عُقدت في القاهرة بمقر وزارة الخارجية اليوم 9 فبراير الجاري جولة مشاورات سياسية بين مصر والسويد برئاسة السفير د. بدر عبد العاطي، مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية، والسفيرة “آن ديسمور” نائب المدير العام مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بالخارجية السويدية، وذلك بمشاركة مساعدي وزير الخارجية لشئون السودان وجنوب السودان، وليبيا، والشئون العربية، وعدد من ممثلي قطاعات وإدارات وزارة الخارجية، وبحضور سفير السويد بالقاهرة.
وأشار السفير بدر عبد العاطي خلال المشاورات إلى التطورات الإيجابية التي شهدتها العلاقات بين البلدين على مختلف الأصعدة في الآونة الأخيرة، وخاصة تبادل الزيارات عالية المستوى، وإجراء المشاورات بين البلدين بصورة دورية في الموضوعات الثنائية ومتعددة الأطراف ذات الاهتمام المشترك، وتبادل التأييد في المحافل الدولية، وكذلك الانفتاح الذي تبديه السويد لتعزيز التعاون الاقتصادي مع مصر للاستفادة من التطورات الاقتصادية الإيجابية والمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر، حيث تساهم بعض الشركات السويدية في مشروع بناء العاصمة الإدارية الجديدة وغيرها من المدن الجديدة، فضلاً عن التعاون القائم بين الجانبين في مجال النقل الذكي والسلامة المرورية، ومجال الدفع الإلكتروني، علاوة على أن مصر تعتبر أكبر شريك تجارى للسويد في إفريقيا والشرق الأوسط. كما أعرب عبد العاطي عن تطلع مصر لإقامة وتطوير التعاون مع السويد في العديد من المجالات، ومنها بناء القدرات، والطاقة الجديدة والمتجددة، والشركات الناشئة، والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، والمعدات والخدمات الطبية، وتدوير المخلفات، وتوفير المنح الدراسية للطلاب المصريين المتميزين، وكذا إمكانية إقامة تعاون ثلاثي في أفريقيا يضم كل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية والوكالة السويدية للتنمية. وقد أشاد عبد العاطي بدعم السويد لمنتدى أسوان للأمن والتنمية في أفريقيا، كما رحب بعقد اجتماع سفراء السويد في المنطقة بالقاهرة غداً 10 فبراير الجاري.
ومن جانبها، أكدت المسئولة السويدية على حرص بلادها على تطوير وتعميق التعاون الثنائي مع مصر بما يعكس العلاقات السياسية المتميزة بين البلدين، مؤكدة اهتمام السويد بالتعاون مع مصر في مجال الطاقة والغاز الطبيعي، وكذلك في مجال النقل الذكي في المدن الجديدة، وكذلك في مجال الحوكمة الالكترونية. كما نوهت بالعديد من التجارب الناجحة للاستثمارات السويدية في مصر، وأشارت إلى ارتفاع معدلات السياحة السويدية إلى مصر، حيث أصبحت مصر الوجهة الثانية للسياحة النوردية خارج الاتحاد الأوروبي.
هذا، وتضمنت المباحثات أيضاً تبادل الرؤى حول الموضوعات الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث حرص الجانب السويدي على التعرف على رؤية مصر لمجمل الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، ومستجدات الأوضاع في ليبيا، والأزمة اليمنية، والأوضاع في السودان وجنوب السودان، والشأن السوري ومكافحة الإرهاب. وقد أعرب الجانب السويدي عن تقديره لجهود مصر في هذه الملفات، مشيراً إلى أهمية مواصلة التنسيق لتحقيق تسوية سياسية لهذه الأزمات في أقرب وقت. كما أشاد الجانب السويدي بالتعاون الوثيق مع مصر خلال عضويتها غير الدائمة بمجلس الأمن (2016-2017) بالتزامن مع عضوية السويد غير الدائمة بالمجلس (2017-2018)، والتي أظهرت تقارباً في وجهات نظر البلدين حول العديد من القضايا، وعلى المستوى الدولي فيما يتعلق بموضوعات حفظ وبناء السلام.