صدق الراحل جمال حمدان الذى كان محقا فى كتاباته والتي أشار فيها الى عبقرية زماكان ( تفاعل الزمان والمكان ) مشيرا إلى موقع مصر الجغرافى وتراكم الابداع وعمق الحضارة الانسانية قد تركت بدورها بصمة قوية على الانسان المصرى بصفة عامة، والدبلوماسية المصرية والتى لها تاريخ طويل ومشرف على المستوى الدولى أنجبت من خلال هذا التاريخ العريق أبناء لها عملوا فى الحقل الدبلوماسى المصرى والدولى، وأبدعوا وحظيوا بالتقدير والاحترام الدولى. وقد شرفت جريدة ربيع العرب باجراء حوار مع أحد أبناء مصر والخارجية المصرية، والذى قضى ما يقرب من ٣٩ عاما فى العمل الدبلوماسى داخل وخارج مصر.
لقد شرفت جريدة ربيع العرب فى مقابلة أتيحت لنا لنتعرف من خلالها على أبعاد شخصية دبلوماسية كبيرة تمرست لسنوات طويلة فى مجال السلك الدبلوماسى، وكانت لها ولا زالت بصمات قوية ومؤثرة لخدمة قضايا المجتمع الدولى: إنه السفير الدكتور / شعبان محمد شعبان وكيل الامين العام للأمم المتحدة “بان كى مون” للجمعية العامة، والمجلس الاقتصادى والاجتماعى، وادارة المؤتمرات.. حيث تفخر مصر بأنه أحد أبنائها الذى تميز فى قدراته، ولم يتحيز فى عطائه بحكم وظيفته. إنه تاريخ طويل من العمل فى الدبلوماسية المصرية، وداخل أروقة الأمم المتحدة، والسفير / شعبان شعبان له العديد من المؤلفات فى العلاقات الدولية، ونظام الشرق الأوسط الجديد.
وقبل أن نغوص فى أعماق هذه الشخصية الدبلوماسية الكبيرة، لا بد فى البداية أن نوضح للقارئ من هو سعادة السفير / شعبان شعبان وبواباته فى العمل الدبلوماسى على مدار ٣٩ عاما
الاسم السفير/ شعبان محمد شعبان دبلوماسى مصرى، وقد عينه الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون فى منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشؤن الجمعية العامة فى أول مارس ،٢٠٠٧ المؤهلات التعليمية:
دكتوراه فى العلوم السياسية عام ١٩٩٦ جامعة بروكسيل الحرة بلجيكا،
ماجستير فى العلاقات الدولية ١٩٩٤ مركز دراسات العلاقات الدولية والاستراتيجية جامعة بروكسيل بلجيكا،
ليسانس الآداب فى اللغة الانجليزية و الترجمة عام ١٩٦٧ كلية الاداب– جامعة عين شمس،
ليسانس فى اللغة الانجليزية والتربية عام ١٩٦٣ كلية التربية القاهرة،
يجيداللغات العربية ( اللغة الأم ) والانجليزية والفرنسية، ولديه القدرة على التخاطب ، بالبرتغالية والاسبانية
الخبرة المهنية ٢٠٠٤ الى ٢٠٠٧
مستشار وزير خارجية جمهورية مصر العربية،
المنسق الوطنى لمبادرات الاصلاح فى الشرق الأوسط،
منسق شؤون الحوار بين الثقافات والحضارات.
منذ عام ٢٠٠٣
استاذ زائر بجامعة مونس بلجيكا.
منذ عام ٢٠٠٢:
أستاذ زائر بالأكاديمية الدبلوماسية جامعة ويستمنستر.
منذ عام ٢٠٠٠
أستاذ زائر بأكاديمية ناصر العسكرية والكلية بالقاهرة.
٢٠٠١ – 2004
مساعد وزير الخارجية للشؤون الأوروبية.
٢٠٠٤–٢٠٠١
منسق مصر الوطنى للشراكة الأوروبية– المتوسطية ومنتدى البحر المتوسط.
