أطلق تحالف جماعات الدعوة الإسلامية الأمريكية، الخميس 12 مارس/آذار 2020، حملة “مليون صوت مسلم”، وهو جهدٌ غير مسبوق، بتكلفة مليون دولار؛ من أجل الوصول الى المسلمين وإقناعهم بالمشاركة في الانتخابات العامة لعام 2020.
تأتي هذه الجهود بقيادة منظمة Emgage، وهي جماعة من واشنطن تهدف إلى زيادة المشاركة المدنية ومحو الأمية السياسية لدى المسلمين الأمريكيين. وتُركّز الحملة على زيادة إقبال الناخبين المسلمين على الانتخابات في بعض الولايات التي تحوي أعداداً كبيرة من السكان المسلمين، وفقاً لوائل الزيات الرئيس التنفيذي للمنظمة، حسبما نشر تقرير لمجلة Newsweek الأمريكية.
أضاف الزيات: “نحن نُؤمن بأنّ تشجيع المجتمع على التصويت بوتيرةٍ مُتواصلة عنصرٌ ضروري لبناء قوةٍ سياسية، وهذا من خلال المشاركة في الانتخابات المحلية وانتخابات الولاية والمكاتب الوطنية دون الاكتفاء بالتصويت في الانتخابات الرئاسية. في عام 2016 شهدنا كيف كانت شيطنة المجتمع المسلم، وتحويله إلى كبش فداء، ونُريد التأكّد من وقوف المجتمع المسلم وتصويته في الانتخابات، حتى يصل صوتنا وتعرف البلاد بكاملها كيف نشعر حيال ذلك”.
جهود لدفع المسلمين للتصويت في أمريكا
سوف تشارك منظمة Emgage في هذه الجهود مع منظمة EmPower، ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، ومجلس الشؤون العامة الإسلامية، ومنظمة MPower Change، وIllinois Muslim Civic Coalition، وغيرها. وستستهدف الحملة المسلمين في ولايات ميشيغان وفرجينيا وبنسلفانيا وأوهايو وفلوريدا وجورجيا ونيويورك وإلينوي وتكساس وكاليفورنيا.
إلى ذلك، تُعَدُّ هذه الحملة أكثر تعقيداً من حملات التوعية البسيطة للخروج والتصويت، إذ طوّرت الجماعات خوارزمية “لتحديد الناخبين المسلمين المُحتملين، ثم نُضيف مُعرّفات أخرى مثل النماذج العرقية” إلى بيانات الناخبين التي اشتريناها من اتحاد البيانات التقدُّمية Catalist، وفقاً للزيات. وهذا ليس علماً دقيقاً في حد ذاته، إذ لا يمتلك كثير من المسلمين أسماءً تبدو مُسلمةً بحسب القوالب النمطية، في حين أنّ بعض مُستخدمي الأسماء المُسلمة ليسوا من المسلمين.
هذا ودفعت هذه العملية -المُحسّنة بفضل البيانات الديموغرافية الإضافية- بمنظمة Emgage إلى تقدير أنّ أكثر من 675 ألف مُسلم صوّتوا في الانتخابات العامة لسنة 2016 داخل ثمانٍ من الولايات المُستهدفة.
حملة المليون صوت مسلم
في حين يرى الزيات أنّ الوصول إلى مليون ناخب العام الجاري لن يُمثّل قفزةً ضخمة، كما أشار إلى أنّ بيانات عام 2016 لم تشمل أعداد الناخبين المسلمين في كاليفورنيا وتكساس.
أضاف الزيات أن حملة “مليون صوت مسلم” لن تضغط على الناس من أجل التصويت لمرشّحٍ بعينه. ورغم ذلك، فإنّ 74% من الناخبين المُسلمين دعموا الديمقراطيين في مسوحات اقتراع الناخبين خلال انتخابات أعوام 2012 و2016 و2018، بحسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، لذا فإنّ زيادة الأصوات المسلمة داخل الولايات المتأرجحة مثل ميشيغان قد يُؤثّر على النتيجة النهائية للانتخابات. (وأردف أنّ لجنة Emgage PAC، التي تُعلن تأييدها لمرشحين بعينهم وتنفق الأموال على الدعاية السياسية، كيانٌ منفصل عن المنظمة).
رغم ذلك، يُمكن القول إنّ العثور على بيانات دقيقة عن السكان المسلمين الأمريكيين وعاداتهم في التصويت ربما يكون مهمةً بعيدة المنال، ومتناقضة، ومُربكة. إذ قدّرت منظمة Pew Research البحثية أنّ هناك 2.15 مليون مسلم بالغ في البلاد.
في الوقت ذاته، وجدت مؤسسة Institute for Social Policy Understanding البحثية، أنّ 73% من البالغين المُسلمين المُؤهّلين للتصويت كانوا مُسجّلين على قوائم الناخبين في عام 2019، بزيادة على نسبة 60% في عام 2016. ومن تلك المجموعة المسجلة، شارك 59% فقط في التصويت بحسب بيانات المؤسسة البحثية.
مقومات نجاح الحملة أو فشلها
كل ما سبق من العوامل تتضافر لتصنع صورةً مُشوّشة تزيد صعوبة تقييم قوة تصويت المُسلمين، وهذا بحسب العالم السياسي يوسف شهود، من جامعة كريستوفر نيوبورت في فيرجينيا. لكنّه أثنى على جهود منظمة Emgage وقال إنّ أهدافها “قابلةٌ للتصديق”، رغم تشكيكه في الكيفية التي ستستطيع من خلالها المنظمة إثبات تحقيقها لتلك الأهداف.
أردف شهود: “لنقل إنّ مليون مسلم سوف يُدلون بأصواتهم، سأكون مُهتماً بالكيفية التي سنحتسب بها ذلك، لأنّ الحصول على بيانات كمية عن المسلمين أمرٌ بالغ الصعوبة”.
قلة خبرة سياسية
في الوقت نفسه، يتفق شهود والزيات على أنّ المسلمين لم يُدرّبوا عضلاتهم السياسية بما يكفي لتُحقّق جماعتهم أقصى إمكاناتها. ووجدت دراسة المؤسسة البحثية أنّ المسلمين معزولون ويُركّزون على حياتهم داخل مجتمعاتهم ومساجدهم فقط عادةً، بدلاً من المشاركة في الحديث السياسي الواسع. وحين يبلغ المسلمون مستوى مُعيّناً من الظهور والسلطة السياسية، كما حدث في حالتي النائبتين رشيدة طالب من ميشيغان وإلهان عمر من مينيسوتا؛ يجري اتّهامهم بمحاولة فرض القانون الإسلامي (الشريعة) على أمريكا.
حيث قال الزيات إنّ هذا النوع من ردود الفعل قد يحدث نتيجة حملة منظمة Emgage.
أضاف الزيات: “هل هناك عالمٌ آخر يستغل فيه الناس هذا الأمر للهجوم على مجتمعٍ بعينه وزعم أنّه يُحاول السيطرة على النظام السياسي؟ هناك دائماً أصواتٌ هامشية من هذا النوع”.
لكن في النهاية يوضح الزيات أنّ الحملة يجب أن يُنظر إليها على أنّها مُفيدةٌ للمجتمع المسلم وللبلاد ككل: “حين يكون هناك عدد أكبر من المواطنين الذين يُشاركون في العملية السياسية، فستكون لديك سياسة أكثر تنوعاً وشمولاً، وتدعمها قطاعاتٌ أعرض من السكان بفضل مشاركتهم فيها. ونحن نعتقد أنّ ما نفعله ضروريٌ لصحة ديمقراطيتنا”.