«حامل هذا الجواز وُلد على متن طائرة».. ما المزايا التي يحصل عليها «مواليد السماء»؟
ليس تجديد جواز السفر وعمليات التفتيش الحدودية هي المهمات الأسهل على شونا أوين، بفضل موقع ولادتها غير المعتاد؛ على ارتفاع 36 ألف قدم في الجو. فمن دواعي الحيرة الدائمة لموظفي الهجرة أن كُتب على جواز سفرها: «حامله وُلدَ على متن طائرة». تقول أوين لشبكة CNN الأمريكية، إنها واحدة من ضمن مجتمع صغير من الأشخاص، جاؤوا إلى هذا العالم بأكثر الطرق درامية.
كيف بدأت الحكاية؟
عام 1990، كانت والدة شونا، ديبي أوين، في الأيام الأخيرة من حملها، برفقة ابنتها كلير ذات الأربعة أعوام، تُحلق من غانا، حيث كانت تعمل، إلى لندن، على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية. وعلى غير المتوقع، جاءها المخاض.
نُقلت أوين الأم إلى مقاعد الدرجة الأولى، التي أُخليت من الركاب، وأُعلن لجميع من في الطائرة أن يتقدم أي شخص لديه خبرة طبية. وقد كانت محظوظة.
كان الطبيب الهولندي، ويم باكر، الذي كان يساعد في توليد النساء في أدغال غانا، على متن الطائرة أيضاً. وخوفاً من أن تكون وحدها مع الرضيعة الجديدة وكلير إذا أُجبرت الطائرة على الهبوط في إفريقيا، حاولت ديبي يائسة أن تنتظر إلى أن تصل أوروبا.
وعلى مقربة من مطار غاتويك الدولي قرب لندن، وحيث كانت الستائر مُغلقة والموسيقى هادئة، وطبيبها في حالة تأهبٍ مع طاقم الطائرة، وُلِدَت شونا كيرستي إيفز -التي تعني الحروف الأولى من اسمها السماء SKY- لتزيد عدد الركاب واحداً.
تقول شونا، التي تعمل الآن مديرة تسويق إلكتروني لشركة رحلات سياحية فاخرة: «لطالما قيل لي إنني وُلدتُ كي أسافر، وأنا أعمل الآن في مجال السفر»، وتضيف؛ «إنها قصة لطيفة، وطريقة لإذابة الجليد مع الآخرين».
مجتمع مواليد السماء
صار الأمر محل اهتمام شونا التي قررت التركيز على هذا الموضوع في رسالتها خلال تحضيرها لدرجة الماجستير في جامعة غولدسميث في لندن. تقول: «عندما أحكي القصة، أُسأل دوماً كم يندر هذا؟ أو عن عدد الأطفال الذين وُلدوا على متن طائرات؟ ولم أكن أمتلك إجابات»، وتضيف: «لذا عندما كنتُ أحضر للماجستير، وجدتُها فرصة كبيرة لأقضي 6 أشهر أبحث لمعرفة عددنا».
تتابع: «كان من المثير بالفعل أن أقرأ كل هذه القصص وأتحدث لأشخاص آخرين وُلدوا على متن طائرة». وتضيف: «قابلت أمي امرأة أخرى أنجبت طفلها في طائرة، وقد تحدثُ مع الطيارين والأمر أقرب نوعاً ما بتشكيل مجتمع منا».
وتواصلت شونا أيضاً مع ديبس لوثر. حيث أنجبت لوثر ابنها قبل ميلاد شونا بـ4 شهور، على طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية أيضاً، في ظروف مشابهة تماماً، بينما كانت عائدة من مالاوي إلى الولايات المتحدة.
معظم الخطوط الجوية ليست لديها سجلاتٌ لهؤلاء المواليد، لذا فالحصول على إحصائيات بهم أمرٌ صعب. إلا أن قصة شونا نادرة، لأن الخطوط الجوية تملك قواعد تحمي النساء وأطفالهن.