٢٠٠١–٢٠٠٠
مساعد وزير الخارجية للمعلومات والبحوث و التقييم.
٢٠٠٠–١٩٩٨
سفير مصر لدى مملكة الدانمرك وليتوانيا.
١٩٩٨–١٩٩٧
مساعد وزير الخارجية للشؤون الأفريقية.
١٩٩٧–١٩٩٣
سفير مصر لدى بلجيكا ولكسمبرغ، ورئيس بعثة مصر الدائمة لدى الاتحاد الأوروبى– بروكسل.
١٩٩٣–١٩٩٠
وزير مفوض نائب رئيس بعثة السفارة المصرية فى لندن، المملكة المتحدة.
١٩٩٠–١٩٨٩
مستشار بمكتب وزير الخارجية بالقاهرة مسؤول عن شؤون المنظمات الدولية، والشؤون الاقتصادية الدولية.
١٩٨٨–١٩٨٤
مستشار بالبعثة الدائمة لمصر لدى الأمم المتحدة نيويورك.
١٩٨٤–١٩٨٢
مديرمكتب وكيل أول وزارة الخارجية،ومدير مكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية القاهرة.
١٩٨٢–١٩٨٠
سكرتير اول بالسفارة المصرية مابوتو موزامبيق.
١٩٨٠–١٩٧٨
سكرتير أول بالسفارة المصرية بنيروبى كينيا وممثل مصر لدى برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وبرنامج الأمم المتحدة للمستوطنات البشرية.
١٩٧٨–١٩٧٧
سكرتير ثانى بمكتب وكيل اول الوزارة ومدير مكتب رئيس الجمهورية للشؤون السياسية القاهرة.
١٩٧٧–١٩٧٤
سكرتير ثانى بالسفارة المصرية بباريس فرنسا.
١٩٧٤–١٩٧٢
سكرتير ثالث بالسفارة المصرية بعدن باليمن الجنوبى.
١٩٧٢–١٩٧٠
ملحق دبلوماسى بمكتب وزير الدولة للشؤون الخارجية القاهرة، ومحاضر ومشرف على الدرسات اللغوية بمعهد الدراسات الدبلوماسية القاهرة.
1967– 1990
محرر وقارئ خارجى لنشرات الاخبار باللغة الانجليزية باذاعة وتليفزيون مصر.
١٩٦٨–١٩٦٣
مدرس للغة الانجليزية.
١٩٩٠–١٩٦٣
مترجم شفوى خارجى.
كتاباته:
مقالات رأى وتحليلات لقضايا عالمية مختلفة فى المجالات السياسية، والاقتصادية، والثقافية والتجارية، والمتصلة بتكنولوجيا المعلومات، وحوار الثقافات، ومنظمة حلف شمال الأطلسى.
والنظريات الجديدة فى العلاقات الدولية ومقالات مستكتبة بالأهرام اليومى ١٩٩٨ رسالة دكتوراه بعنوان.
Metamorphosis of Power in the Middle East after Peace
with Israel .
التحولات فى موازين القوى بعد السلام مع اسرائيل. ١٩٩٦
رسالة ماجستير بعنوان A New Middle East System
. (نظام جديد للشرق الأوسط ) ١٩٩٤
تحليل العلاقات الدولية
The Analysis of International Relations 1984
The United Nations Secretary-General: the Man & the Post
الأمين العام للأمم المتحدة : الرجل والمنصب ١٩٧١
الأوسمة:
– وسام Grand – Croix de l’Ordre de la Couronne بلجيكا ١٩٩٧
– وسام الإستحقاق Chevalier , Ordre de Merite فرنسا ١٩٧٨
– وسام الإستحقاق من الطبقة الخامسة ، مصر ١٩٧٧
وعندما وفقنا في الحصول علي مساحة من الوقت، ونحن ندرك أهمية الوقت بالنسبة للعاملين في الأمم المتحدة… كنا وكالعادة لدينا تصور ومجموعة من الأسئلة لنطرحها علي الضيف ، ووجدنا أنفسنا في ضيافة سعادة السفير/شعبان شعبان والذي غمرنا بكرمه، وأسلوبه المتميز في الحديث ، حيث قدم لنا نفسه في عجالة سريعة جعلتنا في غاية السرور لأن تكون مهمتنا سهلة ومن خلال السطور القليلة التي كتبناها عن سيرته الذاتية يستطيع القارئ العربي أن يشاركنا الإعتزاز والفخر والتقدير لشخص صاحبها.
