدت دمشق اليوم إجراءات اعتيادية هادئة للغاية، إلا أن تحليقا لطائرات حوامة سورية وروسية جالت فوق المناطق الشرقية والجنوبية للعاصمة السورية، تركت انطباعات بزيارة سياسية هامة، ليتضح فيما بعد أن رئيس الاتحاد الروسي وصل إلى مطار دمشق الدولي شرق العاصمة قبل أن ينتقل للقاء الرئيس الأسد في مقر القوات الروسية في الأحياء الجنوبية لدمشق.
وقال مقصود إن زيارة الرئيس فلاديمير بوتين في هذا التوقيت تأتي على خلفية تراكم ملفات المنطقة، بما في ذلك ملف إدلب والجزيرة السورية إضافة إلى التطورات على الساحة الليبية، ومن ثم التطورات التي شهدتها الساحتين العراقية الإيرانية بعد العملية الأمريكية التي صدمت العالم وأدخلت المنطقة في مرحلة جديدة.
وأشار مقصود إلى أن “الأمر الأخطر الذي سيتم التطرق إليه هو كيفية التعامل مع العدوان والقصف الأمريكي، الذي ارتكبه ترامب باغتياله لقائدين بارزين لهما مساهمة أساسية في دحر تنظيم “داعش” الذي استباح المنطقة ومدنها في سوريا والعراق”، موضحا أن “هذا الحدث الجلل يتطلب من الرئيس بوتين، بعدما أصبح اللاعب المحوري والأساسي على الساحة الإقليمية، الوقوف عن قرب على طبيعة تفكير القيادة السورية مع كل هذه التطورات وردود محور المقاومة على الوجود الأمريكي في المنطقة”.
يضيف مقصود “منطقة شرق المتوسط التي نجحت روسيا في تبريدها إلى حدود بعيدة قبل أن يعود الأمريكي إلى تفجيرها مجددا بآخر حماقاته دون حساب للنتائج، تظهر الحاجة إلى رجل بحجم الرئيس بوتين قادر على هندسة وضبط إيقاع الرد على هذه الجريمة وكل التحديات التي يمكن أن يولدها هذا الرد على كامل المنطقة، خاصة وأن سوريا تبقى هي الأكثر حساسية لأنها خط التماس مع إسرائيل ومع القواعد الأمريكية في دير الزور المرتبطة مع قواعدها في العراق.
ومع مطالبة العراق برحيل القوات الأمريكية والأجنبية الأخرى عن أراضيه، بين مقصود” إذا انسحبت القوات الأمريكية من العراق ولم تنسحب من سوريا فهذا يعني بأن أمريكا مستمرة في مشروعها التفتيتي والتدميري والسيطرة على ثروات المنطقة والتأسيس لكيانات انفصالية”.
وحول اغتيال سليماني وردود الفعل المحتملة، قال مقصود” اعتقد أن تشييع سليماني ورفاقه ترك تصورات لدى الجميع عن حجم الرفض للجرائم الأمريكية في المنطقة، جنازة الشهداء هذه لم يعرفها العالم منذ القائد جمال عبد الناصر، وهذه الملايين التي خرجت في الهند وإيران والعراق وسوريا واليمن، إلى جانب تلاحم مختلف القوى العراقية في إدانة هذه الجريمة الأمريكية النكراء والتهديد بالانتقام القادم لا محالة، يجعل من كلمة (إلى الأبد) لدى تناول إنهاء الوجود الأمريكي في المنطقة أصبحت قاب قوسين أو أدنى من التحقق”.
وأكد مقصود” بتقديري، هناك ضربات قاسية سيتلقاها الجنود الأمريكيين والقواعد الأمريكية، وستهتز الأرض تحت أقدام الأمريكي، وسيكون محاصرا ببئة معادية لن يستطيع أن يطمئن فيها حتى إلى تناول كأس ماء”.