يشارك الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته، دونالد ترامب، السبت 5 ديسمبر/كانون الأول 2020، في أول تجمّع انتخابي منذ هزيمته الرئاسية أمام جو بايدن، إذ سيعود إلى ولاية جورجيا ليدعم مرشحَين جمهوريين في انتخابات فرعية حاسمة لتحديد الغالبية في مجلس الشيوخ وموازين القوى بالعاصمة واشنطن.
وفق تقرير لوكالة “فرانس برس” الفرنسية، السبت، فإن ترامب سيشارك برفقة زوجته ميلانيا ترامب، عند الساعة الـ7:00 مساء (00:00 بتوقيت غرينتش) في تجمُّع بفالدوستا في أرياف جورجيا، بحضور السيناتورَين ديفيد بيرديو وكيلي لوفلر.
يأتي هذا بعد أن قال هذا الأسبوع: “علينا أن نعمل جاهدين لنحرص على فوزهما”.
لكن في الوقت نفسه، وجّه ترامب انتقادات للسلطات المحلية رغم أنّها جمهورية؛ على خلفية رفضها الرجوع عن نتائج الانتخابات الرئاسية فيها، حيث تقدّم بايدن في نهاية المطاف، بفارق قليل من نحو 13 ألف صوت في هذه الولاية المحافظة.
ويشدد دونالد ترامب على أنه لا يزال يتعيّن التحقق من التوقيعات على بطاقات اقتراع 3 نوفمبر/تشرين الثاني، وغرّد السبت: “سأفوز بسهولة” إثر ذلك.
صراع جمهوري ديمقراطي
من المرتقب التصويت في 5 يناير/كانون الثاني، على مقعدي مجلس الشيوخ عن ولاية جورجيا، وهما يتبعان الجمهوريين حالياً.
في حالة خسارتهما، فإن الغالبية بمجلس الشيوخ ستنتقل إلى الديمقراطيين، لأنه في ظل التساوي بالمقاعد (50 لكل جهة) سيكون بإمكان نائبة الرئيس المقبلة كامالا هاريس التصويت والبت وفقاً للدستور، كما سيتيح ذلك لجو بايدن الذي يتولى منصبه في 20 يناير/كانون الثاني، التعامل مع كونغرس ديمقراطي.
لكن في حال احتفظ الجمهوريون بغالبية مقاعد مجلس الشيوخ، سيتعين حينها على الرئيس المقبل التعامل مع كونغرس منقسم، وسيكون بمقدور الجمهوريين عرقلة ترشيحاته للمناصب الحكومية ومشاريع القوانين المهمة.
“مقرر مسبقاً”
تثير هذه التصريحات تشكيك أنصار ترامب. وتوجهت ناخبة في جورجيا إلى رئيسة اللجنة الوطنية للحزب الجمهوري رونا ماكدانيال، الأسبوع الماضي، بسؤالها عن جدوى إنفاق “الأموال والجهد ما دام كلّ شيء مقرراً مسبقاً؟”.
في الجولة الأولى، تقدّم ديفيد بيرديو بأكثر من 88 ألف صوت على منافسه الديمقراطي جون أوسوف. يعطيه هذا الرقم هامشاً كبيراً، ولكنه ليس كافياً لمنحه أكثر من 50% من الأصوات اللازمة للفوز بمقعد جورجيا.
فيما تأخرت كيلي لوفلر من جانبها بأكثر من 300 ألف صوت عن منافسها رافايل وارنوك، لكنّها عانت في الجولة الأولى من منافسة جمهوري آخر هو دوغ كولينز (980.500 صوت).
على الورق، يدخل عضوا مجلس الشيوخ الجمهوريان الجولة الثانية منتصرَين. وفي الأثناء يتحوّل كلّ الاهتمام السياسي الأمريكي إلى “ولاية الخوخ”.
وكما ذكر الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، الجمعة 4 ديسمبر/كانون الأول، في حملة انتخابية على الإنترنت لصالح الديمقراطيين من أن “الأمر لا يتعلق بجورجيا فحسب (…) يتعلق بأمريكا والعالم”.
في اليوم نفسه، كان نائب الرئيس الجمهوري مايك بنس في جورجيا، حيث سعى بصعوبة للتوفيق بين رسالتين انتخابيتين: الاحتجاج على فوز جو بايدن، وتحفيز الجمهوريين قائلاً: “يمكننا أن نقاتل من أجل رئيسنا وأن يكون لدينا في الوقت نفسه المزيد من الجمهوريين في مجلس الشيوخ”.
وأكد جو بايدن، الجمعة، أنه سيقوم بحملة في جورجيا، ولكن من دون تحديد الجدول الزمني.
وكدليل على أهمية الاستحقاق، تمّ إنفاق 315 مليون دولار في الحملات الإعلانية للمرشحين الأربعة، حسب شركة “أدمباكت” المتخصصة.