بقلم _ أ.د إبراهيم درويش
لكل أمة أعداء يمكرون بها ويحاولون النيل منها ويتحينون الفرص فى الاعتداء عليها وقد تكون قوة المعتدى أكبر وأقوى ويملك من العتاد والسلاح مايجعله مغرورا بقوته.
وما أزمة بناء سد الخراب على نهر النيل لخير شاهد على الظلم والجور والتعدى على الحقوق فى ظل صمت غريب من الدول الكبرى الفاعلة كأنها سعيدة لما يحدث وكأنها مشجعة على التعدي على الحقوق المائية التاريخية لمصر وحقوق الشعب المصرى.
فهل يمكن أن نستلهم من غزوة بدر الكبرى ما يعيننا على توحيد جبهتنا الداخلية ضد من يريد أن يعتدي على حقوقنا التاريخية ونكون حائط صد نحمى به مكتسباتنا وديننا ومقدراتنا وأوطاننا.
نبذه عن غزوة بدر وتُسمى أيضاً بـ غزوة بدر الكبرى ويوم الفرقان هي غزوة وقعت في السابع عشر من رمضان في العام الثاني من الهجرة الموافق 13 مارس 624م بين المسلمين بقيادة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وقريش ومن حالفها من العرب بقيادة عمرو بن هشام المخزومي القرشي “ابوجهل”.
وتُعد غزوةُ بدر أولَ معركةٍ من معارك الإسلام الفاصلة وقد سُميت بهذا الاسم نسبةً إلى منطقة بدر التي وقعت المعركة فيها، وبدر بئرٌ مشهورةٌ تقع بين مكة والمدينة المنورة وهى نموزج يمكن تدريسه ويتعلم منه كل مواطن وكل جندى حارس على ثغر من ثغور الوطن.
فجيش المسلمين بقيادة الرسول الكريم مع قلة عدد قواته وعتادة فقد كان عدد الجيش الاسلامى آنذاك بين ٣١٣ إلى ٣٤٠ رجلا وفارسان فقط وسبعين بعير يتناوبون عليها أما جيش قريش ومن حالفها فيبلغ عددهم ألف مقاتل ومعهم ٢٠٠ فارس.
ومع هذا الفارق فى العتاد إلا أنه كان هناك فارق معنوى لصالح المسلمين وهذا الفارق من اهم مقومات اى وطن وجيش منتصر فهو جيش مؤمن بالله على حق يقاتل لانه ظلم صاحب قضية أخرج من بلاده ودياره وأمواله وعذب وهجر كل ذلك لأنه كان يقول ربى الله يقول تعالى : “أذن الذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير”.
وشتان بين عقيدة جيش لا يريد العدوان و لايعمل لمصالحه الذاتية أو دنيا فانية وجيش معتدى غاشم يستبيح الحرومات والمقدرات وفرق كبير بين جيش متفائل مدعوم بحب أهله وشعبه يسود بين رجاله الحب موقنين بنصر الله عز وجل لهم، لعدالة قضيتهم غير متردديين على الزود بأنفسهم وأرواحهم فداء للعقيدة والوطن.
كما يستطيع هذا الجيش أخذ القرار ويتحمل تبعاته ويطبق مبدأ الشورى فيما لانص فيه بينما الجيش المهزوم أو الوطن المهزوم والذى يخسر كل معاركة هو جيش مرتزقة ووطن وجيش ممزق من الداخل مهزوم نفسى قبل أن يهزم فى ساحة المعارك فهو لا يؤمن بقضيته يدافع عن أهواء ومجد شخصى أو من أجل الأموال فليست له قضية ويفتقد اليقين والأمل وهو جيش متردد جبان لا يقوى على أخذ قرار ويطبق الديكتاتورية لإجبار الناس على المشاركة فى القتال أو شراء الذمم والمواقف بالاموال.
ولذلك مع فخرنا ببناء قدراتنا العسكرية التى أصبحت رقم صعب أمام من تسول له نفسه الإعتداء على مقدراتنا إلا أننا يجب أن نركز على بناء النفوس وزيادة التلاحم الوطنى وهو الذى ينادي به رئيس الجمهورية فى اللقاءات كافة.
ونضمد الجراح ونمنع الفتن ونحارب الإشاعات والأكاذيب التى تفرق الجمع وتشتت الشمل وتطعن فى ثوابت الأمة فى واجبها وقدرتها فى الدفاع عن الدين والوطن والعرض والمقدرات والمحافظة على الأمن القومى للبلاد فالمسلمون الأوائل لم يفرطوا وحملوا راية الإسلام.
وأقول هل من المعقول الآن ومصر العروبة والإسلام بقيادتها المخلصة وشعبها المؤمن وقدراتها وجيشها العظيم أن تفرط فى حق من حقوق شعبها كما يقول الخائنين للوطن .
