قرر جاكوب تشانسلي الذي بات معروفاً بـ”ذي القرنين”، وتصدرت صوره وسائل الإعلام باقتحامه للكونغرس، أن ينقلب على الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أبدى رغبته في الشهادة ضد ترامب، بعدما اقتحم الكونغرس من أجله.
تشانسلي غاضب من ترامب
تشانسلي الذي كان يرتدي قبعة من الفرو يخرج منها قرنين أثناء اقتحامه للكونغرس، يقضي أيامه في السجن ويُحاكم على خلفية اقتحامه للكونغرس، وقال محاميه ألبرت واتكينز، إنه تشانسلي الذي يطلق على نفسه “عراف كيو أنون”، يشعر بأن ترامب “خانه” بعد إحجامه عن العفو عنه وعن آخرين هاجموا مبنى الكونغرس.
واتكينز أشار في بيان إلى أن تشانسلي يرغب في مناقشة “إن كان قد فهم كلمات الرئيس السابق ترامب على أنها دعوة للذهاب إلى مبنى الكابيتول مع الرئيس للقتال بشراسة”، وفقاً لما ذكره موقع Huffpost الأمريكي، الجمعة 29 يناير/كانون الثاني 2021.
أوضح واتكينز أن تشانسلي كان “مفتوناً” بترامب، وكان يظن أنه يطيع أوامر الرئيس آنذاك باقتحامه الكونغرس، وأضاف المحامي أنه لم يتحدث بعد إلى أي عضو في مجلس الشيوخ منذ إعلان عرضه يوم الخميس الماضي.
ومن المقرر أن تبدأ محاكمة عزل ترامب في مجلس الشيوخ يوم 8 فبراير/شباط 2021، من شأن شهادة شخص مثل تشانسلي، الذي يعتقد أنه كان ينفذ الأوامر، أن تكون حاسمة في تحديد إن كان ترامب مذنباً بارتكاب تهمة “التحريض على التمرد” التي وجهها إليه مجلس النواب.
غير أن السيناتور ليندسي غراهام (الجمهوري من جنوب كاليفورنيا) المؤيد القوي لترامب يعارض هذه الفكرة تماماً، وغرد قائلاً أمس الجمعة: “لا يمكنني التفكير في طريقة أفضل لتحويل محاكمة العزل المقبلة إلى سيرك من استدعاء عراف كيو أنون ليشهد فيها”.
لكن واتكينز يرى أن شهادة تشانسلي مهمة، وقال في بيانه: “إذا كان مشروع قانون العزل المعلق ذي قيمة، فلا بد من سماع صوت تشانسلي، وأصوات الآخرين في الموقف نفسه، وتصديقهم”.
في تصريحاته أيضاً لمحطة KSDK التلفزيونية التابعة لشبكة NBC الأمريكية، قال واتكينز: “دعونا نستعرض شهوراً من الأكاذيب والتحريفات والتلميحات المغرضة والخطابات المغالية التي أطلقها رئيسنا بهدف تأجيج مشاعر الغضب وإثارتها. وما يثير الاهتمام حقاً هو أن رئيسنا، على الملأ، دعا هؤلاء الأفراد، وهو رئيس، للسير إلى مبنى الكابيتول معه”.
كانت وزارة العدل الأمريكية قد قالت إن تشانسلي متهم “بالدخول عن علم أو البقاء في مبنى أو أرض محظورة دون تصريح قانوني، فضلاً عن الاقتحام العنيف والسلوك غير المنضبط في مبنى الكابيتول”.
إلا أن تشانسلي لم يُقرّ بعد بالاتهامات الموجهة إليه، وهو لا يزال قابعاً في سجن واشنطن العاصمة، حيث تُقدَّم إليه وجبات من الطعام العضوي.
من هي حركة كيو أنون؟
يُعد ذو القرنين الذي اقتحم الكونغرس أحد أشهر أتباع حركة “كيو أنون”، وكان قد رفع لافتة يوم اقتحام الكونغرس مكتوب عليها، “كيو أرسلني”، وبموقفه الجديد من ترامب ينضم تشانسلي إلى آخرين كانوا مؤيدين للرئيس السابق، لكنهم انقلبوا عليه بعدما شعروا أنه تخلى عنهم.
نشأت حركة “كيو أنون” عام 2017، وانتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي بفضل جيش من “الجنود الرقميين”، وفق مركز “صوفان” للدراسات الأمنية الذي يديره علي صوفان، الموظف السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي”.
انتشرت الحركة كذلك في الخارج، من أوروبا وصولاً إلى أستراليا. وهي عبارة عن تشكيل غامض مؤيد لترامب، يروج لنظريات المؤامرة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
يقول أتباعها إن “دولة عميقة” تسيطر على الولايات المتحدة منذ عقود، هي منظمة سرية تضم مسؤولين كباراً في الإدارات الأمريكية وآل كلينتون وأوباما، وعائلة روتشيلد، والمستثمر النافذ جورج سوروس، ونجوماً من هوليوود وشخصيات نخبة عالمية.
تزعم حركة “كيو أنون” أن هؤلاء منضوون في شبكة دولية للاتجار بالأطفال لأغراض جنسية، ويريدون إنشاء نظام عالمي جديد، تتخلى فيه الدول عن سيادتها لصالح هذه النخبة.
ظهرت أولى الرسائل المشفرة لهذه الحركة في تشرين الأول/أكتوبر 2017، كتبها حساب باسم “كيو”، تيمناً بتسمية تصريح وصول لمعلومات عالية السرية في وزارة الطاقة الأمريكية.
يقول أتباع الحركة إن “كيو” منشق سري في دوائر الرئيس، قرر الكشف عن بعض المعلومات الاستخباراتية المتعلقة بطريقة عمل تلك المنظمة السرية العالمية على منصات التواصل الرقمية مثل منصة “فورتشان”. ومنها تخرج بعد ذلك المعلومات إلى مواقع التواصل الاجتماعي وتنتشر.
كانت “رابطة مكافحة التشهير”، وهي منظمة أمريكية تكافح ضد التطرف، قد تحدثت أواخر حزيران/يونيو 2020 عن مقاطع فيديو لـ حركة كيو أنون “تبث الكراهية وخطابات معادية للسامية”.
تنطوي هذه الظاهرة على مخاطر حقيقية دفعت مكتب التحقيقات الفيدرالي إلى اعتبار أن “كيو أنون” تشكّل خطر “تهديد إرهابي داخلي” في عام 2019.
وظهر أتباع للحركة في العديد من لقاءات ترامب، رافعين خصوصاً لافتات عليها حرف “كيو” باللغة الإنجليزية، وشعار حركتهم “حيثما يذهب أحدنا، نذهب جميعاً”.
يؤمن أنصار حركة كيو أنون هؤلاء بأن الملياردير الجمهوري سيتغلب على مؤامرة النخب الدولية ويعيد الحكم للشعب.