نحن نكتشف كل يوم حكايات عن انيس منصور انا تحدث بها او ذكرها المقربون منه وهى تعكس طبيعة الزمن والظروف التى صنعت هذا القدر الكبير من التميز والابهار
انيس قال انه كان يغنى فى الحفلات المدرسية وعندما تعرف على عبد الحليم حافظ اعجب به وكتب عنه فى الصحافة وصاروا اصدقاء ودعاه عبد الحليم لان يذهب معه الى منزل الموسيقار محمد عبد الوهاب وشاركهم بالذهاب الاستاذ كمال الطويل
عندما وصلوا الى منزل محمد عبد الوهاب كان ممسكا بالعود وجلست امامه على ارضية الحجرة فتاه من الريف المصرى وكانت تحاول ان تقدم بعض الاغنيات ولاحظ انيس بحسه انها لا تملك اى موهلات صوتية والذى ادهشه ان الاستاذ عبد الوهاب كان يردد عبارة ياسلام ياسلام ومال انيس على عبد الحليم وقال له اريد تفسيرا لما يحدث وكان تعليق عبد الحليم حافظ ان الاستاذ عبد الوهاب مجامل وهو يريد ان يرفع من معنويات الفتاه ربما احضرت له بعضا من الفطير المشلتت والجبنة القريش
وخرج انيس ولم يعد وقال ضاحكا لعبد الحليم انا ليس عندى فطير ولا جبنه قريش
الجميل فى الامر ان الاستاذ عبد الوهاب تحدث عن هذه القصة فى التلفزيون المصرى وقال ان انيس منصور قد ظلمني لانه لم يكمل معى وكنت اتوقع له ان يكون مطربا مشهورا حيث ان صوته رخيم وصاحب تاثير على الاذن واصرف عبارة جميله حيث قال ربما اننا خسرناه كفنان لكننا كسبناه كاديب كبير
هذا هو جيل العمالقة وقد تحدث كثيرا انيس منصور عن الظروف التى ساعدت فى وقت ما ان يجتمع كل هذا العدد الكبير من الذين تميزوا وكانت لهم بصمات فى كل ما تحمله الحياه من معانى ومفاهيم
وميزة هذا الجيل جيل العمالقة هو انهم كانوا منفتحين على الدنيا وكانوا مهتمين وايضا مهمومين بالشان العام وقد استطاعوا من خلال اداءهم ان تكون لمصر فى هذه الاوقات لدى الاخرين صورة ذهنية متميزة من انها بلد الريادة فى العلم والفن وقبلهما الاخلاق
|
|