قال وزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، إن خطورة التحديات التي تهدد العملية السلمية، تتطلب أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل فاعل وسريع لإيجاد أفق حقيقي للتقدم نحو السلام العادل الذي تقبله الشعوب، مؤكدًا أنه لا يمكن تحقيق السلام من دون زوال الاحتلال.
وأكد في ندوة حول فلسطين، اليوم الأحد، خلال مؤتمر ميونخ للأمن، أن حل الدولتين الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدس الشرقية لتعيش بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية هو سبيل السلام الدائم الذي يشكل ضرورة لكل المنطقة، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء الأردنية “بترا”.
وحذّر الصفدي من التبعات الكارثية لأي خطوات إسرائيلية أحادية تستهدف فرض حقائق جديدة على الأرض، مشددًا على أن أي قرار إسرائيلي بضم وادي الأردن وشمال البحر الميت في الأراضي الفلسطينية المحتلة سيقوّض حل الدولتين وسينسف كل الأسس التي قامت عليها العملية السلمية.
وقال إن حماية المقدسات هي حماية لفرص السلام، مؤكدًا أن المدينة المقدسة يجب أن تكون رمزًا للسلام لا ساحة للصراع، وأن المنطقة والعالم سيدفعان ثمن قتل فرص السلام والأمل بتحقيقه حيث إن ذلك سيجذر اليأس والتطرف وسيفجر الصراع، مؤكدًا أن القضية الفلسطينية هي القضية المركزية الأولى، وهي أساس الصراع والتوتر في المنطقة، وحلها على أساس حل الدولتين الذي يلبي جميع الحقوق الفلسطينية المشروعة هو المطلب الرئيس لتحقيق الأمن والاستقرار الإقليميين.
وأكد أن المفاوضات المرتكزة إلى الشرعية الدولية هي الطريق لحل الصراع وتحقيق السلام، لافتًا إلى أن التزام المسار التفاوضي في إطار المرجعيات المعتمدة أمر أكده الفلسطينيون ودعمته قرارات الجامعة العربية.
وقال الصفدي إن المملكة كانت وستبقى قوة من أجل السلام العادل الذي يلبي الحقوق وتقبله الشعوب وينهي الصراع، وأكد أن الأردن سيستمر في العمل مع الأشقاء والشركاء في المجتمع الدولي من أجل إطلاق مفاوضات جادة وفاعلة لتطبيق حل الدولتين وفق المرجعيات المعتمدة، وأن المملكة تتعامل مع كل الطروحات وفق مبادئها وبما يحمي مصالحها الوطنية وفي إطار رؤيتها الواضحة حول سبل تحقيق السلام العادل.
وقال إن الأردن قادر على حماية مصالحه، والعالم كله يعرف ويحترم دور المملكة وسياساتها التي ترتكز إلى مبادئ واضحة لا تتغير وتستهدف السلام الحقيقي القابل للحياة.
إلى ذلك، واصل الصفدي عقد لقاءات جانبية مع عدد من وزراء الخارجية والمسئولين المشاركين في المؤتمر الذي انطلق الجمعة، ركزت على سبل تعزيز العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية.