بقلم ا.د / ابراهيم درويش 

شهر رمضان فرصة عظيمة أن يعودك على انك لاتتعود وكما يقولون( تعود انك ماتتعودشً) . مقولة أو جمله غريبة ولكنها مقصوده حتى تلفت انتباهك اياك أن تقع حبيس عادتك أو اسير لشخص ما مهما كان …
فقد تتعود على بعض العادات وتصبح اسير لعادتك .. أو تتعود على بعض الاشخاص التى تنجذب إليها وتقع فى شباكها ..وتعتقد أن الحياة لن تستمر الا استمر هذا الشخص بالتواصل معك. وقد يتغاضى الإنسان ويتنازل عن أمور كثيرة للحفاظ على هذه العادات وهى مااسميها الشهوات وقد يتنازل عن كرامته التى اعزه الله بها (ولقد كرمنا بنى ادم ) ارضاءا لذلك الشخص .
ومن أهم فوائد شهر رمضان المبارك أنه يعالج هذه العادات . لأن مجرد التعود على عمل ما أو شخص ما يجعلك ضعيف وبيسحب من رصيد قوة ارادتك و بيحرمك من الإستقلالية. وامكانية اتخاذ القرار المناسب وفى التوقيت المناسب

و قد تربط حياتك وإنجازاتك وقدرتك على العمل والنشاط بقيامك ببعض العبادات والتى إذا لم تفعلها يتصور لك بانك لن تنجح اولن تنجز هذا العمل

بل بعض الناس إذا لم يمارس عاداته قد تتوقف عن العمل مثل أبسط العادات التدخين أو القهوة أو ماشابه . الخ . مع انك من الممكن أن تقلع عنها …لكن متى .؟ . إذا اردت ..! وكانت لديك الشجاعة والعزيمة على ذلك.

وبالتالى شهر رمضان بمثابة دورة تدريبية علاجية لتقوية الإرادة والعزيمة ومجاهدة النفس ..يكون نتيجتها لديك القدرة والشجاعة أن تواجه نفسك …ترغمها على أن تقلع عن اى عادة سيئة كى تثبت لنفسك انك لست اسير لعادتك..
وبالمثل أيضا لو انك تتواصل مع أحد أو بتحب حد جدا وترتاح إليه .. وهذا شىء جميل وطيب فالإنسان بطبعه اجتماعى ومدينى ومطلوب أن تتواصل وان تحب وان تعشق …..
.لكن الأهم أن هذا الذى تتواصل معه يكون عارف و فاهم ومتأكد انك تتواصل معه وعلاقتك مستمره معاه لأن تلك هى رغبتك وارادتك و هو يرغب أيضا فى هذا التواصل ويقدرك ويحترمك …. لكن وقت اما هذا الشخص الذى تتواصل معه يستغلك أو يهملك أو يبتذك أو يتخطي حدود كرامتك او احترامك هيخسرك، ولن تبقى اسير لتواصله أو لحبه على حساب كرامتك.
شهر رمضان الذى تترك فيه الطيبات المباحات فى نهاره فمن باب أولى أن يؤهلك على ترك الشهوات والعادات السيئة وذلك حتى تسطيع أن تقوى نفسك ولا يجعل لك نقطة ضعف تهاجم منها.
التعود على العادات السيئة والأشخاص بدون سيطرة للعقل يجعلك كالطائر المربوط فى رجله حجر ثقيل لايستطيع الطيران .
رمضان يؤهلك نفسيا على امكانك أن تترك عادتك لنفسك وارضاء لربك..
ولذلك عليك أن تظل مستعد أن تفقد اي حاجه من الحاجات اللي انت متعود عليها اي لحظه
أو تتخلى عن اى شخص حتى ولو كان غالى عليك اما بإرادتك أو يتخلى هذا الشخص عنك إذا اختلف معك أو لم يعطيك قدرك
أو إذا غيبه القدر عنك بسبب السفر أو الموت
. الخلاصة أن رمضان يعودك انك متتعودتش.وتكون صاحب عزيمة قوية وإرادة نافذة
وكل عام وانتم بخير .

الاستاذ الدكتور إبراهيم درويش وكيل كلية الزراعة لشئون البيئة وتنمية المجتمع جامعة المنوفية

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version