الفلوس والنفوس كان مجالا لاظهار وجهات نظر متباينة من مفكرين وفلاسفة ومنهم الاديب والكاتب الصحفى الراحل انيس منصور حيث قال انه عندما كان صغيرا كان يعتقد ان الفلوس هىً حاجة مهمة جدا فى دنيانا ولما كبر تاكد من ذلك وايضا اضاف بان الذين يقولون على الفلوس ليست كل حاجة فى الدنيا فهم ايضا على حق لانهم يتحدثون عن فلوس الاخرين
هذه المقدمة لموضوع اهم واخطر فى التناول حيث انه بات ظاهرة مست بعض بيوتنا والقت بظلال من الشك والريبة على العلاقات الانسانية بين اقرب الناس وصارت خطرا هدد حياه اسر باكملها وكان لابد من وجود من لديهم القدرة على رصد هذه الظاهرة ومحاولة التعرف على مسبباتها ومن ثم ان يكون هناك من المختصين او الحكماء لان يدلوا بدلوهم ويقول لنا تفسيرا لما يحدث بيننا
شباب جالياتنا العربية والذين نزحوا من اوطانهم باحثين عن فرص حياة افضل ووصلوا الى بلاد العم سام من اجل ان يمارسوا حياة افضل ويحققوا الحلم الامريكى
هناك قصص كفاح ونجاح كثيرة قدمت فيها تضحيات من اجل الوصول الى مكانة مادية واجتماعية تعوض عذاب السفر والاغتراب
وقد كانت الحيرة والغيرة هى القاسم المشترك الاعظم بين كثيرين من شباب جالياتنا العربية والذين حققوا قدرا من النجاح الوظيفى ونوعا من بداية الاستقرار الاجتماعى وبدات مرحلة البحث عن عروس والتفكير الجاد فى الزواج
وعندما نظروا من حولهم وجدوا حالات من زيجات من مواطنات امريكيات وظل القلق او الخوف من المجهول جعل معظم شبابنا يعود كما الماضى والذى دائما يعود حيث نظرية ان الذى نعرفه هو افضل واضمن بكثير من الذى نجهله او لا نعرفه
لم تكن المرة الاولى ويبدوا انها لن تكون الاخيرة والتى نسمع فيها عن حكايات لاحداث وقعت داخل بيوت وعرضت حياة اسر باكملها الى الاهتزاز والدخول فى دوامات من العنف والفشل والابناء كانوا فى معظم هذه الحالات هم الضحايا لكل الصراعات الاسرية
وعندما تتاح لاحد منا ان يستمع لشكاوى من اصحابها نجد انفسنا فى حالة من الحيرة والمطلوب منا بعد الاستماع ان نقول اى حاجة مفيدة ولكننا نظل حائرين عن مالذى يمكن ان نقوله بل ولمن نقوله ?
معظم حالات الشكوى نسمعها من ناس هم اصدقاء لنا وبعض الحالات الاخرى وهذا هى المحير فى الامر اننا نسمعها من ناس ربما قابلناهم فى اى مرحلة من حياتنا وتحت ظروف متباينة لكن لا تستطيع ان نعتبرهم اصدقاء وكون ان صاحب المسالة او الشكوى يتحدث بها بهذه السهولة مع الناس فذلك دليل على كمية الخوف او القلق الذى انتابه وكانه بعرف ان هناك زلزالا فى الطريق ولكنه لا يعرف متى واين وكيف وتوابع الزلزال عليه شخصيا بل وعلى اسرته
يبحث عن طوق نجاة فى صورة راى او مشورة فى غالب الاحيان يقدمها له من استمع الى شكواه وكانه ترزى او خياط ملابس قام بتفصيل الثوب او طرح العلاج الذى يناسبه هو شخصيا ولكنه ليس على مقاس او لا يناسب صاحب الشكوى والنتيجة اما لا فايدة او كارثة
والسبب ان صاحب الشكوى وهو معذور يتحدث بها عن كل من اقترب منه او وثق فيه لاكن فى كل الاحوال وتحت كل الظروف لا يوجد متخصصين فى علم النفس والاجتماع لاتخذ منهم النصح والمشورة
الخطر الحقيقى ياتى فى حالة النساء او السيدات العربيات فى المجتمع الامريكى