فلم نعهد من رجال مصر إلا دحر كل معتدى عليها وعلى المنطقة و على الدين والأوطان ولنا فى موقعة عين جالوت بقيادة سيف الدين قطز بالجيش المصرى ضد همجية التتار وموقعة حطين بقيادة القائد صلاح الدين الأيوبي ومعه الجيش المصرى ضد الذين حملوا شعار الصليب ذورا وعدوانا وأيضا فى العاشر من رمضان السادس من اكتوبر بقيادة الرئيس السادات المثل والقدوه فالجيش المصرى خير نموزج للزود عن مقدرات الأمة قديما وحديثا فهو فى رباط الى يوم القيامة.
ومن الدروس المستفادة من غزوة بدر الكبرى أهمية المعلومات والعلم لانه لايليق أن تتسرع فى اتخاذ أى قرار بل يجب أن يكون هذا القرار مبنى على معلومات وعلم فتجميع المعلومات عن الطرف الآخر قبل الدخول فى اى معركة من الأهمية بمكان والأهم لها أن يكون القائم على تجميعها مصدر ثقة.
وهذا ماتحرص عليه الدولة المصرية والجميع قد يكون غاضباً من سد الخراب ويحلم باذالته وتدميره إلا أن الدولة المصرية هى من تملك المعلومات بأجهزتها المختلفة ثم تأتى المرحلة التالية المهمة وهى تحليل المعلومات ومعرفة كيفية الاستفادة منها على أرض الواقع وهذا يتضح لنا فى يوم بدر.
فلم يكن هناك أجهزة مخابراتية كما هو الآن بل قاد عملية جمع المعلومات والاستكشاف سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بنفسه ومعه سيدنا إلى بكر الصديق رضى الله عنه واستطاعا أن يحددا مكان جيش قريش الذى عسكر في منطقة العدوة القصوى وهى جنوب وادي بدر، وكان الرسول ورحالة بالعدوة الدنيا لكن لم يستطع الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعرف أعداد القوم ولا قادتهم، فأرسل فرقة استكشافية ثانية كان فيها علي بن أبي طالب والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص رضي الله عنهم أجمعين، وأمسكت الفرقة غلامين من جيش العدو، وأحضروهما إلى الرسول صلى الله عليه وسلم،
وبدأ الرسول صلى الله عليه وسلم في استجوابهما. قال صلى الله عليه وسلم : (أخبراني عن قريش. قالا: هم وراء هذا الكثيب الذي ترى بالعدوة القصوى قال: كم القوم؟ قالا: كثير، قال: ما عدتهم؟ قالا: لا ندري، قال صلى الله عليه وسلم: كم ينحرون كل يوم؟ قالا: يوماً تسعاً ويوماً عشراً، قال صلى الله عليه وسلم: القوم فيما بين التسعمائة والألف)، فاستطاع من خلال المعلومات أن يحدد بالضبط العدد الحقيقي لجيش مكة؛ لأنهم كانوا يعلمون أن الجمل يكفي مائة تقريباً للأكل، ثم قال صلى الله عليه وسلم: (فمن فيهم من أشراف قريش؟ قالا: عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأبو البختري بن هشام وحكيم بن حزام ونوفل بن خويلد والحارث بن عامر وطعيمة بن عدي والنضر بن الحارث وزمعة بن الأسود وأبو جهل بن هشام وأمية بن خلف وعقبة بن أبي معيط وعمارة بن الوليد). واتخذ الرسول ذلك سلاحا معنويا يشحذ به الهمم كما تفعل الدولة لشحذ الهمم تجاه القضايا الكبرى للوطن بتوضيح الحقائق وابراز المخاطر .
إذاً: كل قادة مكة موجودون في الجيش الذي خرج إلى بدر، فأقبل الرسول عليه الصلاة والسلام على المؤمنين وقال لهم: (هذه مكة قد ألقت إليكم أفلاذ كبدها) ويتضح أيضا أهمية العلم فى التنمية وذلك فى اخر المعركة عندما كان الأسير الذى لا يستطيع فداء نفسه بالأموال يعلم عشرة من أبناءالمسلمين.
ومن الدروس المهمة أيضا أن لاتدع أحد يختار لك المعركة وتوقيتها ومكانها وقد جربت مصر ذلك فى العصر الحديث وذكر ذلك بوضوح الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية وضرب امثله لعام ١٩٦٢ وهى حرب اليمن و١٩٦٧ حرب النكسه وهذان الحربان تم دفعنا إليهما وبالتالى فإن الإستفادة من أخطاء الماضى أمر مهم جدا حتى لاندخل معارك غير مستعدين لها.
