للأسف الشديد أن العرب تعبوا من التفكير، واكتفوا بالشتم والصراخ، ونسوا أن النظرة المستقبلية التي يتحلى بها المجتمع التركي ضد العرب، والاستراتيجية التركية من غل إلى باباجان إلى أوغلو نجحت في الدخول إلى التلافيف العربية، بل صار العرب يتغنون بأردوغان، ويحتفلون بأوغلو وكتبه، وما في كتبه خطر، ولكن دون أن نكلف أنفسنا القراءة، وكل غايتنا تركزت في إيجاد معادل إسلامي جديد نستظل في ظله. والآن بعد السقطات التركية عرف بعض من تغنى بالدولة التركية الصاعدة أهدافها القومية والعثمانية والطامعة، وصرنا نسمع كلاماً يناقض الذاكرة البعيدة والقريبة، ما أرادته أمريكا والغرب والأتراك صار واقعاً، وتحولت أرضنا إلى ساحة للصراع، والرجل المريض شفي ليعود إلى موقعه.
فالعناوين التي انطلقت بها تركيا ‘العدالة والتنمية’ إلى دول الجوار قبل سنوات من تصفير للمشاكل وتعدد في الأبعاد تنقلب فجأة إلى إخفاق وخيبة بعد أن انقلبت الحكومة التركية بساقيها أردوغان وأوغلو على هذه المفاهيم، واعتمدت تصفير الحلول وافتعال المشاكل بديلاً منها… فمن يدّعي أنه مهندس السياسة الخارجية التركية يفخَرُ بنجاحه في خلق نظريتي ‘تصفير المشاكل مع دول الجوار وتعدد الأبعاد’ فيجول دول العالم محاضراً ومناقشاً فيما حققته هاتان النظريتان من إنجازات لتركيا باعتبارهما فتحاً في الديبلوماسية الدولية. ونظرة واحدة على خريطة الجوار التركي جنوباً وشرقاً وشمالاً نجد مشاكل تتوالد وشروخاً تتعمق بعد أن احتكر أوغلو وأردوغان سياسة بلادهما وانساقا وراء أوهام عثمانية غابرة تستمد استراتيجيتها من منطق الباب العالي، فلم ينجحا في حلّ المشاكل مع أرمينيا والعراق وسورية وإيران رغم الأدوار التي تقمّصوها. فالعلاقة مع سورية وصلت إلى مرحلة لا عودة فيها بعد أن اختارت الحكومة التركية نهج العداء والاستعلاء والتهديد باعتبارها شرطياً أمريكياً في المنطقة، مع ملاحظة فتور وجفاء في العلاقة مع العراق وكذا الحال مع إيران وروسيا في صراع ظاهر أحياناً وباطن أحياناً أخرى وبخاصة مع تركيب قطع من الدرع الصاروخية الأمريكية في قاعدة أنجرليك. كما يستمر التوتر في العلاقات مع أرمينيا وقبرص وبالتالي حليفتها اليونان إضافة إلى الخلاف المفتعل مع إسرائيل لتحقيق مصالح من باب المزايدة على القضايا العربية. وبعكس هذه الجهات تفتح تركيا أوغلو وأردوغان الأبواب الغربية فيقدمون أراضيهم منصة للدرع الصاروخية الأطلسية التي لا تستهدف إلا الجوار الذي يريدون تصفير المشاكل معه متصدّينَ بذلك لدور جرّ العربة الموكلة أطلسياً إليهم. تتحول نظرية تعدد الأبعاد إلى نظرية تعدد المشكلات بعد أن انقلبت تركيا أردوغان عند أول وَهْمٍ على نفسها متخيلة بممارستها التكتيكية عن سياسة الحياد والمسافة الواحدة لتتحول إلى طرف في الصراعات بين الدول ومعها. فهذا الأوغلو الذي نجح في افتراض الشكل الذي يجب أن تكون عليه العلاقات بين دول الجوار، فشل وحكومته العثمانية في التطبيق، وما دام نجح في عكس النظرية فيستحق لقب مخترع نظرية تصفير الحلول مع الجوار لمصلحة أعدائه ويصح هنا أن نقتبس من الأديب العالمي التركي ‘عزيز نيسن’ ما كتبه في رواية زوبك: ‘يسير الكلب في ظل العربة فيحسب ظل العربة ظلّهُ، فيبدأ بالنباح لكن القافلة تسير’.
