قالت دراسة جديدة أجراها علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، الثلاثاء 17 مارس/آذار 2020، إن بإمكان فيروس “كورونا المستجد” شديد العدوى، الذي تحوَّل إلى جائحة عالمية، أن يبقى حياً ومُعدياً في الرذاذ المتطاير بالهواء عدة ساعات وعلى الأسطح عدة أيام.
وقد حاول علماء من المعهد الوطني للحساسية والأمراض المعدية التابع للمعاهد الوطنية الأمريكية للصحة، محاكاة انتقال الفيروس من شخص مصاب إلى الأسطح التي تُستخدم يومياً داخل المنزل أو المستشفى، من خلال السعال أو لمس الأشياء.
دراسة بخصوص فترة حياة كورونا
العلماء استخدموا جهازاً لتوزيع الرذاذ في الهواء بالصورة ذاتها الناتجة عن السعال أو العطس.
بعد ذلك درس العلماء المدة التي ظل فيها الفيروس مُعدياً على الأسطح، وفقاً للدراسة التي نشرتها دورية “نيو إنجلاند جورنال أوف مديسن” على الإنترنت الثلاثاء، وهو اليوم الذي تجاوز فيه عدد حالات الإصابة بالفيروس 5200 حالة، في حين اقترب عدد الوفيات من 100 شخص.
وأشارت الاختبارات إلى أن الفيروس، المحمول عبر الرذاذ المتطاير الناتج عن السعال أو العطس، يظل قادراً على البقاء أو إصابة الأشخاص عبر الهواء لمدة ثلاث ساعات على الأقل.
أما على البلاستيك والفولاذ المقاوم للصدأ، فقد ظل الفيروس باقياً لما يزيد على ثلاثة أيام، لكنه لم يقوَ على البقاء ما يزيد على يوم واحد عندما استقر على ورق مقوى. وعلى النحاس، ظل الفيروس باقياً أربع ساعات قبل انتهاء تأثيره.
حصاد ضحايا كورونا
في حين قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، إن إصابات ووفيات كورونا حول العالم تجاوزت ما سجلته الصين.
جاء ذلك في “مؤتمر صحفي افتراضي” عقده غيبريسوس بالمقر الرئيسي لمنظمة الصحة العالمية بجنيف، حيث حضره معه فقط المسؤولون في المنظمة، وتلقَّى أسئلة مرئية ومكتوبة وعبر الهاتف والبريد الإلكتروني.
حيث أوضح غيبريسوس أن إصابات ووفيات كورونا حول العالم تجاوزت ما سجلته الصين، في إشارة إلى الارتفاع السريع بأعداد الإصابات بالفيروس الأسبوع الماضي.
إلى ذلك دعا غيبريسوس الحكومات إلى إجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا، قائلاً: “رسالة بسيطة أتوجه بها إلى كل دول العالم: اختبار، اختبار، اختبار. إجراء اختبار الكشف عن فيروس كورونا لكل حالة مشتبه بها”.
غيبريسوس أكد ضرورة إخضاع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالفيروس للحجر الصحي، وإجراء اختبارات الكشف على الذين احتكوا بهم خلال آخر يومين. وأضاف: “إنه مرض خطير جداً، ورغم أن الدلائل تشير إلى أن الذين تخطوا سن الـ60 في بؤرة الخطر بنسبة أكبر من غيرهم، فإن شباباً وأطفالاً توفوا من جراء إصابتهم بالفيروس”.
حتى الثلاثاء، أصاب الفيروس أكثر من 194 ألفاً في 163 دولة وإقليماً، توفي منهم نحو 7890، أغلبهم في الصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا وكوريا الجنوبية وألمانيا وفرنسا والولايات المتحدة.
وأجبر انتشار كورونا على نطاق عالمي دولاً عديدة على إغلاق حدودها، وتعليق الرحلات الجوية، وإلغاء فعاليات عديدة، ومنع التجمعات، وضمنها الصلوات الجماعية.