انتشرت أخبار كاذبة ونظريات المؤامرة حول أصل فيروس كورونا بسرعة كبيرة في أنحاء العالم. الانتشار السريع للفيروس من مقاطعة خوبي الصينية، ونقص التفاصيل المبكرة حول نشأته وكيفية علاجه، فتح مجالاً كبيراً للتكهنات. تقول صحيفة The Guardian البريطانية، بعد أسبوع من إقفال مدينة ووهان بسبب الحجر الصحي، كانت موجة الأخبار والمعلومات المغلوطة أعلى من قدرة تويتر وفيسبوك وجوجل مجتمعة على مكافحتها.
في يوم الجمعة، 31 يناير/كانون الثاني، بعد إعلان منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الصحية العالمية، قالت منصة فيسبوك إنها سوف «تحذف أي محتوى يقدم مزاعم كاذبة أو نظريات مؤامرة أبلغت منظمات الصحة العالمية والسلطات الصحية المحلية أنها قد تضر بالأشخاص الذين يؤمنون بها».
وفي يوم الخميس، 30 يناير/كانون الثاني، أعلنت منصة تويتر أنها سوف «تضبط توجيهات البحث في الدول الرئيسية حول العالم من أجل عرض مصادر صحية موثوقة عند البحث عن مصطلحات ذات صلة بفيروس كورونا الجديد».
وإليكم بعض أمثلة المعلومات المغلوطة المنتشرة حول العالم.
1. الناس يتناولون الخفافيش في ووهان
أكبر معلومة مغلوطة عن سبب انتشار الفيروس هي مقطع الفيديو واسع الانتشار لامرأة تأكل خفاشاً. ونشرت كل من صحيفة Daily Mail وشبكة RT التلفزيونية هذا المقطع، إلى جانب المدوّن اليميني الشهير بول جوزيف واتسون على منصة يوتيوب، وآخرين.
وقالت وانغ مينغيون، التي تظهر في مقطع الفيديو، إنها تلقت تهديدات بالقتل منذ انتشار مقطع الفيديو هذا الشهر.
هناك نظرية تقول إن منشأ فيروس كورونا يرجع إلى البيع غير الشرعي للحيوانات البرية في أسواق المأكولات البحرية في ووهان، وأن الخفافيش قد تكون هي مصدر الفيروس، ولكن الفيديو لم يُصوّر في مطاعم ووهان، بل في جزيرة بالاو، ميكرونيسيا، عام 2016.
2. مؤامرة متعمدة
المؤمنون بنظرية مؤامرة الدولة العميقة «QAnon»، مثل اليوتيوبر جوردان ساثر، ينشرون فكرة أن تفشي فيروس كورونا متعمّد ليتزامن مع بدء محاكمة عزل دونالد ترامب.
ويزعم ساثر في منشور كتبه لمتابعيه، البالغ عددهم أكثر من 100,000 متابع، أن المرض كان مقصوداً ومخططاً له. وأشار إلى أن براءة اختراع فيروس كورونا ممنوحة لشركة تربطها علاقات بمؤسسة Bill & Melinda Gates. واضطرت الشركة Pirbright، إلى إصدار بيان لتصحيح المعلومات المغلوطة. وقالت الشركة إن أبحاثها تتناول فيروس التهاب الشعب الهوائية المعدي، وهو نوع من فيروس كورونا يصيب الدواجن والخنازير، وليس البشر.
3. سلاح بيولوجي
زعمت صحيفة The Washington Times أن تفشي فيروس كورونا يرجع إلى معهد ووهان لعلوم الفيروسات، مقتبسة مزاعم ضابط مخابرات سابق بالجيش الإسرائيلي، تشير إلى أن الفيروس سلاح بيولوجي محتمل.
وأشارت نظريات مؤامرة أخرى أن كندا هي المسؤولة عن نقل الفيروس إلى الصين. تحدثت صحيفة Washington Post إلى عدد من الخبراء قالوا إنه بناء على التركيب الجيني للفيروس لا يوجد ما يدل على هندسته وراثياً. وقال فيبين نارانج، الأستاذ الجامعي بمعهد ماساتشوستس للتقنية على تويتر إنه لا يوجد دليل على أنه سلاح بيولوجي، وإن صحّت تلك المزاعم، فإنه سلاح سيئ ورديء للغاية، لأن السلاح البيولوجي القوي ينبغي أن يكون أكثر فتكاً وألا يكون سهل الانتشار.