فمن يختار التوقيت والمكان والبداية يكون هو صاحب الحظ الأوفر فى النصر
وهذا لايكون اختيار التوقيت لرأى فردى أو تحت ضغط شعبي بل من خلال المؤسسات المعنية صاحبة الأمر وصاحبة المعلومات ويجب أن يطبق مبدأ الشورى الذى يعود يجعل الجميع شركاء وأصحاب قضية واحدة
وهذا يتضح فى غزوة بدر عندما اختار الرسول صلى الله عليه وسلم مكان موقعة بدر بنفسه واختار مكان النزول واستقر فيه ليلة المعركة.
هنا ظهرت الإيجابية والشورى من صحابة الرسول الكريم فقد جاء إليه الصحابي الحباب بن المنذر رضي الله عنه من الأنصار، وهو من الخبراء العسكريين المعروفين بدقة الرأي وسأل النبي عليه الصلاة والسلام: (يا رسول الله أرأيت هذا المنزل أمنزل أنزلك الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر عنه، أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟)، فقال صلى الله عليه وسلم: (بل هو الرأي والحرب والمكيدة، قال: يا رسول الله! فإن هذا ليس بمنزل)، قالها بوضوح دون خجل ولا مواربة؛ لأن الموضوع خطير وهذه مسئولية، والقائد لم يعنفه فالرسول هو المعلم الأول ولكن سمع منه قائلا له فما الرأي إذاً؟ (قال الحباب : فانهض حتى نأتي أدنى ماء من القوم — فننزله- ثم نبني عليه حوضاً فنملأه ماء، ثم نقاتل القوم فنشرب ولا يشربون)، فسلاح الماء في الصحراء في غاية الأهمية، فقال الرسول عليه الصلاة والسلام دون أدنى تردد: (لقد أشرت بالرأي)، وبالفعل غير مكانه الأول ونزل في المكان الذي أشار إليه الحباب بن المنذر رضي الله عنه.
وسلاح الماء هو الذى استخدمه القائد صلاح الدين فى موقعة حطين مع جيش الصليبيين وهذا ماحدث فى حرب العاشر من رمضان عندما اقترح مهندس مسيحي هدم خط بارليف بخراطيم المياه وتم تنفيذها وعندما اقترح جندى نوبي استخدام لغة النوبة كشفرة أثناء الحرب وهكذا يتضح أن القائد الناجح يفسح المجال لكل فكر وإبداع ويشجع عليه ويكون الرسول الكريم قدوته فى هذا الأمر فالشورى أمر حتمي لأمة تريد النهوض ولعل الشورى الآن تختص بها المؤسسات الوطنية المختلفة وعندما يكون هناك شورى يكون هناك احساس بالمسؤولية.
كما لا يمكن أن ينتصر وطن أو جيش بدون تلاحم بين القائد والجيش والشعب فكل المسلمين فى المدينة نالهم الأذى والظلم والضرر فكلهم كانوا أصحاب قضية واحدة وكلهم كانو داعمين للرسول الكريم ولجيشه الكريم ويتضح أيضا التلاحم بين القائد والجيش من موقف المهاجرين والأنصار عندما قال الرسول الكريم اشيروا على ايها الناس فكان موقف المقداد بن الاسود وسعد بن معاذ موقفا مشرفا يحكى عنه التاريخ إلى الآن وبالتالى كان الجيش والقائد والمجتمع الإيماني لحمة واحدة فقد حقق أسباب الوحدة على الأرض ولكنه لم يستغنى بالاسباب عن رب الأسباب.
وكان الدعاء من أهم أسلحة الرسول والمؤمنين ولم يقتصر دور الرسول على الدعاء بل كان يشارك بنفسه فى القتال ولم ينعزل عن جيشه أبداً في موقعة بدر، فمع أنه القائد الأعلى للجيش إلا أنه قاتل معهم بنفسه، بل كان أقربهم إلى العدو. روى الإمام أحمد بن حنبل عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه أنه قال: (لما حضر البأس يوم بدر التقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان من أشد الناس صلى الله عليه وسلم، ثم يقول علي بن أبي طالب : ما كان أحد أقرب إلى المشركين منه) ودائما الله ينصر من ينصرة.
ومن الدروس المستفادة أيضا أن هناك دائما تباشير للنصر وعلامات الله يرسلها على أصحاب النوايا الحسنة والقضايا العادله يقراها كل ذى قلب وعقل ومن هذه التباشير فى غزوة بدر نزول السكينة والمطر والنعاس على جيش المسلمين:
أولاً: النعاس الذي غلب المسلمين في ليلة بدر بعدما وصلوا وعسكروا في المكان.
