علمونا منذ الصغر بان الصحة تاج على الرؤوس لايعرف قيمته الا المرضى ولما كبرنا اكتشفنا ان هناك وجوها اخرى متعددة للحقيقة والتى غابت عن الكثيرين
فصحة الانسان الفرد هى مسؤولية شخصية من اجل استمرار وجوده فى الدنيا ولكن صحة الزعماء او القادة والمسؤولين فهى ذات وضع او طبيعة مختلفة حيث انها مسؤوليتهم الشخصية كما كل الناس ولكن ايضا فان الشعوب او المواطنين يظلوا بشكل ما مسؤولين عن صحة الزعماء لان ثقل هموم المسؤوليات والتى تقع على القادة والمسؤولين احيانا تقصف أعمارهم وتجعلهم يشيخون قبل الاوان
ونحن مع الواقع الذى نعيشه الان مع أزمة جائحة الكورونا والتى اصابت العالم بشلل اقتصادى واجتماعي ستظل له ابعاد نفسية حتى ولو عادت الأمور الى سابق عهدها
شاهدنا كيف ان الجائحة بدأت من ووهان فى الصين فى الاسبوع الأخير من العام المنصرم ٢٠١٩ وتزامن مع احتفالات العام الصينى الجديد ولانها اجازة رسمية استغلها الألف من ابناء الصين والذين سافروا فى إجازات الى أوربا وغالبيتهم الى إيطاليا وإسبانيا والبعض توجه الى امريكا عن طريق مطارات
نيويورك وكالفورنيا
وربما وحسب ما اكدته منظمة الصحة العالمية بان الصين كدولة والصحة العالمية كأنها احد منظمات الامم المتحدة قد ابلغوا العالم بحقيقة الامر وتفاوتت ردود الأفعال ومستوى التعامل مع الحدث من مكان لآخر ومن دولة لأخرى
ونحن نعرف مالذى حدث فى امريكا من عدم الاهتمام بالشكل المطلوب وفى التوقيت المناسب ليس ذلك فحسب ولكن ان الفحص الطبى فى المطارات كان يجرى على القادمون من الصين فقط وبمرور الوقت اتضح فى وقت لاحق او متاخر ان هناك من اصيبوا بالعدوى وقادمون الى الأراضى الامريكية من دول أوربا
وبمرور اكثر من شهرين ومع كل الجهود المبذولة من الطواقم الطبية فى كل أنحاء العالم والجهود الخارقة والتى يتسابق فيها العلماء والباحثون وشركات الأدوية من اجل التوصل الى مصل او لقاح او علاج مناسب للقضاء على فيروس كورونا الا ان الوضع يشير الى إمكانية حدوث ذلك ولكن ليس على المدى القصير
إعداد المصابين والذين رحلوا عن دنيانا وتركوا وراءهم المزيد من الخساير المعنوية والإنسانية وايضا الاقتصادية قد أعاد الى الاذهان أهمية ان يعيد العالم أولوياته
كم من المليارت قد صرفت فى الحروب او غزو الفضاء وان الأوضاع الصحية والإمكانات الطبية قد كشفت الكثير من العورات ولَم يكن من السهل ان يستثنى احدا من ذلك
وفى وسط المحنة التى ألمت بِنَا فى امريكا والتى يفترض ان تتوحد الجهود حيالها من اجل مواجهة الظرف العصيب نجد ان البعض قد غلب الاهتمام السياسى والصراعات بين الحزبين الديموقراطى والجمهوري وكانت وسوف تظل الصحة هى الثمن الذى يدفعه الناس

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version