ونبدأ حديثنا مع السفير/شعبان شعبان وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لشئون الجمعية العامة والمؤتمرات، حيث طرحنا عليه السؤال الأول:
س١: عن الكيفية التي رشحتم بها لهذا المنصب المرموق ؟
ج١: فقال لقد أمضيت فترة ٣٩ عاما بالسلك، ولقد تقاعدت في عام ٢٠٠٤ لكنني كنت مستشارا لوزير الخارجية السابق السيد/أحمد أبوالغيط. وقد حدث يوم ما إتصال بين وزير الخارجية أبو الغيط وبين السفير/ماجد عبد الفتاح مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة، وطلب السفير/ماجد عبد الفتاح من الوزير ترشيح من يراه مناسبا لإجراء مقابلة مع الأمين العام، وإتصل بي وطلب مني إرسال بيان بالسيرة الذاتية ، فأرسلت بيان بالسيرة الذاتية وعلمت أن السيرة الذاتية ستكون علي مكتب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بعد ساعة، وعليّ أن أستعد لإحتمالية مقالبة الأمين العام في نيويورك. وقد كنت وقتها في القاهرة، وتم بالفعل الإتصال في يوم الثلاثاء ٧ فبراير الساعة ٥ فجرا وقد أبلغت أن الأمين العام اطلّع علي السيرة الذاتية، وقد طلب الأمين العام مقابلتى وأن هناك طائرة مصر للطيران متجهة لنيويورك بعد خمس ساعات ،وقد سألت السفير/ماجد عبد الفتاح عما إذا كانت هذه مهمة رسمية ؟ فقال لي أنها رسمية…وان الوزير أحمد أبو الغيط يتابع التطورات ساعة بساعة.
وركبت طائرة مصر للطيران ..ووصلت نيويورك الساعة ٣ بعد الظهر وكنت في البعثة المصرية الساعة ٤ وكنت مع الأمين العام بان كي مون في مكتبه الساعة ٥ مساء ، وإنتهت المقابلة والتي إستغرقت ١٥ دقيقة والتي قرأ فيها الأمين العام كل التفاصيل الخاصة بالسيرة الذاتية الخاصة بي …وكان كل الذي لفت إنتباهه هو أنني كنت مسؤؤل عن الإصلاح في الشرق الأوسط وقد كانت علي أولويات أجندة الأمين العام مهمة إصلاح السكرتارية في الأمم المتحدة.
وأعلنت الأسماء الخاصة بالمرشحين للعمل مع الأمين العام للأمم المتحدة وقد كنت من ضمن هذه الأسماء السبعة، وعرض عليّ المنصب وقبلته وهذا يعتبر أسرع ترشح لمنصب في تاريخ حياتي.
س٢: ماذا تعني عبارة مسؤول إدارة المؤتمرات لدي الأمم المتحدة؟
ج٢: أن المسمي هو وكيل الأمين العام للجمعية العامة للجمعية العامة والمجلس الإقتصادي والإجتماعي وإدارة المؤتمرات، ومعني ذلك أن أي مؤتمر يعقد في نيويورك أو جنيف أوفيينا أونيروبي فأنا مسؤول عنها ومسؤول عن المؤتمرات أيضا لو عقدت في أي مكان في العالم ،حيث أن الوثائق الخاصة بالمؤتمر تتوافر قبل ستة أسابيع منذ بدء الإجتماع. ويجب أيضا أن نوفر مترجمين فوريين في اللغات السمية الست، وأيضا موزعى الوثائق، والمسؤول عن قائمة المتحدثين والميزانية في ضوء الإحتياجات.
