بقلم .. أ.د / إبراهيم درويش
نقول لإسرائيل بافعالكم الحمقاء وسلوككم التوسعى التى جبلتم عليه كشف عن وجهكم القبيح التى كاد بعض دعاة العولمة أن يخدعوا المجتمعات العربية به
لقد ايقظتم بأفعالكم النكراء للأمة هويتها وغيرتها على المقدسات ..
لقد أنفقت إسرائيل ومن خلفها الدول الداعمة لها أموالا طائلة كى تحسن من صورتها وتجمل نفسها وتسوقها وتصدرها للمنطقة العربية بأنها واحة الديمقراطية والسلام والتقدم وأنها تمد يد التعاون لكل شعوب المنطقة
وتسعى جاهدة للتطبيع مع الشعوب وقد كاد الجميع أن ينخدع تحت تأثير الحملات الإعلانية الموجهة ..
وقد ساعدها فى ذلك توقيعها مع مصر لمعاهدة السلام فى كامب ديفيد… ونسى الجميع وتغافل بأن الاتفاقية التى قاطعتنا من أجلها الدول العربية تم توقيعها بعد حرب ضروس كانت نتيجة لهزيمة إسرائيل فى حرب اكتوبر وأخذ علقة ساخنة للجيش الذى ظن أنه لا يقهر . فقهره الجيش المصرى وحطم غرورة وخط بارليف وعبر القناه فى ست ساعات .
وكانت دولة فلسطين حاضرة فى هذه الاتفاقية وجزء من هذا الاتفاق .. ولكن الإخوة الفلسطينيون آنذاك لم يكونوا يملكون قرارهم . ورفضوا الحضور فى فندق مينا هاوس وهذا الأمر معروف للقاصى والدانى ..
و بعد ذلك بسنوات تم توقيع اتفاق أوسلو بشروط وضمانات أقل كثيرا مما كان معروضا على الإخوة الفلسطينيون ..
وذلك بأن إسرائيل كانت قد فاقت من زلازال اكتوبر .. ومع ذلك لم يطبق اتفاق اسلوا لتعنت اسرائيل من ناحية والانحياز المجتمع الدولى لها دائما فى ربيبته .
بالإضافة إلى تمزيق النسيج الفلسطينى واختلافهم إلى فرق وجماعات واختلفوا على من يحكم قبل أن تعلن الدولة على الإرض
ومن أجل الاسباب السابقة وغيرهالم تنفذ أيضا مخرجات أوسلو
لاأقول. ذلك كى اعطى مبرر لإسرائيل فإسرائيل لاتحتاج الى مبررات أو القى اللوم على الفلسطينين ولكن كى نتعلم من دروس الماضى ..
لانه بعد انشغال الفلسطينين بأنفسهم ودنياهم ..
.وهدوء الجبهة المصرية .. وكذا انشغال الدولة المصرية بهمومها ومشاريعها التنموية التى توقفت طوال الحروب مع العدو الصهيونى لمدة خمسون عاما
استطاعت إسرائيل بألتها الإعلامية المعروفة وبشركائها الذين زرعوها وضمنوا لها الحماية والتفوق العسكرى
أن تخترق الدول العربية وتم توقيع بعض البرتوكلات للتطبيع والتعاون بين إسرائيل وبعض البلاد العربية ..
وظنت إسرائيل كما ظن معظم الناس أنه بعد ٥٠ عام من حروب اكتوبر ووجود جيل جديد من الشباب أصبح بعيدا عن قضاياه وفقد انتماؤه لبلاده لأنه تم تغريبه عن واقعة بكل الوسائل
بل تباهت أجهزة إسرائيل بانها ساهمت فى تدمير الهوية العربية والإسلامية والوطنية . وساعدها فى ذلك بعض الخونة والمرتزقة اثناء مايسمى الخراب العربى ووجهوا أسلحتهم ونارهم لاخوانهم وبنى أوطانهم وضلوا طريق الصحيح لتحرير الأرض وظنوا أن تحرير القدس يبدأ من مصر وسيناء
وحققت فى ذلك إسرائيل بذلك نجاحا باهرا ..
فقد دفعت مصر بسبب هؤلاء الخونة والعملاء وتجار الدين فاتورة باهظة من الدماء والاقتصاد وعدم الاستقرار..
وكانت من أهم الخسائر على الدولة المصرية هو تشجيع دولة اثيوبيا أن تتجرأ وتبنى سد الخراب على نهر النيل .
لقد استطاعت إسرائيل بأفعالها الحمقاء بداية من مساعدتها لاثيوبيا وتشجيعها لخنق المصريين وحمايتها للسد بمنظومتها الدفاعية وتذليل اللوبى الصهيونى فى أمريكا للضغط و مناكفة الدولة المصرية …
ونسيت إسرائيل أن قضية مياه النيل هى قضية ووجود وتهم كل مواطن من ١٠٠ مليون مصرى وأن جميع المصريون يتابعون ويشاهدون الأحداث والافعال الخسيسة ويدركون من معهم ومن عليهم وللاسف فقد وقفت إسرائيل كعادتها فى خندق اثيوبيا .. للاسف كل هذا يتم ….تحت ستار السلام ..
