ذكرت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية اليوم الجمعة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينج تحدثا، لأول مرة من بعد الحرب التجارية التي نشبت بين البلدين، عبر الهاتف ، ما أشار إلى ذوبان محتمل في الجليد بين أقوى دولتين في العالم بعد أسابيع من التبادلات المريرة بشأن جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) .
وقالت الصحيفة (في تقرير لها نشرته على موقعها الالكتروني) إن ترامب وصف – في تغريدة نشرها على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر”- أول تفاعل له مع نظيره الصيني منذ بدء تفشي المرض قبل ثلاثة أشهر بأنه “جيد للغاية ” .
وأضاف ترامب:” لقد مرت الصين بالكثير واستطاعت تطوير فهمًا قويًا للفيروس…نحن نعمل معا بشكل وثيق. لكن الكثير من الاحترام!”.
في السياق ذاته، قالت وسائل إعلام حكومية صينية إن شي تحدث مع ترامب “بدعوة من الجانب الأمريكي”، وعرض “تبادل الخبرة الصينية دون تحفظ في جهود الوقاية والسيطرة، والعلاج بالتنسيق مع منظمة الصحة العالمية والدول بما في ذلك الولايات المتحدة”.
وأشارت “فاينانشيال تايمز” إلى أن ترامب توقف، في خلال الأيام الأخيرة، عن الإشارة إلى كورونا باعتباره “الفيروس الصيني”، وهو الأمر الذي طالما ما أثار غضب المسؤولين في بكين وأثار انتقادات محلية داخل الصين بأنه يؤجج المشاعر المعادية لآسيا لاسيما بعدما انتشر الفيروس بسرعة داخل الولايات المتحدة.
ولكن المسئولين الأمريكيين اعتبروا أن رد واشنطن كان عادلًا في ضوء تأييد بعض الدبلوماسيين الصينيين لنظريات المؤامرة غير المثبتة والتي ألقت باللوم على الجيش الأمريكي في تفشي المرض الذي بدأ في مدينة ووهان بوسط الصين في نوفمبر الماضي.
ومع ذلك، استمر مسئولون كبار آخرون في إدارة ترامب في الإصرار على أن الفيروس يجب أن يشار إليه باسم “فيروس ووهان التاجي”.
في أعقاب ذلك، أوصحت “فاينانشيال تايمز” أن الحرب الكلامية بين واشنطن وبكين هددت بعرقلة أي آفاق للتعاون بين البلدين لاسيما مع استمرار انتشار الوباء بسرعة في جميع أنحاء العالم. حتى تحدث ترامب وشي بعد ساعات من تجاوز عدد الحالات المؤكدة رسميًا في الولايات المتحدة تلك الموجودة في الصين. كما أعلنت وزارة الخارجية الصينية في وقت متأخر من يوم أمس الخميس أنها ستمنع جميع الأجانب تقريبًا من دخول البلاد حتى لو كانوا يحملون تصاريح عمل وإقامة سارية.
وتابعت الصحيفة البريطانية تقول في هذا الشأن:” إنه في الوقت الذي تتضاءل فيه عدد الحالات المُصابة محليًا في الصين خلال الأسابيع الأخيرة، فقد انزعجت الحكومة الصينية من ارتفاع حاد في ما يسمى بالحالات المستوردة من الأشخاص الذين يصلون إلى أكثر دول العالم سكانًا. ومع ذلك، فإن معظم ركاب شركات الطيران كانوا من الرعايا الصينيين!.
وردا على ذلك، أعلنت هيئة تنظيم الطيران الصينية يوم أمس الخميس أنها ستقيد رحلات جميع شركات الطيران الدولية التي لا تزال تعمل من الصين وإليها واقتصارها على تشغيل رحلة واحدة فقط، في خطوة ربما تزيد من صعوبة عودة المغتربين الصينيين إلى بلادهم.
يذكر أن الولايات المتحدة سجلت 505ر85 حالات إصابة بفيروسات كورونا ونحو 1288 حالة وفاة، مقارنة بـ 81.340 و 3292 حالة على التوالي في الصين. لكن، مع الأخذ في الاعتبار أن أرقام الحالات الرسمية في الصين، على عكس معظم البلدان الأخرى، لا تشمل ناقلون المرض الذين لا تظهر عليها أي أعراض.
فإذا تم تضمين مثل هذه الحالات، فمن المقدر أن العدد الرسمي للصين يمكن أن يكون أعلى بنسبة تصل إلى 50% ، وفقا للفاينانشيال تايمز.