ولما كثرت التقارير التي تطلبها الدول الأعضاء من الأمين العام، ظهرت إدارات مؤلفى التقارير، والتي تتفاوض مع الإدارة التي أتولاها لتحديد تاريخ تقديم الوثيقة ويفترض أن تكون عشرة أسابيع قبل بدء المؤتمر.
س٣: بحكم تواجدكم منذ عام ٢٠٠٧ في هذا المنصب وحتي الآن ..ماهو التطوير الذي أدخلتموه علي هذه الإدارة التي توليتموها؟
ج٣: أننا نلتقي مع الأمين العام كل أسبوع، ويجتمع بنا لمناقشة الإصلاح في السكرتارية ، وعند عودتي من أحد هذه اللقاءات مع الأمين العام أسند لي رئاسة مجموعة عمل من ثمانية وكلاء الأمين العام لكي نبحث في ترشيد عمليات الإنفاق في السكرتارية كالمستحقات المالية للعاملين الذي أنهوا خدمتهم حيث خرجنا بمجموعة من التوصيات تمت الموافقة عليها من قبل الأمين العام، وأرسلت إلي إدارة الموارد البشرية لتنفيذها. وعندما توليت هذه الإدارة كانت الميزانية تمثل حوالي ١٧٪ والآن إنخفضت إلي ١٤٪ بفضل توفير النفقات التي أدخل علي هذه الإدارة منذ أن توليتها.
س٤: فترة عملك كدبلوماسي طوال هذه السنين بالتأكيد لها ذكريات حدثنا عنها ؟
ج٤: في الأول من أغسطس عام 1990 كنت نائبا للسفيرفى لندن، ونقلت بعد ثلاث سنوات سفيرا لمصر لدى بلجيكا، وأيضا سفيرا غير مقيم لدي لوكسمبورج، ومندوبا دائما لدي الإتحاد الأوروبي ، وأيضا إبني ولد في لندن عام ١٩٩١ وكنت فى بروكسيل أخصص ٤ ساعات من وقتي يوميا إلتحقت خلالها بجامعة بروكسيل حيث كانت الدراسات مسائية حتي حصلت علي الماجستير والدكتوراه من جامعة بلجيكا ، ثم عدنا للقاهرة عام ١٩٩٧ وإلتحقت زوجتي للعمل بسفارة مصر في بلجيكا من عام ٢٠٠٢ إلي عام ٢٠٠٧ حيث قضي إبني نصف عمره في بلجيكا.
وأيضا أقمنا العديد من المعارض للأسر المنتجة لمصر في معارض بلجيكا والتي حققت نجاحا كبير وقتها ، وبالتالي الإجابة علي السؤال أنني أخذت الماجستير والدكتوراه من بروكسيل، وكنت أيضا معتمدا لدي ثلاث جهات في بلجيكا، وإبني الذي قض نصف عمره في بلجيكا …وبالتالي أنا عندي نقطة ضعف لدي بلجيكا..
س٥: بطبيعة عملك في الأمم المتحدة: هل وجدت اختلاف بين عملك كدبلوماسي في مصر، وطبيعة عملك في الأمم المتحدة ؟ حيث أنك بطبيعة الحال تتعامل مع جنسيات مختلفة؟
ج٥: عندما عملت في مصر كمستشار لوزير الخارجية كنت مسؤولا وقتها عن الحوار بين الثقافات والحضارات، وشاركت في العديد من الإجتماعات والمؤتمرات في أوروبا، وبالتالي كنت علي اتصال مع وزارات خارجية لجنسيات مختلفة. ونفس الأمر بالنسبة للأمم المتحدة ففي عام ٢٠٠٠ أنشأنا مبادرة الحوارات بين الثقافات، وفي عام ٢٠٠٦ فإن أسبانيا وتركيا كونوا هيئة مسؤولة عن الحوار بين الحضارات ، وبطبيعة الحال هناك داخل الأمم المتحدة جنسيات مختلفة يتم التعامل معها، ولكن المهم أن نحترم ثقافة الآخر. وأعتقد أن هذا هو مفتاح الإحتكاك مع الجنسيات المختلفة وهي إحترام ثقافتهم .