تركيا الحالمة حديثاً وقديماً بعودة النفوذ والمجد العثمانيين، فقد قادت انقلاباً ضد سورية، لم يكن مفاجئاً تماماً كانقلاب قطر على كل شيء له علاقة بالوفاء والشرف، وبالتالي فقد عادوا ليغردوا داخل سربهم الأصلي، فلا أردوغان من منابت ثورية ولا قطر حررت الجزر العربية، بل كلاهما يقيم في بلده قواعد أمريكية هي الأكبر والأخطر في المنطقة. لقد تدهورت العلاقات التركية ـ السورية، والمسألة هنا ليست مسألة حسابات فقط، وإنما مسألة معادلات استراتيجية جديدة يحكمها التوجه الأمريكي الجديد، الذي يرمي إلى ‘إعادة صياغة أنظمة المنطقة’ أي تدجين الأنظمة الممانعة، بصورة يسهل معها إدخالها في التسوية التي يتم إعدادها في مطابخ البيت الأبيض، بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي. فالصفقة التركية ـ الأمريكية الجديدة، بأبعادها الاستراتيجية المتصلة بأمن إسرائيل، دخلت مراحلها الأخيرة، والعلاقات التركية ـ السورية دخلت بدورها في امتحان مصيري لن تتأخر تداعياته في الظهور خلال الأسابيع المقبلة. والسر الخفي في الصفقة، والذي لم يتبلور بوضوح كامل حتى الآن يتمثل في التوفيق بين إملاءات الخطة الأمريكية، ودور العرّاب التركي في إدارة ‘المرحلة العربية الثورية’ وضبطها في اتجاهين متلازمين: المصالح الأمريكية في المنطقة وأمن إسرائيل.
لقد بات واضحاً أن المواقف التركية لم تعد سراً بل سرعان ما اتضح أن تركيا هي أيضاً ضحية وأن حرية تركيا التي زهرت خلال أعوام ثلاث لم تعمر طويلاً بل إنها مهددة بالموت، وأن تركيا قد تصبح قريباً ضحية ‘الموعودين’ بدور بدل دور حقيقي كان يأخذ طريقه ليؤسس لعالم جديد عبر شرق أوسط جديد، تتكافل شعوبه وحكوماته وتتنافس ولا تتنازع وتنهي مفاعيل الاستعمار وذهنية الاستعمار وأمراضه المزمنة، فالوعود التلمودية والأميركية والغربية لم تكن يوماً محل وفاء للشعوب ولا للقيادات التي نصبوها على شعوبها. قد يكون أردوغان محق من وجهة نظر إيديولوجية، فالمخطط الصهيوني الأميركي الأوروبي يرمي لتقويض آخر نظام فكر ونهج غير طائفي في المنطقة وتغيير سلوك هذا النظام لينسجم مع الأنظمة المحيطة به في المنطقة لجهة تحويله إلى نظام طوائفي وفسيفساء مذاهب وعنصريات وقوميات. لكنه يتناسى أن ‘من بيته من زجاج لا يرمي جاره بالحجارة’ وأن ‘أوروبية تركيا’ مشكوك بأمرها وأطلسية تركيا معادية لعدالته وتنميته وأن الغرب يريد ‘مسلماً’ في الشرق لا في الغرب.
لقد نبتت العثمانية في عقل أردوغان، فكانت ساحاتها سورية، ليبيا، مصر، تونس، والحبل على الجرار، بفعل هذا العائد إلى الوراء في التاريخ لاستحضار صفحاته السيئة بحق العرب والمسلمين. يقول أردوغان لرئيس الاستخبارات التركية: ‘إذا أحسَنّا التعامل فسنقود العرب أربعمائة سنة أخرى’. أحلام أردوغان، هي أحلام أمريكية إسرائيلية، وفيها تتقاطع شهوة الجميع للانتهاء من العرب والعروبة، وإذا كانت سورية خندق العروبة الأخير، فالتركيز اليوم على سورية، وأردوغان ليس أكثر من بيدق من بيادق أمريكا. فانخراط الحكومة التركية في المخطط الدولي ضد سورية لم يكن يحتاج إلى دليل منذ بداية الأحداث، فمع تصريحات القادة الأتراك ذات الطابع الاستعلائي والاستفزازي ضد سورية قيادة وشعباً، قدمت الدعم اللوجستي للتنظيمات الإرهابية داخل سورية والمعارضة العميلة خارجها، وإقامة معسكر للمهجرين السوريين على أراضيها ودعوة المنظمات الدولية والإعلام الغربي والإسرائيلي لزيارته برفقة وزير الخارجية التركي. فالأحداث التي يغذيها السيد أردوغان بالمال والسلاح والخطب الرنانة، وبإقامة المخيمات، وإدخال الآلاف من المرتزقة عبر الحدود التركية، وإدخال الهواتف النقالة، وأجهزة الاتصالات الحديثة التي لا يعرف أسرارها سوى العاملين في أجهزة الاستخبارات الأمريكية تؤكد ادعاءات الحب عند أردوغان للشعب السوري. أيّ حُبّ يا سيّد أردوغان، بالتأكيد هي شهوة رؤية الدم السوري.
