بقلم .. د/ ماريان جرجس
كانت الأيام الماضية أيام مقدسة مُتخمة بالاحتفالات والأعياد المسيحية “عيد القيامة المجيد” والوطنية “عيد تحرير سيناء” والفرعونية ” عيد شم النسيم” وكل ذلك في شهر رمضان المبارك الذي قارب على الانتهاء ، وقد ارتأى البعض في تلك الأيام ملاحظات جميلة مثل يوم الجمعة الحزينة في أسبوع الآلام الذي تزامن الصيام الانقطاعي فيه عند المسيحيين والمسلمين إلى ساعة المغرب فقالوا مصر كلها صائمة اليوم حتى المغرب.
وبالطبع؛ تبادل المسؤولون التهاني راجين الله الذي نعبده جميعًا أن تكون السنة القادمة بلا وباء وبلا ملفات وقضايا تهدد الوطن .
فتلك القيادة العظيمة من قبل مخطط الربيع العربي وهى تدرك جيدًا مخطط تفكيك الشرق الأوسط على أساس العرق والدين والمذهب والطائفة ، ولولا رجال مصر البواسل لمّا كانت مصر دولة واحدة قوية اليوم، نسيج واحد كما يصفه السيد الرئيس .
تلك الوحدة وذلك النسيج الواحد، يؤكد عليه الرئيس دومًا أنه الدرع والحصن أمام أي خطر .
والحقيقة أننا لا ندرك قيمة تلك الوحدة ولا يزال البعض من القلة القليلة أصحاب النفوس الضعيفة لا يدركون الأبعاد الحقيقية لمعاونة مخطط ” برنارد لويس” بأفكارهم العقيمة ، فبرنارد لويس هو واحد من اخطر الشخصيات والمستشرقين الذين خططوا لتقسيم الشرق الأوسط من أجل إقامة دولة إسرائيل الكبرى وتقسيم الدول العربية إلى دويلات صغيرة ! فكان المراد أن تُقسم مصر إلى أربع دويلات والعراق إلى ثلاث دويلات على حسب الدين والطائفة والصالح لإسرائيل الكبرى !
ومن أجل تحقيق ذلك المخطط كان لابد من خلق فتن طائفية وإحداث فرقة ما بين أبناء الشعب الواحد لتحقيق المخطط.
ولكن منْ مٍن الذين يحرمون التهاني وينهرون الآخرين عن تهنئة أخواتهم في أعيادهم يدرك أنه بتلك الممارسات الخاطئة يعيد إحياء فكرة التفكيك ! لصالح دولة الاحتلال الصهيوني التي يزعمون أنهم يكرهونها ويكرهون تعدياتها واستعمارها ! أهذه ازدواجية أم عدم إدراك كافٍ؟ هل حقًا يؤمنون أن عيد شم النسيم هو عيد ديني أم عيد فرعوني؟ أم يعرفون أنه عيد مصرى أصيل وهى محاولة بائسة لطمس الهٌوية؟
المشكلة الحقيقة ليست في تلك الأقلية التي لازالت تُحرم وتنهر وتستشيط غصبًا في تهنئة الأخر، ولكن فمن يتعاطف معهم ويساوره الشك أن ذلك الكلام حقيقي ومن صحيح الأديان السماوية فيكون كاللقمة السائغة ينساق ويصدق ويرتكب نفس الأخطاء ويكون أداة طيعة.
ففي الخمسينيات كان المجتمع المصري يضم العديد من الجنسيات والأديان ولم يكن هناك أي غضاضة لأن مخطط التفكيك لم يكن هناك ! بل في العقود الأخيرة وخاصة بعد 2001 وتحطم برجي التجارة العالمي في أمريكا وبدأ مخطط التفكيك يجند مثل تلك العقليات التي لابد من تطهيرها وتلقيحها بلقاح الوعي الذي دائمًا يتحدث عنه الرئيس والتي لازالت كلماته في مجال تجديد الخطاب الديني لا تفارق آذاني:-
” أخوك فرحان .. أنت فرحان لفرحه بغض النظر عن أي معتقد أو أي شئ”
د. ماريان جرجس .. اخصائي عيون وكاتبة صحفية