س٦: ما الذي جعلكم تركزون في رسالة الدكتوراة والتي حصلتم عليها عام ١٩٩٦ عن التحول في ميزان القوة في الشرق الأوسط بعد إبرام إتفاقية السلام ؟
ج٦: لقد كان عنوان رسالة الدكتوراه هو التحولات في موازين القوى في الشرق الأوسط بعد السلام مع إسرائيل ..وقد كانت معظم توقعاتي في محلها حيث جاء بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل عام ١٩٩٦ وترك المنصب ١٩٩٩ وزار مصر خلالها عدة مرات، وكان يحنث بوعوده، وبالتالي كان من المستحيل عليه الإعتراف للفلسطينيين بقيام دولة فلسطينية ، وقد استشعرت وقتها بالخطورة التي تواجه عملية السلام، وعرضت في فصول كتابي موقف مصر والأردن والفلسطينيين ودول الخليج ، وقد أضاع الفلسطينون فرصة كبيرة لإقامة دولة فلسطينية والإعتراف بها عندما لم يحضروا المؤتمر الذى عقد في فندق مينا هاوس برعاية الرئيس الراحل أنور السادات ، وكانت توقعاتي بإختصار أن فرص السلام بدأت تقل نتيجة تمسك كل طرف بموقفه دون تنازل، والذي أثر بالطبع علي نجاح المفاوضات.
س٧: من هم أشهر الزعماء العرب الذين أثروا في حياة السفير/شعبان شعبان ؟
ج٧ : لقد تأثرت وجيلى كثيرا بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر حيث نشأنا في عهده وكان في فترة شبابنا، وكان هناك شاب له إتجاه يساري ضد عبد الناصر ولكن يوم أن أعلن تنحيه عن رئاسة مصر، خرجنا كلنا من بيوتنا حتي اليساري منا وإتجهنا جميعا إلي منشية البكري لنقول لعبد الناصر لا للتنحي، فهو من أكثر الشخصيات التي أثرت في حياتي ، ولقد صافحت الزعيم عبد الناصر في عيد العلم حيث كنت أول دفعتي ..وكان معروفا بنظرته الثاقبة في عينيه حيث كانت نظراته حادة بحيث لاتستطيع أن تنظر في عينيه.
ولقد تأثرجيلنا أيضا بأقطاب حركة عدم الإنحياز حيث كان عبد الناصر احد هؤلاء الأقطاب، بالاضافة إلي الزعيم نهرو والرئيس تيتو ..لأنهم كانوا ناجحين في فترة كان فيها المعسكر الشرقي والغربي يتنازعون ..وكونوا هؤلاء الزعماء وقتها حركة عدم الإنحياز..
س٨: ماهو مفهوم سيادتكم في النظرية الجديدة للعلاقات الدولية ؟
ج٨: إن العولمة تحكم كل شئ الآن ..ولكن توقعاتي أن العالم خلال فترة ال١٥ عاما القادمة سوف يتحول من مرحلة القطب الواحد (وهو الولايات المتحدة) لكي يصبح العالم متعدد الأقطاب ..وأنا هنا أتحدث تحديدا عن الصين كقوة إقتصادية ضخمة جدا ..فالمستقبل لآسيا كقوة إقتصادية. أما أوروبا فلديها مشاكل وصعوبات اقتصادية بسبب الأزمة الإقتصادية في العالمية ، ولو نظرنا أيضا للإتحاد الروسي فإنه يحاول الآن العودة إلي فترة الحرب الباردة مع الولايات المتحدة الأمريكية ويظهر ذلك بوضوح في معارضة روسيا على سبيل المثال لأي تغيير في سوريا.
