مروان حسن: الجيل الثاني لأبناء المهاجرين ضحية في بلاد الغربة والنتيجة جهل باللغة والابتعاد عن الدين
عمل مروان في إحدى المدارس الأمريكية بالأردن، ليحط رحالة الأخيرة بالولايات المتحدة، ثم واصل دراساته العاليا في استراتيجيات التعليم وحصل على شهادة الماجستير من احدى الجامعات الأمريكية في ولاية فلوريدا، وأثناء تلك المرحلة وجد الفرصة لتعليم أبناء الجالية العربية في واحدة من المدراس الرائدة في نورث كارولينا.
وهناك تبين له أن الأطفال يتعلمون الإنجليزية على حساب لغتهم الام، وفي غمره لهث الآباء بالحياة، ورغبتهم في أن يتقن الأولاد اللغة الجديدة، لم يدركوا حجم الكارثة وأبعادها. فالأجيال الصاعدة لا تتحدث العربية أو يستطيعوا قراءتها، وما يترتب على ذلك من تداعيات لن يدركها الغافلون إلا بعد فوات الآوان.
عكف أستاذ اللغة على البحث عن وسيلة، لتجاوز تلك المحنة للذين تركوا أوطانهم. وجاءت فكرة وضع كتاب واستراتيجية لتعلم اللغة والقرآن الكريم، من خلال منهج واحد المادتين ليعالج تلك القضية التي يعاني منها كل أبناء العرب في الولايات المتحدة وحتى في أوربا،
ووضع كتاب بعنوان “تعلم اللغة العربية الحديثة” يعتمد على تأسيس منهج تعليم اللغة العربية من خلال القرآن الكريم. عوضا عن النص الأدبي والمأثورات الأدبية والتاريخية الشهيرة، لتلقين الطالب في بلاد المهجر اللغة العربية ومفردات واساليب جديدة، عبر قصار السور في جزء عامة والنص القرآني، فمن صورة الناس بكلماتها السلسة البسيطة يستطيع المعلم أن يكون نصا أدبيا، بعد أن يدرك الطفل معاني الكلمات ومفرداتها ومن ثم يتمكن من تكوين الجمل.
واستخدم المؤلف أيضا في كتابة النصوص القرآنية وشرحها من خلال التمثيل والحوار والسيناريو الأدبي، ليسهل على المتلقي تعلم اللغة وحفظ القرآن في آن واحد.
يؤمن مؤلف الكتاب أن استراتيجيات وأسلوب التعليم إما أن تجذب المتلقي أو تنفره من العلم، ومن ثم راعي الأستاذ مروان حسن، وضع تكتيك ميسر جاذب لأبناء الجاليات العربية في الوطن العربي. منطلقا من منظور هام، وهو أن اللغة أصبحت في صراع كبير مع التكنولوجيا التي يفضلها الصغار، فالطرق السائدة في تعلم العربية أصبحت قديمة لم تعد تجدي نفعا لآن الطالب ارتقي وتساوي مع العصر، وأصبح له عصره الخاص المليء بالتكنولوجيا والصخب والضجيج والسرعة أما معلمي العربية مازالوا مستمرون على طرقهم العتيقة.
والقرآن الكريم واللغة المنطوق بها، يحوي على الموسيقي والسجع والإيقاع الذي تطرب له الأذن، والأجيال الجديدة تميل إلى الإيقاع والتحديث فكان عليه أن يوظف الموسيقي الداخلية باللغة ليسقي الأجيال الشابة العربية بأحدث التقنيات والوسائل. ويثرى المتعلم ومهاراته الأربع للغة العربية من القراءة، والاستماع، والمحادثة، والكتابة.
حيث يعرض الكتاب أيضا تَعَلُّمِ السُّوَرِ القرآنية لجزء عَمَّ، ويتعرَّضُ لاثني عشرة سورةٍ من قصار السّور ابتداءً من سورة الناس وصولاً إلى سورة التكاثرِ فضلا عن سورة الفاتحةِ في أول الكتاب والتي يجلها معظم أبناء المهاجرين.
لم يغفل الكتاب أهمية تأسيس المتعلم وتسليحِهِ بأساسيات قواعد اللغة العربية وطرحها بطريقة سهلة ومبسطة، تمكن التلميذ من كتابة العربية الفصحى دون تقعير. كما لم يغفل أيضا التعرض إلى مهارات التفكير من خلال ألعابٍ تحفِّزُ التلاميذ على التنافس والسرعة بما يتناسب مع العصر.

 

 

 

 

 

 

 

 

نُشر بواسطة رؤية نيوز

موقع رؤية نيوز موقع إخباري شامل يقدم أهم واحدث الأخبار المصرية والعالمية ويهتم بالجاليات المصرية في الخارج بشكل عام وفي الولايات المتحدة الامريكية بشكل خاص .. للتواصل: amgedmaky@gmail.com

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version