كتب _ على ابو زيدان
للأمثال الشعبية سحرها ومنطقها الخاص الذي يستخدمه المصريون في مختلف المواقف الحياتية، ومن الأمثال التي دائماً ما يرددها الناس هو «عامل نفسه من بنها».
وتعددت الروايات حول تفسير هذا المثل العامي، لكن أكثر رواية اتفق الكثيرون أنهما وراء إطلاق هذا المثل، كانت بطلها « قطار وجه بحري».
كان قطار وجه البحري، لابد وأن يمر على بنها ويقف بها أية كانت وجهته، وهو ما يعني أن أول محطة بعد القاهرة هي بنها، واعتاد الركاب المتوجهين لبنها ممن لم يمكنهم الحصول على مقعد، الاستئذان من الجالسين ليسمحوا لهم بالجلوس هذه المسافة التي لا تستغرق دقائق معدودة.
بعدها ينزل اهل بنها ويستأنف ركاب «بحري» جلوسهم، ومن هنا ظهرت الحيلة التي لجأ إليها أغلب الركاب المتوجهين لمحافظات أبعد للحصول على مقاعد، حيث جرت عادة الاستئذان من الجالسين في القطار ليسمحوا لهم بالجلوس مكانهم، بحجة أنهم سيغادرون القطار في محطة بنها، ولأنها محطة تقابل خطوط قطارات أخرى، فالقطار عادة ما يغادره ركاب كثيرون، معظمهم ليسوا من أهل بنها الذين استأذنوا للجلوس وعلى مثل هذا صار الأمر، فمن أراد أن يجلس على كرسي قطار مزدحم «يعمل نفسه من بنها».