س٩: لقد حصلتم علي ثلاثة أوسمة للإستحقاق ..أيهما تعتز بها أكثر ؟
ج٩ : الوسام المصري بالطبع فعندما زار الرئيس الراحل السادات فرنسا كنت وقتها أعمل سكرتير ثاني في سفارتنا في فرنسا، وفي هذا التوقيت حصلت علي الوسام المصري ..وأيضا حصلت علي وسام من الجانب الفرنسي في هذا التوقيت أيضا، أما وسام بلجيكا فقد منحت الوسام من الملك ألبرت الثاني ملك بلجيكا فقد منحني وسام الإستحقاق من طبقة صليب.
س١٠: ماهو مفهوم الدولة المدنية والدولة الدينية من وجهة نظر السفير/شعبان شعبان ؟
ج١٠: لايوجد في العالم دولة دينية..والعالم اليوم يؤمن بثلاث ديانات سماوية اليهودية والمسيحية والإسلامية وديانات غير سماوية كالبوذية والهندوسية ..وبالتالي فإن مفهوم الدولة الدينية إنقرض منذ فترة في القرن السابع الميلادي لما كان وقتها الكنيسة والدولة فى أوروبا شيئا واحدا، ولكنهم انفصلوا عن بعضهم في القرن الثاني عشر ولو تشاهد في القوانين الغربية لاتشاهدهم يقولون ما هي ديانتك مثلا؟! وبالتالي يسمحون لأتباع الديانات الأخري ممارسة شعائرهم …ونحن لدينا مشكلة في العالم الإسلامي وهي (التطرف الديني)، وظهور العديد من الأشخاص والذين يتقاضون مبالغ طائلة لترويج لأفكار فيها الكثير من التطرف والبعيدة كل البعد عن ديننا الإسلامي (وأسميهم واعظى التليفزيون)، ونحن نفتخر بأننا مسلمون معتدلون، ننتمي لهذا الدين الذي لم يعرف التطرف في يوم من الأيام سوي فى السنوات الأخيرة..
س١١: مندوب مصر الدائم لدي الأمم المتحدة السفير/ماجد عبد الفتاح ماهي الرسالة التي توجهها له بحكم علاقاتكم الوطيدة طوال هذه السنين وعملكم معا ؟
ج١١: السفير ماجد عبد الفتاح والتي تربطني به صداقة قديمة وعملنا معا في البعثة المصرية لدي الأمم المتحدة ، وأتذكر يوم وصولي لمطار نيويورك حيث كان يوم مطير جدا وتأخرت الطائرة ..وظل السفير ماجد عبد الفتاح في إنتظاري في المطار لأكثر من ٨ ساعات. وأقول عن ماجد عبد الفتاح أنه خريج كلية الشرطة وتقدم بعد ذلك لإمتحان الخارجية ونجح بتفوق وخرج بإجادة تامة للغة الإنجليزية يحسد عليها ، وأنا أكن له كل تقدير واحترام، وأتمني له كل توفيق ونجاح دائم فهومن خيرة الدبلوماسيين الذين أنجبتهم الدبلوماسية المصرية، وتكن له الدول الأعضاء كممثل لمصركل احترام وتقدير. .
س١٢: وماذا تقول لرفيقة عمرك السيدة/جيهان شعبان ؟
ج١٢: أقول لها لقد رافقتني طوال هذه السنوات من العمل بحلوها ومرها ..أقف لك تحية وتقدير وإحترام لشريكة عمري علي وقوفك بجانبي طوال هذه السنين ، وعلى تنشئة ابننا شريف التنشئة الاسلامية المعتدلة.
وفي نهاية حديثنا مع سعادة السفير/شعبان محمد شعبان، فإن إدارة جريدة ربيع العرب تتوجه بالشكر لسيادته على الفرصة التي أتيحت لنا لكي نجري معه هذا الحوار حتي تتاح الفرصة للجالية العربية والمصرية في أمريكا أن تتعرف عن قريب علي شخصيته وأيضا فهي شهادة بمدي نجاح وتميز الدبلوماسية المصرية ، وهي فاتحة خير أيضا لنا بالجريدة أن نقدم الذين تميزوا في العمل العام… حتي يرانا العالم بصورة أكثر وضوحا ، وإلي لقاء آخر مع شخصية أخري فانتظرونا..