المتوقع ان تقود المملكة ألعربيه السعوديه دور التراجع وتقديم التنازلات التي تفرضها قوانين التطور والتعدد الطبيعيين ، اللذين تفرضهما الحداثة ، وهو نفس الدور الذي لعبته الكنيسه في الغرب فتعايش الدين المسيحي بجوار العلم رغم خروجه من المجال العام لصالح العلم والدوله…
ومن مظاهر ذلك المبادرة الي التخلي عن الطلاق الشفوي ، والتخلي عن الرؤيه الشريعه لهلال رمضان والاعتراف بالرؤية الفلكية ، وقياده النساء للسيارات ،والانفتاح علي ثقافة الترفيه وإيقاف اعمال هيئه الأمر بالمعروف ….إلخ …. والحبل علي الجرار ….
والسبب في ذلك ان الإرادة السياسية في السعوديه هي التي تجبر السلطه الدينيه علي الانصياع لها وتقديم التنازلات المطلوبة منهم والتراجع عن المنظومه السلفيه التراثية المتعارضة مع الحداثه.
بينما ناطحت السلطه الدينيه في مصر وتحدت السلطه السياسيه فيها ففشلت مصر فيما فيما تنجح فيه السعوديه الان.
الفرق بين مصر والسعودية هو ان السعوديه ” بلد لها اصحاب ” بمعني ان نظام الحكم فيها يعبر عن اصحاب المصالح بها.
اما عندنا في مصر فبلدنا يملكها ويحكمها
” الموظفين ” وليس اصحاب المصالح ، و
” الموظفين ” اما ان يكونوا رجال “سياسة ” … او رجال “دين” مصالحهم قصيره الأجل وشخصيه جدا ، مرتبطه بمرتباتهم اخر الشهر.
وفيه تحالف بينهم وبيراعوا مصالح بعض.
وهذا ما ظهر في معالجه ازمه كورونا ….
السعوديه- بقرار سياسي – اغلقت كل المساجد بما فيهم الحرمين لمصلحه الشعب …بينما السلطه السياسيه في مصر …انتظرت وترددت حتي تأخذ السلطه الدينيه ممثله في الأزهر هذا القرار …والسبب ان رجال السلطه في المؤسستين كلهم ” موظفين ” والاثنين ليس وراهم “شعب ” يعبروا عن مصالحه ويديروا الازمه لمصلحته ونيابه عنه ، ولكنهم فقط يديرون مصالحهم الشخصيه والقصيره الأجل فقط.