كتب _ طه لمعى
وصف هيثم الكفارنة من سكان بلدة بيت حانون أقصى شمال غزة، العدوان الاسرائيلي على المناطق الشمالية للقطاع ليلة أمس، بأنه “ليلة سوداء”، أكثر فتكاً وتدميراً من عدوان 2014.
يقول الكفارنة الذي قصف منزله في عام 2014 لـ “وفا”: “نجت أسرتي المكونة من تسعة أفراد بينهم والدتي المقعدة من الموت بأعجوبة بعد القصف الجنوني والعشوائي من قبل الاحتلال الاسرائيلي.”
مشاهد الدمار التي اتضحت معالمها صباح اليوم، كانت عبارة عن عمارات سكنية سويت بالأرض فوق رؤوس قاطنيها وطرق تعمدت قوات الاحتلال الاسرائيلي قصفها.
أطلقت طائرة استطلاع اسرائيلية ليلة أمس صاروخا بجوار منزل الكفارنة الواقع قرب كلية الزراعة شمال بلدة بيت حانون لإجبار ساكنيه على اخلائه.
على الفور أخلت العائلة منزلها وخرجت بملابسها الشخصية وسط حالة من الهلع والخوف الى الشارع، في ظل كثافة الغازات السامة التي أطلقها الاحتلال التي زادت الأمور رهبة كمال يقول الكفارنة.
هربت أسرة الكفارنة الى منزل شقيقه في منطقة أكثر أمناً، لكن قذائف وصواريخ الاحتلال لاحقتهم هناك، مؤكدا أنها “ليلة سوداء ومن الجحيم وأعنف من عدوان 2014.”
تفقد الكفارنة منزله صباحاً فوجده مدمرا تدميراً بالغاً.
وعاشت شمال قطاع غزة في بيت حانون وبيت لاهيا والقرية البدوية الليلة الماضية، حالة من القتل والتدمير الهمجي والعشوائي كما وصفه السكان.
وتبجحت قوات الاحتلال باستخدام أكثر من 160 طائرة حربية اضافة الى المدفعية والبوارج الحربية والتي أطلقت 500 قذيفة وصاروخ على بقعة سكانية كثيفة لا تتعدى مساحتها بضعة كيلو مترات.
ومنذ بدء العدوان الاسرائيلي قبل خمسة أيام ارتقى أكثر من 119 شهيداً بينهم 31 طفلا و19 امرأة و830 اصابة بجراح مختلفة.
كما الحروب السابقة في أعوام 2008 و2012 و2014 تعمدت قوات الاحتلال تدمير الأبراج والعمارات السكنية، علاوة على ذلك تدمير البنى التحتية من طرقات وشوارع وشبكات كهرباء ومياه.
لا توجد احصائيات رسمية حتى كتابة هذا التقرير بسبب استمرار العدوان الاسرائيلي على الشريط الساحلي المحاصر منذ 14 عاما من قبل اسرائيل.
نقيب المقاولين في قطاع غزة أسامة كحيل يقول لـ “وفا”: “لا توجد احصائيات كاملة لدينا عن حجم الأضرار التي لحقت بالمباني السكنية وخاصة بعد الاعتداء على شمال القطاع، وشكلنا لجنة مشتركة مع الجهات المختصة لحصر الأضرار.”
تابع كحيل، “لدينا احصائية بتدمير 500 منزل بشكل كلي و2500 بشكل جزئي منذ بدء العدوان وحتى كتابه هذا التقرير لا تشمل الأضرار التي لحقن بشمال غزة.”
وعبّر كحيل عن دهشته من هول الدمار الذي حل بالشمال والذي فاق ما حصل في عدوان 2014، مشيرا الى ارسال اتحاد المقاولين آلياته للمساعدة في ازالة الأنقاض والبحث عن ضحايا.
بدوره أكد مدير العلاقات العامة والعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطبّاع، “أن اسرائيل تعمدت تدمير شريان الحياة التجارية في قطاع غزة شارع عمر المختار بتدمير برج الشروق الذي يحتوي على العشرات من المحال التجارية ومقرات لشركات المختلفة، اضافة الى تدمير برج هنادي المملوك لصندوق الاستثمار الفلسطيني وبرج الجوهرة الذي يحتوي على العشرات من المحال التجارية ومقرات الشركات، وعمارة أخرى في منتصف حي الرمال تضم عددا كبيرا من المحال والشركات التجارية.”
وتحدث الطبّاع لـ “وفا” عن استهداف الاحتلال الاسرائيلي للبنية التحتية لقطاع الخدمات العامة حيث تم تدمير العديد من شبكات الصرف الصحي والطرق وخطوط ومحولات الكهرباء وشبكات الاتصالات الأرضية والهوائية وآبار المياه وتدمير مباني المؤسسات العامة والحكومية والمنازل السكنية والجمعيات والممتلكات الخاصة والمنشآت الاقتصادية..
وشدد على أن ما يحدث الآن من عدوان يعيدنا إلى ذاكرة سبع سنوات مضت وتحديداً في عام 2014 عندما شنت إسرائيل حربا على قطاع غزة استمرت 51 يوما واستهدفت القطاع الاقتصادي بشكل متعمد.