الذين سافروا والذين هاجروا لهم تجاربهم الخاصة التى عاشوها فى بلاد الله ومع خلق الله ولان الحياه تتباين فيها وجهات النظر فمن المتوقع ان نقرا ونسمع الكثير من الحكايات التى عاشها اصحابها وارادوا ان يشاركونا معهم فى النظر او اعادة النظر فى ما يدور حولنا من احداث ومواقف
الكاتبة الصحفية سامية صادق ناييب رييس تحرير مجلة روزا اليوسف بالقاهرة حضرت الى امريكا واقامت لقرابة ثلاث سنوات تنقلت خلال هذه الفترة بين نيويورك ونيوجرسي وغاصت فى اعماق حياه الذين هاجروا واستقروا بالساحل الشرقى للولايات المتحدة الامريكية وبحسها الصحفى وقدرتها على التكيف مع الناس وانتزاع تفاصيل لحياتهم وظروفهم بمنتهى الاريحية وقد نقلت لنا من خلال صفحات كتابها المتع صورة واقعية بلا مبالغة او رتوش عن الصعوبات والتحديات التى عاشها معظم من سافروا وهاجروا ولكن مع توافر العزيمة والاصرار فانهم فى اغلب الاحوال استطاعوا ان تكون لهم بصمة وحضور ملموس وحققوا نجاحات ولكن الثمن دفع مقدما .وربما ان الكاتبة كان لها قدر من الاحلام او التوقع ان يكون لها فرصة تواجد بالمجتمع الامريكى بمعنى ان تتعيش فيه وكانت بداية التحدى ان معظم الذين هاجروا لم يكن من السهل عليهم فى بداية الرحلة ان يجدوا العمل المناسب لخبراتهم ولقدراتهم ورضوا بما هو متاح ولكن سامية صادق اصرت على ان تمارس العمل الصحفى والاعلامي والذى قضت حياتها العلمية والعملية فيه فى مصر
استطاعت بعد جهد ومعاناه ان تتكيف وتكتب وتنقل ملاحظاتها الى القراء
لم يكن من السهل على كثيرين ان يخوضوا تجربة سامية صادق لكنها تحملت وصابرت لانها من بنات الصعيد والمعرف عنهم الجلد وقوة التحمل ونقلت لنا صورة من العالم الخفى لحياة المهاجرين بلا تجمل او خجل
ولذلك نرى ان كتابها هو مراه لما عاشته ولمسته وربما وجدنا احيانا جوانب مظلمة عاشها اصحاب الحكايات التى نقلتها لنا وايضا فهناك جانب مشرق عن اناس التقت بهم وكانوا البلسم الذى عالج مرارة بعض التجارب البائسة
استطاعت سامية صادق ان ترينا المسافة بين الحلم والوهم حتى يدرك من يريد السفر والهجرة ان الموضوع ليس بالحلم وحده يمكن ان يحقق الانسان راحته ونجاحه
واما على الجانب الاخر وكتاب امريكا الحلم والمصير فلقد كان هدفىً من اصداره هو ان اتحدث فيه عن سيرة ذاتية لخصتها فى مرحلين الاولى وهى الحلم حيث كانت امريكا بالنسبة لاجيال حلما بعيد المنال من خلال افلام هوليود وحكايات الذين سافروا وهاجروا وعندما يتحول الحلم الى واقع اوحقيقة بمجرد الوصل لارض امريكا ثم نواجه المصير وهنا كان الكتاب يتحدث عن تجارب الذين نجحوا لانهم عاشوا الحلم الامريكى كما عاشه اصحاب البلد والتى وصفت بانها ارض الاحلام
ع
اعتقد ان كلا التجربتين اعطوا للقارى مساحة من الامل ان يكون لديه قدر من الثقة فى ان يحلم كما يشاء والمهم ان يتحلى بشجاعة الامل من اجل التعامل مع المجهول وايضا التغلب على الصعاب
من اجمل وارقي ما قرات امريكا الحلم والمصير لاستاذنا احمد بك محارم الاعلامي المميز