الكل يلاحظ أن إسرائيل هى الدولة الوحيدة فى المنطقة التى كانت أكثر استقرارا لأنها هى التى كانت تتتامر وتخطط وظنت أنها بعيدة عن القلاقل
وا غرتها قوتها الحمقاء وجعلتها أن تعتدى على المسجد الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى النبى صلى الله عليه وسلم وما يمثله من مكانه فى قلوب المسلمين جميعا
واعتداءاتهم المتكررة على المصلين الآمنين فى المسجد ولم تراعى القوات الإسرائيلية حرمة المسجد ولاحرمة شهر رمضان الكريم
وتبنت السياسة الاستيطان التوسعية على حساب أراضى المقدسيين وما حدث فى حى الشيخ جراح من إخراج الملاك من بيوتهم قصرا وجبرا.
يفعلون ذلك ظنا منهم بأن الأمة ماتت
ولكن نقول لهم لقد ايقظتم الامة بحماقاتكم ل واعلنتم عن حقيقة نوياكم التى قد يكون انخدع فيها دعاة العولمة .
وعندما ثار الفلسطينيون على حرمة مقدساتهم دكت الطائرات قطاع غزة تقتل الاطفال والمدنيين وتدمر البنية التحتية للقطاع فى ظل صمت عالمى مهين يساند المعتدى .
ونقول للعالم العربى كله والشباب المصرى خاصة احذروا من المزايدة على مصر
فمصر العروبة والإسلام لايزايد على مواقفها أحد
مصر لاتعرف لغة الكلام والجعجعة الفارغة بل تعرف لغة الافعال
فمصر كلها من عام ١٩٤٨ حتى الآن تناصر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطينى وقدمنا ١٠٠الف شهيد والمصابين أضعافهم وأما عن الاقتصاد فحدث ولا حرج ومانعانيه اليوم من ازمات اقتصادية هى نتاج حروب أربعة متصله لدعم القضية الفلسطينية .. وتم احتلال سيناء بسببها لمدة ٦سنوات ..ومازلنا ندفع ضريبة هذ الدعم فلا يستطيع أحد أن يزايد على الدولة المصرية .. ولا ينكر الدور المصرى الا الجهلاء ولايقذم الدور المصرى الا الاقذام.
ولن يبقى للفلسطينين الا مصر
وقطاع غزة أمن قومى لمصر
فلن تترك مصر قطاع غزة ولم ولن تتخلى عن القضية الفلسطينية فى كل المحافل الدولية ولكن اى مساندة تكون بضوابط وحسابات الدولة المصرية فما يحيطنا من منغصات وتهديدات على الجهات الأربعة وفى توقيت بالغ الحساسية خاصة فى التعامل مع موضوع سد الخراب فى إثيوبيا
يجعلنا أن نكون متنبهيبن جيدا
لأى فخوخ يمكن أن تحاك لنا ..
يجب على كل مواطن وكل شاب أن يعمل عقله والا ينساق الى اى دعوات هدامة أو مخربة اووخطوات غير محسوبة لاتخدم الا أصحاب الهوى والأعداء .
مهمتها الان أن نوحد صفوفنا وجبهتنا الداخلية خلف القيادة السياسية والدولة المصرية
والا نسمح لأحد بشق الصف تحت اى مسمى .
كما يجب أن نلفت الإنتباه
أن نصرة القضية الفلسطينية تبدأ من الداخل الفلسطينى نفسه بأن يجتمع الفلسطينيون على كلمة سواء وخلف قيادة واحدة وهدف واحد ويستقلون برأيهم لاينفذون رؤية من يدفع اكثر .
كبار الفلسطينيون يعرفون العدو من الصديق .فعليهم أن يغيروا من طريقتهم ويغرسوا فى نفوس شبابهم محبة الشعب المصرى ويقدرون دوره ودور قيادته على مر الزمان .
كما يجب أن نحذر بأنه هناك من يستغل الأزمات لإشعال المواقف واكتساب منافع على حساب القتلى والتخريب والدمار
ومن ذلك أن تجد بعض الجهات الغير معروفة الهوية ستجمع تبرعات باسم نصرة القدس وفلسطين تحت اى مسمى
ونحذر الموطنين أن التبرع لفلسطين لابد أن تكون الجهة معلومة و لها غطاء شرعى وقانونى ورسمى معتمد ومعلن عنه من الدولة المصرية وتحت إشرافها حتى تذهب للغرض المجموعة من أجله ولاتذهب لتصرف فى عمليات إرهابية اوفى أمور أخرى ..
حفظ الله مصر حفظ الله فلسطين والأمة العربية .
ا.د /ابراهيم حسينى درويش
وكيل كلية الزراعة جامعة المنوفية لشؤون خدمة المجتمع وتنمية البيئة