بقلم .. الدكتور عيسى محمد العميري
تبهرنا بين فترة وأخرى الإنجازات التي تقوم بها الهيئة العامة للبيئة.. تلك الهيئة التي برزت الى أحداث الساحة المحلية في البلاد وحجزت لها مكاناً على المشهد العام في البلاد من خلال تلك الإنجازات التي تقوم بها بين فترة وأخرى “كما أسلفنا” وتجري كل تلك الإنجازات في ظل ظروف الجائحة التي تلف العالم.
وآخر تلك الإنجازات هو نقل مواقع الإطارات والحد الخطر الكامن من وراءها.. ولايخفى على الجميع مدى ماتشكله تلك الإطارات من مخاطر في حال بقيت على حالها.. ومقدار التلوث الذي تحدثه ان استمر الوضع على ما هو عليه.. فبوركت جهود الهيئة في هذا الصدد.. ونخص بالذكر هنا جهود رئيسها معالي الشيخ عبدالله الأحمد الصباح.
الذي لم يألوا جهداً أو يوفره إلاّ وبذل فيه كل مابوسعه لإبراز أعمال هذه الهيئة التي كانت حتى وقت قريب مجهولة الأركان وأعمالها تكاد لاتذكر.. ومن الإنجازات التي حققها معاليه خلال فترة وجيزة على سبيل المثال لا الحصر.. مشروع تقييم الوضع البيئي للبيئة البرية.
والتي كان الغرض الأساسي منها هو قياس درجة تدهور البيئة البرية نتيجة الأنشطة البشرية(المخيمات)، وتقييم الوضع البيئي للبيئة البرية قبل وأثناء وبعد موسم التخييم ورصد التعديات.. والتي كان لها عظيم الأثر المتمثل في حماية البيئة والحفاظ عليها من أي تلوث نتيجة أي تعديات عليها.
كما أن هناك مشروعاً متمثلاً في منظومة الرصد والمراقبة الرادارية للبيئة البحرية.. والذي يهدف المشروع إلى صيانة وتحديث وتطوير عدد 5 محطات رصد عائمة (المحطات اليابانية)، ووضع وتثبيت عدد 10 محطات رصد عائمة مع دعم زوارق الهيئة بزورق الأبحاث والرصد البيئي؛ وذلك لإتمام واستكمال برامج الرصد والمراقبة وجمع العينات من البيئة البحرية، ولتوفير سبل الدعم لبرامج الدراسات والأبحاث المتعلقة بالقياسات والبيانات المأخوذة من البيئة البحرية مع توفير المعلومات البيئية الحقلية المستمرة والمباشرة للمساعدة في التحكم بالملوثات ومسببات التلوث في البيئة البحرية.
فهذا المشروع يمثل أهمية بالغة في الحياة البيئية في الدولة.. كما ويأتي على رأس تلك الإنجازات نقل سكراب أمغرة الذي أحدث فرقا كبيراً في تلك البؤرة التي لطالما شكلت هاجساً كبيراً وعبئاً على الدولة من عدة نواحي.
حيث شكل هذا الموقع مشاكل بيئية مختلفة مثل انبعاث روائح وغازات سامة ومواد معرضة للصدأ والتأكل.. وتسبب في تسرب المواد الكيميائية مثل الرصاص وزيوت في الموقع، كما أن طرق التخزين المتبعة آنذاك كانت بدائية وغير سليمة، مما كان سببا في احتمالية وقوع حوادث مثل الحرائق وغيرها، ومع التطور العمراني والإسكاني تم تخصيص موقع مشروع سكني قريب من موقع السكراب وهو مشروع مدينة سعد العبدالله الإسكاني، فكان لابد من اتخاذ هذا القرار الحيوي للهيئة العامة للبيئة.
فكان قراراً صائباً بكل المقاييس على الرغم من الأصوات التي عارضت هذا القرار.. فكان قراراً مهما لحماية البيئة والمواطن.. فبوركت جهود الهيئة العامة للبيئة.. وجهود مديرها العام ورئيس مجلس إدارتها.. الشيخ عبدالله الأحمد الصباح.. والله الموفق..
دكتور عيسى محمد العميري .. كاتب كويتي