فى ظل الانقسام الحاد بالشارع الامريكى ومعاناة المواطنين مع تداعيات جائحة كورونا والقلق الامنى من حدوث اى تجاوزات قد تطول ترتيبات حفل التنصيب للرئيس جو بايدن الا ان الذى حدث وشاهده الملايين حول العالم انما هو انعكاس حقيقى لمدى قدرة هذه الدولة وهذا الشعب على تجاوز الازمات والمحن فى وقت قياسى
وبينما غادر دونالد ترامب وافراد اسرته البيت الابيض وتوجهوا الى ولاية فلوريا حيث الاقامة ستكون فى منتجع ترامب الشهير فى منطقة ويست بالم بيتش القريبة من ميامى
لم يشارك ترامب فى حفل التنصيب ضاربا عرض الحايط بالاعراف والبروتوكول المتبع وبدلا من ان يظهر امام الشعب الامريكى والعالم على انه قايد للبلاد تعامل مع الحدث من منطلق الفوز فى الانتخابات من عدمه
وكان حفل التنصيب رغم كل الظروف الاستثنائية التى احاطت به ترجمة لمدى قدرة الشعب الامريكى على طى الصفحات الحزينة والتحلى بشجاعة الامل
كانت الكلمات التى استهل بها بايدن يومه الاول كرئيس منتخب حملت المعانى التى اراد ان يرسخها وتكون انطلاقة لعصر جديد تعود فيها امريكا لصورتها الذهنية الحقيقية التى عرفها عنها العالم وقال بايدن ان وقوفى بينكم اليوم هو انتصار للديمقراطية وليس فوزا لرئيس ونحن امة واحدة ونسعى لضم الصفوف وان تاريخ امريكا لا يعتمد على شخص واحد بمفرده وانه سوف يعمل مع فريق عمله بشكل واضح للقضاء على الغضب والكراهية والتطرف والارهاب المحلى وغلاة العنصريين البيض وقال ان الملايكة قادرة على التغلب والانتصار على الشياطين
وقبل ان بتوجه الى البيت الابيض وخلال تواجده بمبنى الكونجرس قام بالتوقيع على عدد ١٧ قرارا او مرسوما رئاسيا والهدف هو تسريع العمل بتنفيذ هذه المراسيم ومنها :
ان يتم تطعيم ١٠٠ مليون مواطن خلال اول ١٠٠ يوم من اجل اتاحة الفرصة لعودة الحياة الطبيعية وتعافى الاقتصاد الامريكى
استمرار حماية المستاجرين من دفع الايجارات لاصحاب العقارات حتى نهاية سبتمبر
رفع حظر السفر عن دول اوربا والبرازيل واغلبية الدول ذات الاغلبية المسلمة
الحزمة الاقتصادية لمساعدة المواطنين على مستوى الفرد والاسرة وايضا لاصحاب المشروعات الصغيرة والمتوسطة
وتلى ذلك موضوعات مثل العودة لاتفاق باريس للمناخ والعودة لانضمام وتمويل منظمة الصحة العالمية
تذكرنا منذ اربع سنوات فى خطاب تنصيب ترامب قال انه سيعمل على ان يزيل الارهاب الاسلامى ولكننا الان وقد استمعنا الى بايدن عندما قال انه سيعمل بكل جهد للقضاء على الارهاب المحلى والغلاة من البيض
امريكا لو تعود امريكا التى عرفهاالعزلم من قبل وان بايدن يدرك قدر التحديات الداخلية التى ستواجهه وكيفية التعامل مع ٧٤ مواطن من انصار ترامب وان لديهم حزن على خسارة زعيم روحى خسر فى الانتخابات وتعرض للعزل مرتين ومن ثم فان لدى الكثيرين منهم مرارة الهزيمة والتجريح الذى تعرض له ترامب فى ايامه الاخيرة
واحقاقا للحق فان فترة ادارة ترامب شهدت نموا اقتصادا قويا حيث تدنت نسبة البطالة كثيرا ولكن اساءة تقديره فى التعامل مع كورنا وارتفاع عدد الاصابات والوفيات ادت الى خسارته فى الانتخابات
سيظل شبح ترامب وانصاره يطارد الداخل الامريكى لفترة ليست بالقصيرة والخوف ان ينطلق المارد الصينى مستغلا ظروف انكفاءامريكا على امورها الداخلية ويتوسع فى قدراته ليس فقد الاقتصادية بل والعسكرية ايضا
عندما غادر ترامب البيت الابيض كان حزينا وكانت السيدة الاولى ترتدى ملابس سوداء وانهمرت الدموع من افراد اسرته لخطة المغادرة كان هو الرييس الذى قاد البيض او العرق الابيض
ونحن الان مع بايدن الذى يمثل امريكا الملونة واليسار
بالتاكيد عندما بدا رحلته ترامب بشعار امريكا اولا كان فيه قدر من الانانية
بايدن سيفعل العكس ويقول العالم كله ونحن معه اولا ولذلك فان سياسته الخارجية ستسعد تحولا فى صالح امريكا لان العالم كانت متعطشا ومنتظرا بشوق لحاكم من نوع اخر