العمل فى المجال الدبلوماسى له اصول وقواعد والمدرسة الدبلوماسية المصرية العريقة شهدت على مدى الزمن قدرة ابناءها من العاملين بالحقل الدبلوماسى ان يكونوا قادرين من خلال تواجهم وانتشارهم فى بلاد العالم على التواصل وتقديم صورة ذهنية حقيقية معبرة عن حضارة مصر وابراز كل ما هو من شانه ان يضيف لبلدنا رصيدا فى العلاقات الدولية
ونحن الذين سافروا او هاجروا نسعد ونفخر دائما بان نقول ان مقر القنصلية المصرية فى اى بلد هى حقا بيت المصريين
واذا كان المصريون المنتشرون فى كل الدنيا قد وصلت اعدادهم الى قرابة ١٠ مليون مواطن مصرى ومنهم من اكتسب جنسية البلد المقيم بها سواء فى او ربا او امريكا وقد تميز منهم كثيرون واشادت بهم العديد من الموسسات او الجهات التى يعملون بها
وهنا ظهرت مبادرات جادة وهامة من قنصليات مصر بالخارج حيث بادرت بالتواصل مع المصريين عامة وابرزت من تميزوا وساعدت فى القاء الاضواء عليهم
تحضرني فى هذا المقام مقالات شدت انتباهى نشرت فى مجلة الدبلوماسى وهى تتحدث عن عظمة مصر والمصريين فى المهجر وكيف ابهر المصريون العالم وتدور حول معنى او مفهوم دبلوماسية الثقافة
هذه المقالات كانت بقلم السفير الدكتور سامح ابو العينين قنصل عام جمهورية مصر العربية فى شيكاغو ووسط وغرب الولايات المتحدة الامريكية
شدت انتباهى واتيحت لى فرصة لقاء معالى السفير الدكتور سامح ابو العينين فى مكتبه بمقر القنصلية العامة فى شيكاغو بولاية الينوى
استمعت كثيرا لمسيرة حياته فى العمل الدبلوماسى وابهرنى تنوع الانشطة والاهتمامات وقدرته على كتابه عدد كبير من المقالات باللغتين العربية والانجليزية فضلا عن كتابه الذى صدر تحت عنوان (دليل الدبلوماسى المعاصر -لثقافة السلم والامن الدوليين ), وقد تبني المؤلف من خلال أبواب الكتاب هذه القضية الهامة من أجل تحقيق الأمن والاستقرار علي المستويين الدولي والاقليمي وماأحوج المكتبات العربية لمثل هذا الكتاب المتفرد في موضوعه والذي يدعو الي التكاتف والعمل الدؤوب لنزع أسلحة الدمار والحد من تطويرها حفاظا علي البيئة والحضارة الانسانية .
اعجبنى شدة اهتمام معالى السفير بأهمية تعريف المجتمع الأمريكي والمصري بالمتميزين من أبناء الجالية المصرية حيث لديهم قدرات على ان يفيدوا الوطن الام كما تميزوا وافادوا المجتمع الامريكى
من علماء فى جامعات ومراكز ابحاث الى شخصيات عامة تبوات مناصب خدمية وقيادية فى الداخل الامريكى الى رجال اعمال تميزوا فى مجالات اعمالهم وكانت لهم اتصالات واضافات واسس البعض منهم متاحف او مراكز دراسات وابحاث
الجميل فى الامر ان هذه الاسماء التى شقت طريقها وسط الكثير من التحديات قد وجدت من يهتم بالتواصل معها ومحاولة تقديمها للاعلام بشكل جيد مما ساعد على توسيع دايرة الانتشار والافادة
وكانت هذه المحاولات الجادة اجابة مباشرة على السوال الذى تردد كثيرا فى الاوساط وهى : كيف لم نكن نعرفهم
ان ما قام ويقوم به معالى السفير الدكتور سامح ابو العينين والفريق المساعد له بمقر القنصلية المصرية فى شيكاغو هو حقا ما نتمنى ان نراه فى كل مواقع العمل الدبلوماسى من حيث التواصل مع المصريين واتاحة الفرصة من خلال الاعلام ان يتعرف عليهم الناس .
ومن الجدير بالذكر أن السيرة الذاتية لمعالي السفير الدكتور/سامح أبوالعينين والذي يحمل درجة سفير ممتاز قد عمل مساعدا لوزير الخارجية ومديرا لمعهد الدراسات الدبلوماسية المصري كما عمل سفيرا لجامعة الدول العربية ومندوبا دائما للجامعة لدي منظمات ووكالات الأمم المتحدة بجنيف وكانت له محطات دبلوماسية هامة في جنيف ولندن وموسكو قبل الوصول الي الولايات المتحدة الأمريكية , وقد فاز بجوائز من الجامعة الأمريكية بالقاهرة ومنها جائزة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية 2015
وأنني أشرف أن اعيد فى هذا المقام المقالات الثلاثة التى نشرت بمجلة الدبلوماسى وكتبها بمهنية وحرفية عالية السفير الدكتور سامح ابو العينين