ثانياً: المطر الذي نزل في نفس الليلة، فالنعاس كان أمره عجيباً، كان المسلمون على بعد خطوات من الجيش المكي الكبير، ومع ذلك يصلون إلى حالة من السكينة وهدوء الأعصاب، فينامون بأمان تام في أرض بدر، ومعلوم أن الشخص لما يكون منشغلاً بشيء مهم لا يستطيع أن ينام بمنتهى الأمان وهو في وسط بيته، فما بالك بشخص نائم في أرض المعركة وهو منشغل بها، فمن الممكن أن تكون نهايته فيها؟
لكنه هدوء أعصاب عجيب، لا يفكر في عدد الأعداء، ولا يفكر في طريقة القتال، ولا يفكر في سيناريو المعركة، ولا يفكر في أولاده وزوجته، ولا يفكر في تجارته ولا حتى في نفسه، بل نائم في منتهى الراحة، ففي هذه الليلة نام الجميع حتى أن بعضهم أصبح جنبا إلا النبي صلى الله عليه وسلم، ظل طوال الليلة يصلي ويدعو الله عز وجل أن ينصر هذا الجيش المؤمن.
على الناحية الثانية كان جيش مكة حيران لا يعرف النوم، فغداً موقعة مرعبة بالنسبة لهم، بالإضافة إلى أنه ليس مقتنعاً بالحرب أصلاً، وعلى ماذا يحارب، من أجل هبل واللات والعزى، أم من أجل القائد الزعيم أبي جهل ، أم من أجل القافلة؟ فالقافلة قد تجاوزت الخطر، وأبو سفيان عبر بها إلى بر الأمان فعلام القتال؟.
كذلك المطر في ليلة غزوة بدر كان عجيباً جداً، فقد نزل هيناً لطيفاً خفيفاً على المسلمين ونزل وابلاً شديداً معوقاً على اهل قريش ، شرب المسلمون واغتسلوا وتماسك الرمل في معسكرهم تحت الأقدام، فثبتت الأقدام، وذهبت عنهم وساوس الشيطان،قال الله عز وجل: وَيُنَزِّلُ عَلَيْكُمْ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لِيُطَهِّرَكُمْ بِهِ وَيُذْهِبَ عَنكُمْ رِجْزَ الشَّيْطَانِ وَلِيَرْبِطَ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَيُثَبِّتَ بِهِ الأَقْدَامَ.
أما جيش المشركين فقد أحدث المطر مخاضة كبيرة عندهم، منعت التقدم وأعاقت الحركة، وليس لأحد طاقة بحرب الله عز وجل.
فعلينا الآن أن نأخذ بأسباب النصر حتى ينعم الله علينا بتباشيره وإن كنا نراها ظاهره جلية كل يوم فى حياتنا التنموية ومشاريعنا القومية التى انعكست إيجابيا على. الاقتصاد الوطنى وتواجدنا على الساحة الدولية مرفوعين الرأس يعمل للدولة المصرية الف حساب.
الخلاصة ..
ما أحوجنا أن نستلهم روح غزوة بدر وروح ذكرى العاشر من رمضان هذه الأيام و نوحد صفوفنا ونطهر قلوبنا ونجمع شملنا ونوحد جبهتنا الداخلية ونأخذ بكل أسباب القوة والمنعة ولاننسى مسبب الأسباب وندعوه ليلا ونهار أن يحفظ بلادنا ويكشف البلاء والوباء والفتن عنا ونأخذ من دعاء الرسول على ما من يبغى علينا أو يحاول أن يسرق مقدراتنا ومن يدبر لنا المكائد نذكر أنفسنا بدعاء النبى صلى الله عليه وسلم أثناء المعركة : (اللهم هذه قريش قد أقبلت بخيلائها وفخرها تحادك وتكذب رسولك، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم فنصرك الذي وعدتني، اللهم أحنهم الغداة)، ونحن نعلم أننا منصورون بنصر الله لنا يقول تعالى: مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْعِزَّةَ فَلِلَّهِ الْعِزَّةُ جَمِيعًا .
ولم يكن الدعاء من الرسول عليه الصلاة والسلام فقط، بل كان من الجيش كله وكل المسلمين فكل الجيش مرتبط بالله سبحانه وتعالى؛ لذلك قال الله عز وجل:إِذْ تَسْتَغِيثُونَ ربكم . أي: جميعاً تستغيثون بالله،وهذا يعنى توحيد الهدف والصف ونبل الغاية والمقصد.
اللهم احفظ مصر وأهلها ومقدراتنا وقيادتها وجيشها العظيم.
حفظ الله مصر .. حفظ الله الوطن.
أ.د إبراهيم درويش وكيل كلية الزراعة لشئون البيئة وتنمية المجتمع جامعة المنوفية