تمكنت القوى الأمنية اللبنانية من ضبط الوضع في سجن القبة بمدينة طرابلس (شمالي لبنان) بعد أعمال شغب واسعة ومحاولة تمرد محدودة نفذها نزلاء السجن وقاموا خلالها بإضرام النيران ومحاولة تحطيم الأبواب والنوافذ الحديدية.
وأكد مصدر أمني رفيع المستوى بجهاز قوى الأمن الداخلي (الشرطة اللبنانية) – في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط – أن الوضع داخل السجن أصبح تحت السيطرة التامة، مشيرا إلى أنه جرى الاستعانة بقوات مكافحة الشغب التي تدخلت وأعادت الانضباط والأمور إلى طبيعتها في السجن.
وأشار المصدر إلى عدم صحة ما تداولته وسائل إعلامية من أن الوضع داخل السجن جاء في إطار محاولة تمرد واسعة أقدم على تنفيذها السجناء على نحو استدعى تدخلا أمنيا وعسكريا كبيرا لقمعها، مشيرا إلى أن “أعمال الشغب” التي وقعت كانت محدودة، وقد اقتصر التعامل معها على عناصر قوى الأمن الداخلي المكلفة بتأمين السجن إلى جانب وحدات مكافحة الشغب، وأنه جرى إطفاء الحرائق التي أضرمها نزلاء السجن في بعض المنقولات كالأخشاب والأسرة.
وكانت وسائل إعلامية لبنانية قد تناقلت مقاطع مصورة تُظهر تصاعد سحب دخانية من داخل السجن، بالإضافة إلى هتافات حادة من جانب نزلاء السجن وقيامهم بإضرام النيران في عدد من أرجائه، على خلفية عدم صدور قانون للعفو العام في بعض الجرائم المتهمين فيها.
يشار إلى أن عددا كبيرا من أهالي المتهمين في قضايا إرهاب والانتماء إلى جماعات إرهابية مسلحة والتعاون معها، والذين اصطلح على تسميتهم في لبنان بـ “الموقوفين الإسلاميين” يطالبون بالعفو العام عن ذويهم، لا سيما وأن أعدادا كبيرة منهم لا يزالون رهن الحبس الاحتياطي منذ سنوات طويلة في انتظار محاكمتهم.
ويثير هذا الملف قدرا كبيرا من الحساسية والانقسام السياسي في لبنان، لا سيما وأن عددا من المتهمين أسندت إليهم سلطات التحقيق القضائية قيامهم بتنظيم هجمات مسلحة على وحدات عسكرية تنفيذا لأغراض التنظيمات الإرهابية، وفي مقدمتها (داعش) و(جبهة النصرة) وقتل والشروع في قتل واختطاف ضباط وجنود من القوات المسلحة، خاصة خلال فترة المواجهات الواسعة والممتدة التي خاضها الجيش اللبناني ضد الجماعات والتنظيمات الإرهابية التي تسللت من سوريا إلى لبنان قبل عدة سنوات.