عشية شهر رمضان، وجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن رسائلَ تهنئة للمسلمين وتمنيات بشهر مبارك عليهم.
ومع ذلك، على مدار مسيرتهما السياسية، كان كل منهما لديه في كثير من الأحيان وقائع مؤسفة مع المسلمين، من الانخراط في استهداف غير مبرر إلى خطابات الكراهية، وحتى سياسات مؤذية للأقليات المسلمة، بحسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني.
وفي حين كان ترامب أسوأ على نحو ملحوظ، بخطاباته وسياساته التي حمل فيها شعلة التمييز ضد المسلمين، فإن بايدن كان متواطئاً في العديد من سياسات التمييز خلال عهد أوباما، حتى ولو لم يكن على رأس الإدارة الأمريكية.
أمَّا الآن، مع تحول المسلمين إلى كتلة تصويت معتبرة في بعض الولايات الرئيسية التي تشهد تأرجحاً في آراء ناخبيها، يحاول السياسيون التواصل مع المسلمين للحصول على دعمهم.
وهنا، يُلقي هذا التقرير نظرةً على بيانات التهنئة الخاصة بكل من ترامب وبايدن، ويقارنها بسجل تصريحاتهما وتناولهما للمسائل المتعلقة بالأقلية المسلمة في الولايات المتحدة.
دونالد ترامب
"أوجه للمسلمين كافة، في الولايات المتحدة ومختلف أنحاء العالم، أطيب التمنيات بشهر رمضان مبارك ومليء بالسلام".
على الجانب الآخر، كرر ترامب نهاية الأسبوع الماضي ادعاء كان قد انتشر بين الأوساط اليمينية المتطرفة على وسائل التواصل الاجتماعي، بأنه “قد يكون هناك فرق” في تعامل السلطات والسياسيين المحليين [الديمقراطيين] فيما يتعلق بالتساهل حيال الإجراءات الخاصة بالإغلاق خلال شهر رمضان، في مقابل الصرامة التي طُبقت بها الإجراءات على الكنائس في عيد الفصح.
وقد نددت الجمعيات الإسلامية بتصريحات ترامب، قائلةً إنه بذلك يؤجج مشاعر الإسلاموفوبيا وكراهية الإسلامية، وإن تصريحاته “تثير الانقسامات” و”تحمل إهانات” للمسلمين.
"تتماشى أعمال المسلمين في هذا الشهر تماشياً وثيقاً مع القيم العالمية التي ينشرها الدين الإسلامي، قيم السلام والإحسان والحب واحترام الآخرين".
وعندما سأل مراسلُ قناة MSNBC ترامب عما إذا كان الإسلام ديناً مسالماً بطبيعته والأمر ليس إلا انحراف عدد من أتباعه عن تلك الطبيعة، رد ترامب: “حسناً، كل ما يمكنني قوله.. هناك شيء ما يحدث. كما تعلمون، هناك شيء ما يحدث بالتأكيد. لا أعرف ما إذا كان هذا السؤال يُمكن الإجابة عنه”.
زيف ترامب
وأضاف: “هناك كثير من المسلمين لا يحبوننا”.
كما سبق لترامب أن استشهد باستطلاع، فُضح زيفه على نطاق واسع، نشرته مجموعة معادية للمسلمين وأشارت إلى أنه يُظهر أن 25% من المسلمين في الولايات المتحدة يرون أن العنف ضد الأمريكيين له ما يبرره.
وقال ترامب حينها: “لدينا أشخاص يريدون إحداث ضرر عظيم ببلادنا، سواء أكانت نسبتهم 25% أم 10% أو 5%، فإنها نسبة كبيرة للغاية”.
"واليوم، مع بدء شهر رمضان المبارك، أصلي ليجد من يحتفلون بهذه الأيام المباركة الراحةَ والطمأنينة في إيمانهم".