ورغم تنوُّعها، تسمح معظم الشركات للأمهات الحوامل بالسفر حتى الأسبوع الـ36، لكن بدايةً من الأسبوع الـ28، يُطلب خطاب موقع من الطبيب أو القابلة يُحدد ميعاد الولادة. ولكن مع ذلك، لا تزال هذه الأمور تحدث.
جنسية في «الجو»
في مايو/أيار 2015، كانت آدا غوان وويس برانش يحلقان من كالغاري إلى طوكيو عندما أنجبت آدا بنتهما فوق المحيط الهادئ. كانت تلك مفاجأة كبيرة للزوجين اللذين لم يعرفا أصلاً أنها حامل.
زارت غوان الطبيب قبل ذهابها في رحلة إلى اليابان بعد أن زاد وزنها، بل وأجرت اختبار حمل كانت نتيجته سلبية. كان هناك عدد من الأطباء على متن الطائرة عرضوا المساعدة ووُلدت الطفلة، التي سُميت كلوي، قبل أن تهبط الطائرة.
وتُعد الجنسية واحدة من المشكلات التي تطرأ في حالة الأطفال المولودين في الجو. في أكتوبر/تشرين الأول 2015، كانت هناك امرأةٌ تحلق من تايبيه إلى لوس أنجلوس عندما جاءها المخاض بعد 6 ساعات من الإقلاع، وأنجبت في النهاية طفلةً معافاة بمساعدة طبيب كان موجوداً على متن الطائرة.
تعرضت هذه المرأة لاحقاً لانتقاداتٍ بعد أن توصَّلَت التكهنات في تايوان إلى أن المرأة كانت تنوي ولادة ابنتها في الولايات المتحدة لتحصل الطفلة على المواطنة.
تختلف قوانين المواطنة من بلدٍ إلى آخر. ففي المملكة المتحدة على سبيل المثال، لا تُمنَح المواطنة تلقائياً للمولودين في بريطانيا.
أما في الولايات المتحدة، فتُمنح المواطنة حتى للأطفال المولودين فوق مياهها أو على متن طائراتها، فور ولادتهم، وفقاً لمبدأ «حق الأرض»؛ وهو حقُّ أيِّ شخص يُولَد على أراضي الدولة في المواطنة أو الجنسية.
هل يحصلون على رحلاتٍ مجانية مدى الحياة؟
هناك إشاعةٌ متداولة بأن الأشخاص المولودين على متن الطائرات يحصلون على رحلاتٍ مجانية مدى الحياة. هل هذا صحيحٌ من قريبٍ أو بعيد؟
للأسف، يبدو أن هذه المعلومة أقرب للأسطورة.
ليست ثمة شركات طيران منحت الأطفال المولودين على متنها رحلات مجانية مدى الحياة إلا عدد قليل جداً.
وهذه الشركات الوحيدة هي الخطوط الجوية الدولية التايلاندية، وخطوط إيغا باسيفيك الجوية، وطيران آسيا، وبولار آير للخطوط الجوية. أما شركة خطوط فيرجن أتلانتيك الجوية فقد منحت طفلاً واحداً فقط رحلاتٍ مجانية إلى أن يبلغ سن 21.
بينما حصلت شونا على تذكرتين مجانيتين في الدرجة الأولى إلى أستراليا في عيد ميلادها الثامن عشر لتتمكَّن من زيارة جدتها. واستُعين بها لاحقاً في حملة إعلانية للشركة.
هل شعرت بالإحباط لعدم حصولها على رحلاتٍ مجانية مدى الحياة؟
تقول: «كان ذلك ليصبح لطيفاً، لكن من وجهة نظر الشركة، تُعتبر الولادة على متن الطائرة خطرة إلى حد ما وليست ذلك الاحتفال البديع». لكنها تصر، في حال باتت شركات الطيران كريمةً وسخية، على أن الأم هي من يجب أن تتلقى المزايا وليس الأطفال. تقول: «أمي هي التي مرَّت بكل ذلك، ولذا ربما هي من يجب أن تحصل على الرحلات المجانية وليس أنا».