لماذا نتابع ان الكل يحرض الان على قيام حرب على اوسع نطاق بين تركيا ومصر او بين جيوش البلدين ومن لديه المصلحة فى إذكاء هذا التوجه وان تنشب حرب نظامية تبدا من ليبيا وتمتد فى مياه شرق المتوسط وربما أماكن اخرى
لو عدنا الى تقرير الاتجاهات العالمية لعام ٢٠١٢ والذى يصدر عن الاستخبارات الامريكية حول كثير من الموضوعات التى تراها امريكا واهمها العمل على خلق حالة من توازن الضعف بدلا من توازن القوى وكان التركيز وقتها على السعودية وإيران والعمل على أضعاف الطرفين من خلال تبادل مراحل او ادوار أضعاف طرف على حساب الاخر من اجل الوصول الى توازن الضعف لكلا البلدين
ثم كانت مرحلة اخرى ببن ايران وتركيا والصراع الشيعى السنى
ثم وصلنا الى تقرير الاتجاهات العالمية لعام ٢٠٢٠ وهو يركز على دفع مصر وتركيا الى خلق حالة من توازن الضعف مسقبلية بين دولتين كبيرتين وجيشين من أقوى الجيوش فى المنطقة حيث ان الجيش المصرى من أقوى ١٠ جيوش فى العالم والجيش التركى عضو فى حلف الناتو ويعد من أقوى ١٥ جيش فى العالم
المهم ليس كيف ان تبدا الحرب. النهاية او كيف تنتهى الحرب فلقد بدأت امريكا الحروب فى فيتنام وأفغانستان والعراق متى تنتهى وما هى التكاليف هو المهم
الهدف النهاييى يبدو فى احداث حالة توازن ضعف واستهلاك لقدرات جيوش كبيرة وقوية فى المنطقة والخسارة للامة ولشعوب المنطقة قد يبدو انه دعم لتركيا ولكن الحقيقة هى العمل على أضعاف المركز العسكرى لتركيا ومصر معا
بالتأكيد الدولة المصرية تدرك ذلك تماما ولا تسعى للحرب ولا تريدها فالعقيدة القتالية للجيش المصرى دفاعية وليست هجومية ولكن الرييس اردوغان يخالف العقيدة التركية ويبدو انها صارت هجومية الان
المعروف منذ زمن ان القاهرة وأنقرة محور الاعتدال العسكرى فى المنطقة
ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلا انه خلال فترة حكم الرييس التركى سليمان ديميريل حدثت مشكلة بين تركيا وسوريا حول معسكرات تدريب أقيمت على ارض سوريا لمناوشة الأتراك وتدخلت مصر واستجاب الرييس حافظ الأسد واستقبل البرلمان التركى الرييس مبارك استقبالا حافلا
وفى مرحلة لاحقة الان حكم الرييس التركى نجم الدين أربكان كانت فكرة تجمع ٨ دول منها تركيا ومصر على ا ن تكون القيادة لمصر حتى فى هذا التوقيت كان التوجه. فى تركيا انه لا ينبغى الدخول فى عداءهم مصر
بل كان التوجه هو أهمية التحالف مع الدولة المصرية تحالف مع القاهرة رغم الخلاف الأيديولوجي
ونحن هنا امام مرحلتين مع الرييس اردوغان ماقيل ٢٠١١ وهى مرحلة اردوغان الاول وكانت تتمثل فى أهمية التحالف مع مصر بغض النظر عن الخلاف الأيديولوجي
والمرحلة الثانية وهى اردوغان الثانى بعد ٢٠١١ وظروف الربيع العربى حيث كان العنوان والهدف هو لا يوجد تفاهم مع الدولة المصرية بل مع فصيل الاخوان
وكانت ظاهرة قمة العداء فى صيف ٢٠٢٠ حيث بدت فى الأفق أزمة واحتمالية نشوب حرب بين مصر وتركيا متمثلة فى ميليشيات فى البداية وان تكون النهاية حرب نظامية بين الجيشين
هناك من يسعى لقيام او الدخول فى حرب بين الجيشين وقد تدفعها اوهام واطماع تركية والعواقب سوف تمس تركيا ليس وحدها بل دول الجوار وجنوب أوربا ومن المؤكد ان اكبر خسارة ستكون لنا فى مصر ولتركيا فهى حرب لا معنى لها انها دعم للتطرف ولا عقلانية
الكل يدرك قدرات الجيش المصرى فهو قادر ان يشير الى الوقت الذى يقرر والزمان الذى يحدد لهذه الحرب
الأفضل الا تقع هذه الحرب والأفضل ان يغادر اردوغان السلطة الان
المهم بل والاهم هو التفاهم بين البلدين بدلا من قرع طبول الحرب
|
|