خلال الأسبوع الأول من توليه منصبه، أصدر ترامب أمراً تنفيذياً يحظر استقبال مهاجرين من سبع دول ذات أغلبية مسلمة، وهو قرار لا يزال ساري المفعول ويجري تمديده حتى اليوم.
وقد جاء هذا الحظر تنفيذاً لوعد كان قد أطلقه خلال حملته، حيث دعا في حملته الانتخابية إلى “حظر تام وشامل” يمنع قدوم المسلمين إلى الولايات المتحدة.
كما عمدت إدارته إلى قطع كامل التمويل عن برنامج الأمم المتحدة المخصص لمساعدة اللاجئين الفلسطينيين، ومنح إسرائيل عدداً كبيراً من الامتيازات والتنازلات، ليس أقلها نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس.
جو بايدن
"لقد رأينا مسلمين يمنحون بسخاء لتقوية مجتمعاتنا وتحسين أوضاع الفئات الأكثر تهميشاً بيننا. وقبل كل شيء، أحسسنا بمشاعر الاتحاد والفرح والتدبر العميق التي يبثُّها هذا الشهر في أصدقائنا وجيراننا المسلمين".
كان جو بايدن، بوصفه عضواً في إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، متواطئاً في حكومة واصلت جزءاً كبيراً من سياسات عهد جورج بوش الخاصة باستهداف المجتمعات المسلمة في الولايات المتحدة.
شملت تلك السياسات “برنامج مكافحة التطرف المفضي إلى العنف” (CVE)، الذي شهد تعرض عدد كبير من المسلمين لرقابة غير مبررة وسياسات تمييزية. وقال تقرير نشرته الأمم المتحدة الشهر الماضي إن برامج “مكافحة التطرف” هذه تضمنت انتهاكات كبيرة لحقوق الإنسان.
وإن كان نائب الرئيس السابق لم يبدأ أو يقود تلك البرامج، إلا أنه لم يحاول إيقافها أيضاً.
"لطالما كانت مشاعر التعصب والجهل حاضرة معنا، وأنا أعتقد اعتقاداً راسخاً أن إحدى المسؤوليات الأخلاقية الأساسية لقادتنا هي القضاء على تلك المشاعر وإخماد حدّتها، لا إشعال نار الكراهية وتأجيجها".
الواقع مختلف
الواقع أنه في العام الماضي، كُشف عن أنه داخل فريق حملة بايدن، كان هناك مؤيد لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي يقود حزبه بهاراتيا جاناتا حملةً لنشر المشاعر المعادية للمسلمين في الهند، وكذلك تمرير تشريعات تضطهد المسلمين، مثل قانون تعديل المواطنة، الذي ينطوي على تمييز علني ضد الأقلية المسلمة.
ولم يقتصر الأمر على ذلك، فقد كشف موقع MuslimMatters في وقت سابق من هذا العام، أن هذا الموظف، أميت جاني، أصبح منسق الحملة المعني بالتواصل وتوعية الناخبين المسلمين.
"وخلال شهر العبادة هذا، ينفطر قلبي لملايين الأسر المسلمة في جميع أنحاء العالم التي تعاني من الصراع والاضطهاد والتشريد والفقر، لمجرد كونهم مسلمين، في الصين وجنوب آسيا وفي مختلف مناطق الشرق الأوسط، وغيرها من المناطق".
عندما كان بايدن سيناتور عن ولاية ديلاوير، صوّت بايدن لصالح الحرب على العراق.
كما عملت إدارة أوباما التي كان بايدن جزءاً منها، على توسيع برنامج الطائرات بدون طيار التابع للجيش الأمريكي إلى نطاق أكبر، وأوقعت عدداً هائلاً من الضحايا في صفوف المدنيين في باكستان واليمن وأفغانستان وليبيا.
وقد دافع بايدن عن تلك الطائرات، قائلاً إنها فعالة في تحقيق الأهداف الأمنية الأمريكية.
“جيل وأنا نتمنى للعائلات المسلمة رمضان مبارك، وأطيب تمنياتنا لكم في الشهر الكريم”.