فالتوجه الأمريكي الإستراتيجي يحتاج إلى متعهدين مؤثرين في الشرق الأوسط، وأبرز هؤلاء المتعهدين اليوم رجب طيب أردوغان، إلى جانب حكام قطر كدولة مساندة. والتنسيق التركي ـ القطري لا يحتاج إلى دليل على مستوى التعامل مع ‘ثورات’ المنطقة، في تونس ومصر واليمن، كما في ليبيا وسورية. بكلام آخر، إن رجب طيب أردوغان ينشط في ورشة جديدة الهدف منها جر الحركات الإسلامية المسماة ‘معتدلة’ إلى مسار جديد لا مكان لأي نكهة إسلامية حقيقية، أي الارتماء في أحضان الولايات المتحدة والغرب، والاعتراف بإسرائيل. وهؤلاء ‘المسلمون الشطّار’ ماضون على ما يبدو في المغامرة، سعياً إلى السلطة، حتى ولو تنازلوا عن كل ثوابتهم الإيديولوجية. والعارفون يقولون إن أردوغان، الذي يرى أن تركيا تعتمد نموذجاً إسلامياً للدولة والمجتمع، حريص على إقناع دول المنطقة، بتقليد النموذج التركي.
إنها الدبلوماسية العثمانية الجديدة التي تتعامل مع الجيران العرب على وقع التناغم المتواصل مع إسرائيل والإستراتيجيات الغربية، بدءاً باستراتيجية الأطلسي، على امتداد المساحة العربية، وتركيا تريد لنفسها تحقيق مزيد من الوصل بين المشهدين الإقليمي الجديد والسياسات الأمريكية ـ الإسرائيلية. لقد بدا الموقف التركي من القضية السورية، مكشوفاً وفاضحاً، حيث تدعم القيادة التركية الإرهابيين وتنظيم القاعدة، بعدما فشلت في تمرير مخططها بتنحي الرئيس بشار الأسد، وقد بدا واضحاً أن القيادة التركية تنفذ ما تُأمر به من أسيادها. إنه الانعطاف التركي الذي تتكثف علائمه في السلوك التركي الجديد مع سورية، في مرحلة التمهيد ـ أو استكمال التمهيد ـ لإعلان العودة إلى إسرائيل. أما المتوهمون بأن الغرب والولايات المتحدة وإسرائيل يمكن أن يقاتلوا ويضحوا لأجل عيون السوريين، لم يقرؤوا جيداً كتاب الأمير لميكيافيل ولا التاريخ الحديث لعلاقة ثلاثي الاستعمار مع عملائه من فيتنام إلى لبنان، ولم يقرؤوا أيضاً حكاية نابليون مع جاسوسه النمساوي والتي تشكل مدرسة في تعامل الفرنسيين مع من يخون وطنه.
وعليه ثمة من يتساءل عن أسباب وصول الموقف التركي إلى هذه النقطة الحرجة إزاء الأزمة السورية؟ وفي الأصل لماذا التخلي التركي عن نظرية صفر المشكلات مع دول الجوار الجغرافي والحديث عن إمكانية إقامة عمق إسلامي في المنطقة لمصلحة العودة إلى القيام بدور وظيفي في الإستراتيجية الأمريكية تجاه الشرق الأوسط وآسيا؟. يرى مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية (أورسام) ‘حسن قانبولاند’ ‘أن خطأ تركيا في البداية رفعت السقف عالياً تجاه الأزمة السورية ومع مراحل الأزمة أحرقت تركيا جميع مراكبها’. وحقيقةً فإن تركيا تبدو في أزمة حقيقية، فمن جهة لا مؤشر إلى خيار عسكري بقرار دولي بحق النظام السوري لإسقاطه كما جرى لنظام القذافي في ليبيا، ومن جهة ثانية لا قدرة تُركية على القيام بمثل هذا الخيار حتى ولو كان هناك تمويل خليجي للتكاليف، فمثل هذا الخيار سيكون نهاية للدبلوماسية التركية الناعمة والتحول إلى دولة استعمارية لن تقبل بها الشعوب العربية مع التأكيد أن هذا الخيار غير مضمون النتائج، بل قد يكون كارثياً على الداخل التركي نفسه الذي يعيش على وقع الأزمة الكردية القابلة للتحول إلى بارود في أي ساعة. وعليه ثمة من يرى أن تركيا أضحت ضحية الصورة التي قدمت لنفسها وتحديداً من أردوغان عندما صوّر بلاده كقوة إمبراطورية ضاربة قادرة على التحرك ورسم المصادر قبل أن يكتشف أن للقوة حدوداً وأن الجغرافية السورية هي في قلب الصراعات القديمة الجديدة بين القوى الدولية الكبرى المتنافسة على رسم المشهد الإقليمي في الشرق الأوسط انطلاقاً من البوابة السورية نفسها، ولعل وصول الموقف التركي إلى هذه الدرجة من التصعيد منذ بداية الأزمة السورية قبل أن يصطدم بالحقائق والمعطيات السابقة يشير إلى عدم تفهم السياسة التركية لديناميات العالم العربي على شكل ارتكاب خطأ فادح في فنّ السياسة وممكناتها. وعليه، فإن السؤال الأساسي هنا، هو لماذا انتهجت تركيا التصعيد مع النظام السوري ولم تبادر إلى القيام بواسطة بينه وبين المعارضين ولا سيّما أنها تحتضن هذه المعارضة وتحديداً حركة الإخوان المسلمين؟ ألم يكن مثل هذا الخيار سيحفظ لتركيا المزيد من الدور والقوة الناعمة بدلاً من أن تتحولّ إلى لاعب إقليمي خطر يحدد حركاته على وقع الساعة في واشنطن ويضع السياسة التركية في موقع الصدام مع دول الجوار العربي والإسلامي؟ دون شك، تركيا في أزمة مفاهيم وخيارات إزاء الأزمة السورية، وهي أزمة ناتجة أساساً عن تطلعات تركيا الجامحة التي تدمج بين الإرث التاريخي (العثمانية الجديدة) والتطلع إلى الدور والنفوذ في الشرق الأوسط انطلاقاً من علاقاتها المتينة مع الولايات المتحدة وإستراتيجيتها تجاه المنطقة.