4. شبكة الجيل الخامس «5G» تسببت في انتشار فيروس كورونا
هذه الأيام، أصبحت شبكات الجيل الخامس تُلام على كل شيء، من السرطان إلى حرائق الغابات، لذا لا عجب في أن تكون هناك نظريات مؤامرة تزعم أن شبكات الجيل الخامس تسببت، أو ساعدت، في انتشار فيروس كورونا، وتنتشر تلك النظريات على مجموعات مناهضي شبكات الجيل الخامس على منصة فيسبوك.
نشر أحدهم على فيسبوك يزعم أن ووهان أول مدينة تُطلق فيها شبكة الجيل الخامس، وأن الشبكة مسؤولة عن «إضعاف أجهزة المناعة وتعزيز خطورة فيروس البرد العادي».
كانت ووهان إحدى المدن التي أُطلقت فيها شبكة الجيل الخامس في الصين عام 2020، إلى جانب مناطق أخرى في العالم. ولا يوجد ما يدل على أن شبكات الجيل الخامس تُضعف أجهزة المناعة أو مضرَّة للبشر.
5. للوقاية أو العلاج، خرافة تناول زيت المردقوش أو فيتامين ج أو المياه المالحة!
نشرت مجموعات الطب الطبيعي ومناهضي اللقاحات البارزة منشورات تقول إن تناول زيت المردقوش، وفيتامين ج، والمياه المالحة من الطرق المفيدة للوقاية من فيروس كورونا أو علاجه، وهذا غير صحيح.
6. تناول المبيّض
أحد العلاجات الخطيرة مجدداً التي ذكرها أتباع بارزون لنظرية مؤامرة الدولة العميقة «QAnon»، وذكر موقع Daily Beast أن مُنظّري المؤامرة المؤيدين لترامب يوجهّون الناس لشراء «محلول المكمّلات الغذائية المعدنية المعجزة» القادر على علاج كل شيء، بما في ذلك التوحد وفيروس نقص المناعة البشري «الإيدز». وقالت إدارة الغذاء والدواء إن هذا المحلول عبارة عن «مبيّض خطير».
7. مشروب Red Bull الصيني وكعك الحظ من نواقل الفيروس
انتشرت منشورات كثيرة على مواقع التواصل الاجتماعي تحاول جميعها أن تبدو صادرة عن السلطات الصحية الرسمية، تخبر الأشخاص عمّا يجب أن يفعلوه لتجنب الإصابة بفيروس كورونا.
أحد أبرز المنشورات التي انتشرت في أستراليا، عبر مراكز رعاية الطفل، ما يبدو أنه «إشعار عاجل» من «قسم علم الأمراض في باراماتا».
وحذَّر هذا القسم، غير الموجود من الأساس، من أن الأطعمة التي قد تكون ملوثة وناقلة للمرض، وتضمّنت القائمة أرز ووتشانغ، وكعك الحظ، ومعكرونة ماي غورينغ، ومشروب حليب Yakult، ومشروب Red Bull الصيني.
وأجبر ذلك الإدارة الصحية في ولاية نيوساوث ويلز على إصدار بيان يؤكد على عدم وجود كيان باسم «قسم علم الأمراض في باراماتا». وقال البيان: «تطمئنكم الإدارة الصحية بولاية نيوساوث ويلز بأن المناطق الواردة في هذا المنشور لا تمثّل أي تهديد لزوّارها وقاطنيها، وعدم ظهور أي حالات إيجابية في محطات القطارات».
8. الضواحي الممنوعة
انتشر تحذير آخر على مواقع التواصل الاجتماعي، يزعم أنه صادر عن إدارة كوينزلاند الصحية، يناشد الأشخاص الابتعاد عن أحياء معينة في بريسبان وأي مناطق مأهولة يقيم بها أفراد صينيون.
وكتب دنكان بيغ، النائب البرلماني عن ولاية كوينزلاند، على تويتر أن هذا التحذير مزيف، ويهدف إلى الإضرار بالمجتمع.