عندما قامت ثورة ٢٣ يوليو عام ١٩٥٢ كنا فخورين بالكثير من الشعارات التى سمعناها وتحققت ومنها ان مصر دولة محورية وان سياستها الخارجية مبنية على الاهتمام بالابعاد الثلاثة : البعد الافريقى والبعد العربى والبعد الاسلامى
مصر جغرافيا تقع فى قارة افريقيا  فهى وجه افريقيا وظهر اوربا وقد كان اهتمام جمال عبدالناصر بالقارة الافريقية سببا مباشرا لتواجد مصر بقوة فى القارة السمراء والتى كانت لها مواقف مشرفة مع مصر ردا لجميل احتفظ به ابناء ال ٥٤ دولة وكانوا دعما لبطرس غالى ان يكون امينا عاما للامم المتحدة وحب الافارقة لمصر والمصرين لم يكن من فراغ وانما كان وليدا لتوجهات الدولة المصرية فى ذاك الوقت من دعم مشروعات التنمية فى القارة
وظلت مصر فى مكان الصدارة مع الافارقة وتبدل الحال خلال فترة الرئيس مبارك حيث ظهرت لدينا اهتمامات اخرى ومنها الشراكة الاوربية المتوسطة واتفاقات الكويز وقل الاهتمام بافريقيا وكان الحادث الذى تعرض له الرئيس مبارك فى اديس ابابا هو بمثابة المسمار الذى وضع امامنا لان نذير ظهورنا الى الاخوة الافارقة
وعندما غاب القط بدات الكثير من الفيران تدخل الى الساحة وكانت الفرصة متاحة لاولاد العم ان يتواجدوا هناك بشكل مكثف لمصالح اقتصادية وامنية ونحن نتذكر الخطاب الذى القاه نتنياهو فى البرلمان الاثيوبى عارضا امكانات التعاون بين الكيان واثيوبيا
دول كثيرة وجدت الفرص متاحة لها من اجل الاستثمارات فى افريقيا
بعض دول افريقيا قالت ما معناه ان مصر وعدتنا بالدعم واقامة مشروعات تنموية ولكننا انتظرنا ولم نحصل على ما وعدوه بنا وقصة قناة جونجلى. المعروف انه خلال فتره حكم الرئيس السادات ابدى اهتماما جادا بهذا الموضوع حيث رحبت السودان وبعدها جمهورية جنوب السودان وانتهى العمل فى ٨٠ بالمائه من المشروع وربما ان وزارة المالية فى هذا التوقيت كانت مطالبة بتنفيذ وعود لمشاريع تنفيذية فى جنوب السودان وتغير موقف الاشقاء هناك منا وقد كانت واحدة من اهم الفرص التى ضاعت علينا
ومع الظروف التى احاطت بمشروع سد النهضة والتعنت الاثيوبى فى المفاوضات فانه من الجدير بالذكر ان الادارة فى مصر تعمل جاهدة على التعامل مع هذا الموضوع بمهنية وحرفية ودبلوماسية النفس الطويل والاهم ان دراسات جادة قد اجريت على بدايل ومشروعات اخرى واهمها مشروع نهر الكونجو وامكانية ربطه بنهر النيل حيث انه هذا النهر محلى بمعنى ان دولة الكونجو وهى من الكثر ٥ دول فقرا فى افريقيا وخبيت كثيرا بالفكرة وانها ليست مطالبة باخذ موافقات من دول اخرى لان النهر محلى ينبع من اراضيها ويلقى سنويا فى المحيط مايزيد عن الف مليار متر مكعب من المياه والمياه الحلوة تعوذت داخل المحيط لمسافة ١٦٠ كيلو متر
ولعلنا نستفيد من تجارب التاريخ وان نركز من الان على اهمية الفكر التنموى وان اعود مصر بامكاناتها وخبراتنا المتراكمة مع بعض اهم المشاريع التى نفذتها مصر ولازالت بسواعد ابناءها
انها خطوة تستحق الاشادة والتقدير وهى حرص الادارة المصرية بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسى بان تعود مصر وبقوة الى افريقيا بمشروعات تنمية تعيد الدفى فى العلاقات بيننا وبين شعوب القارة
ومن المهم ايضا الا نستهين بقوانا الناعمة والتى كان لها وسوف يظل لها بعون الله فضلا فى استعادة حب وتقدير شعوب القارة لمصر وللمصريين
هناك مشاعر سلبية لدى بعض الافارقة واثيوبيا لعبت على هذا الوتر ونحن نستطيع بكل السبل والامكانات المتاحة ان نعيد الثقة من جديد وتعود مصر لاحضان افريقيا
ان الثروة المائية بالقارة من الممكن ان لا تكون سببا فى صراعات بل ان هناك من شجاعة الامل ما يمكننا من اقناع دول كثيرة بالمنطقة ان تتبادل النفع
القادم افضل بعون الله والتنمية تحتاج الى شفافية وصبر

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version