عندما تتاح الفرصة لفتاه من اصول عربية ان ترتبط بشاب من ابناء وطنها تكون سعادتها غامرة اولا لانها خرجت من تداعيات ظروف العنوسة والتى القت بظلالها على الكثيرات منهن نظرا للظروف الاقتصادية والتى يعانى منها الملايين من شباب المجتمعات العربية وثانيا وهو الاهم انها سوف تحقق الحلم الامريكى بلا مخاطر او تضحيات لان هناك من سبقها وداس على كل الصعاب وحطم كل الاغلال وازاح كل الاشواك من الطريق وعمل جاهدا على ان لايعرض زوجة المستقبل ولا اطفال المستقبل لكل ما تعرض له هو شخصيا
وهناك راى يعرضه الشاب على عروس المستقبل وهو اننا كاسرة مهاجرة فى هذا المجتمع المنفتح لدينا اولويات ومن ثم توجهات والكلام بدا ياخذ صيغة نحن بمعنى الشاب وعروسته حيث يوكد لها على اهمية التعليم واجادة اللغة من اجل التعايش الايجابى مع المجتمع الامريكى وان يكون لدينا الاهتمام الكافى بالابناء حرصا على عاداتنا وتقاليدنا وان يتفوقوا فى دراساتهم
الخوف والحذر من الاختلاط بالمجتمعات العربية المهاجرة لان صعوبة الحياة والتى عانوا منها قبل الوصول الى بلاد العم سام تركت للاسف الشديد جروح وشوائب ظلت عالقة على جدران الذاكرة
تلجا الفتاه او السيدة العربية لجارة لها او لمن تعرفت عليها من قريب فى وسيلة مواصلات عامةً ويبدا الحديث والحوار وما يعتقه البعض بابا او نوعا من الصداقة
نحن ليس من السهل ان نعرف الناس عن قرب
قد تكون هذه السيدة التى تعرفت عليها القادمة حديثا وارتاحت لها ظنا منها انها تستطيع ان تقدم لها المشورة
العجب كل العجب انه وبمرور الوقت نكتشف صحة المثل الشعبى الذى قال
جبتك يا عبد المعين من اجل ان تعيننى ولكننى وجدت انك انت فى حاجة لمن يعينك
وتبدا من وضعت فى موقع الاستشارة تقدم النصح لصاحبة الشكوى وتقدم لها روشتة الخراب الاجتماعى والتى تمنت هى من قبل ولازالت ان تنفذها لتنتقم من الزوج لكنها تود اولا ان يكون لديها نوع من الطمانينة لنجاح المخطط
ولو جلسنا الى بعض المحاميين واستمعنا الى بعض الحالات المعروضة عليهم تنتابنا الحيرة وربما بسبب قربنا ومعرفتنا ببعض اصحاب حالات عند مكاتب المحاميين وفى طريقها الى المحاكم ويكون السوال المحير هو كيف يحدث هذا النوع من التغير الدراماتيكي والغير متوقع فى الحياة الزوجية فمهما تعددت الاسباب واختلفت الظروف فان الله سبحانه وتعالى كما شرع الزواج فانه ايضا قد اباح الطلاق فى ظروف معينة عندما تستحيل العشرة بين الزوجين والمهم بل والافضل ان وعاشروهن باحسان او الطلاق باحترام وتقدير للعشرة التى دامت او قصرت بين الاطراف
لماذا نبحث عن طرق الارى او تحقيق الضرر المادى والمعنوي
اذا كان القانون الامريكى قد اصدر من القوانين ما فيه حماية للمراة والاطفال فهذا لا يعنى بالضرورة ان تلجا اليه بعض السيدات العربيات من اجل التحرر من العلاقة الزوجية والنظر الى بعض المكاسب المادية ان يلحقوا الضرر بالازواج والذين ضحوا فى مقتبل العمر بالكثير من اجل استقرار حياتهم الاسرية بل والحرص الشديد من الاباء ان يحافظوا على اسلوب تربية النشا والذين يحملون اسم الاب والعائلة
ربما نحتاج اى جهود من قبل اخصاء الاسرة والمتخصصين فى الدراسات الاجتماعية والنفسية من اجل ان نعرف الاسر وخاصة الزوجات على مدى خطورة التسرع او التهور فى الحاق الضرر بالازواج حرصا على مستقبل الكل الابناء والزوجات ايضا وليس من الشهامة او المروءة ان تسعى بعض الزوجات لالحاق الضرر بالازواج
دعوة صريحة ومفتوحة لنا جميعا ان نتعاون فى نقاش هادى وجاد يحمينا جميعا من التهلكة