والحال إننا أمام استراتيجية تركية مسكونة بأحلام تاريخية تريد أن تعود بمن استعاد عافيته بعد أن كان ـ الرجل المريض ـ إلى مناطق نفوذه، ولكن هذه المرة تحت عباءة ما يدّعيه الإسلام العلماني المتصالح مع مفاهيم الحداثة والديمقراطية الغربية. فأخطر ما واجهه ويواجهه عالمنا العربي والإسلامي هو اختطافه تحت عناوين دينية تخبىء خلفها أيديولوجيا سياسية توسعية وهو ما وقعنا به بعد سقوط الدولة الأموية والمتأخر من العصر العباسي، ويجري الاشتغال عليه الآن بدينامية عالية وبإسناد دولي وإقليمي غير مسبوق. فالإسلام كان منذ نزوله على قلب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ديناً سماوياً بلسان عربي وشكّل رسالتنا إلى العالم، ولم يكن في يوم من الأيام (سلعة) مصدرة إلينا من أحد. فكيف لهذا الدين الحنيف أن يكون حصان طروادة للإيقاع بنا من قبل أولئك الذين حاولوا تتريك العروبة وفشلوا، والآن يحاولون تتريك الإسلام وسيفشلون؟.
فنحن اليوم نواجه سياسة تتريك للإسلام عبر ضخّ إعلامي ومنهجية سياسية لها مشاريعها وحواملها وأدواتها ومنابرها ودعاتها، ترى في النموذج الإسلامي التركي الوصفة والعلاج لكل أمراضنا السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وهذا التحدي التاريخي يستدعي موقفاً مناسباً ومواجهة حقيقية يقع عبئها وشرف القيام بها على عاتق كل القوى الفاعلة والمتنورة والحريصة على هويتنا العربية للتصدي لها في كل الساحات ليس بهدف إسقاطها كمشروع فقط وإنما إخراجها من دائرة التداول السياسي بشكل نهائي. فالنظام المتعثمن الذي اتخذ الإسلام لبوساً دينياً مؤدلجاً، يدركُ أنه طُعم في شرك الغرب والصهاينة الجدد لخلق صراع يحقق الفلسفة التفكيكية التي تضمن حيادية وأمن الكيان الصهيوني، وينأى به عن حمئة الصراع الحاصل في المنطقة. وأعتقد أنه يحق لنا أن ننصح جيراننا الأتراك بعد أن غاصت أقدامهم في وحل الربيع العربي، بأن يعودوا إلى رشدهم قبل فوات الأوان، وأن يضعوا نصب أعينهم الحكمة التي تقول: من كان بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة، فواقع الأكراد في جنوب تركيا حسب تقارير المنظمات الإنسانية الدولية في أدنى مستويات الظلم والفقر، وكل أجهزة الدولة التركية لا توفر أدنى شروط حمايتهم من القتل العشوائي والاغتصاب وتدمير بيوتهم وتهجيرهم. فالنصيحة كانت وما زالت مهمة ومطلوبة لكنها يجب أن تكون مقرونة بصدق النية وسلامة الطوية ولا تحمل روح التعالي والإملاء، لهذا يرفض الشعب العربي وكل أحرار هذا العالم رفضاً قاطعاً وحازماً تدخل الأتراك وغيرهم في الشأن الداخلي لكل بلد عربي تحت أي عنوان، وإن لم يفهموا جميعاً ذلك، فالشعب العربي عنده ألف طريقة لإفهامهم.