تاريخ: 11 يونيو/حزيران عام 2018

 

*قطر تدعم المعارضة السعودية في لندن.

*سعود آل ثاني والسفير القطري يلتقون معارضي دول المقاطعة بصفة دورية.

*سعد الفقيه “مجتهد” تويتر.

*لماذا سلمت الدوحة نواف آل الرشيد؟

*ستنتهى الأزمة ولن يغفر الخليجيون لمن سب نساءهم وقذف أعراضهم.

 

تقرير: حاتم الجمسي,

نيويورك

” أفضل سلالات البقر بنات زايد و بنات سلمان, و “أوصخها” بنات عیسی, بقر حلوب, کمیات تجارية” .”قطر جلبت البقر من استراليا و هولندا و في انتظار جلب الثيران من أبوظبي والرياض ماركة المحمدين”. “لم يسقط الخليج أخلاقيا ولا سیاسیا إلا بوصول محمد القذر و محمد السفيه لقيادة الإمارات والسعودية”. “تعریف الدول التي تحاصر قطر: الإمارات أكبر دولة في استهلاك الخمور, البحرين ثاني دولة في انتشار الدعارة, السعودية أكثر دولة فساد وانتهاك للحريات, مصر جميع ما سبق”.

كانت هذه عينة من تدوينات سليط اللسان الشيخ سعود بن خالد آل ثاني رئيس نادي الريان الرياضي القطري وأحد أفراد العائلة الحاكمة في قطر والذي فاقت وقاحته وصفاقته كل عرف و تقليد عرفته الثقافة العربية عامة والخليجية على وجه الخصوص وتحديدا عدم التعرض للنساء والأعراض. وليت هذه التدوينات تأتي من أحد الموتورين الذين يمكن أن يلتمس لهم العذر فيما يقولون وإنما تأتي هذه الوقاحة من أحد أفراد و رموز العائلة الحاكمة في قطر والتي لا تنم عن أي رغبة أو نية لدى القطريين في حلحلة الأزمة مع دول الجوار أو وضع حد لتدهور العلاقات الخليجية ومحاولة رأب الصدع الذي اصاب مجلس التعاون الخليجي.

ورغم هذا فقد استغلت قطر آلتها الإعلامية الضخمة والعابرة للحدود في الصراخ والشکوی من وطأة ما اسموه زيفا وبهتاناً بالحصار المفروض على قطر والمطالبة برفعه, في حين أن الواقع يؤكد أن إمارة قطر ليست تحت الحصار, هناك فقط أربع دول عربية أعلنت في 5 يونيو 2017 مقاطعة سياسية واقتصادية لقطر إحتجاجاً على تدخلاتها السافرة في شؤون تلك البلاد الداخلية.

وبعد أن باءت محاولات تلك الدول لإصلاح ذات البين مع قطر خلف الأبواب المغلقة بالفشل, وجدت هذه  الدول نفسها مضطرة للتصعيد السلمي ضد قطر لعل أصحاب الشأن والرأي في تلك الإمارة يفيقون من سباتهم ويدركون أن دعمهم وتحالفهم مع الجماعات الارهابية المتطرفة يشكل تهديدا خطیراً لأمن واستقرار المنطقة وخصوصا الدول التي اضطرت إلى مقاطعة قطر. و مازالت قطر تتمتع بعلاقات جيدة بأكثر من 150 دولة وما زالت الخطوط الملاحية القطرية سواء الجوية ام البحرية تتمتع بحرية الملاحة إلى اى مكان بالعالم باستثناء الدول الأربع المقاطعة لقطر.

 

عن أي حصار يتحدثون إذن؟

كطفل وضع قدميه في حذاء والده فصار ينكفئ و يتخبط في مشيته، تتخبط قطر في سياستها وهي تحاول لعب دور أكبر بكثير من قدراتها السياسية والجغرافية والعسكرية ظناً منها أن احتضان وتمويل الحركات الإرهابية في المنطقة سوف يمنحها اليد العليا  للتدخل في شؤون الدول الأخرى دون مساءلة.

منذ الأيام الأولى للأزمة تقوم قطر بلعب دور الضحية بامتياز من خلال استخدام الآلة الإعلامية الجبارة لتصوير قطر  – تلك الإمارة الصغيرة – بصورة الضحية التي تعاني من حصار جائر يعاني منه مواطنيها بسبب ظلم دول الجوار التي لم ترحم حتى الجمال فترکتها تموت عطشا في زمهرير الصحراء.

لعب دور الضحية الغرض منه خلق حالة من التعاطف والدعم الشعبي في المنطقة العربية وحول العالم وفي نفس الوقت استخدام الذراع الإعلامي القطري في محاولة شيطنة دول المقاطعة بکل الطرق الممكنة بما فيها اختلاق و ترويج الأكاذيب.

ولتنفيذ تلك المهمة هبط سفيه الدوحة سليط اللسان الشيخ سعود بن خالد آل ثاني على لندن يبحث عن المعارضين السعوديين والإماراتيين وأذناب الإخوان المسلمين المصريين ليغدق عليهم بالأموال الطائلة ليصبحوا أبواقاً في يد قطر و مخلب قط لنهش دول المقاطعة حيث يلتقي الشيخ سعود بصفة دورية بالدكتور سعد الفقيه المعارض السعودي, مؤسس ورئيس الحركة الإسلامية للإصلاح المعارضة ومقرها لندن والتي تهدف إلى إسقاط نظام آل سعود والدكتور محمد المسعري مؤسس وأمين عام حزب التجديد الإسلامي المعارض الذي أسسه الدكتور المسعري في لندن في عام 2004 بهدف إسقاط حكم آل سعود وإقامة الخلافة الإسلامية في السعودية, كما يلتقي أيضا الشيخ سعود غانم الدوسري السعودي المقيم في لندن وصاحب قناة يوتوب شهيرة ينتقد فيها الأوضاع في السعودية ويلتقي كذلك بالدكتور عبدالله الصالح الكاتب الكويتي الذي لجأ إلى لندن في يناير الماضي بعد الحكم بسجنه ما يقرب من عشرون عاما في الكويت بتهمة الإساءة إلى السعودية والإمارات والبحرين.

كذلك يلتقى الشيخ سعود بصاحب حساب تويتر الشهير “مجتهد” الذي يسرب معلومات عن السعودية والذي أكدت مصادري أن سعد الفقيه المعارض السعودي اللندني هو صاحب هذا الحساب وأن الكاتب السعودي جمال خاشقجي المحسوب على تيار الإخوان المسلمين والذي نفى نفسه إلى الولايات المتحدة هو من كان يزود سعد الفقيه بالتسريبات من داخل البلاط الملكي السعودي.

كما يلتقي الشيخ سعود أسامة فوزي صاحب موقع عرب تايمز المقيم في تكساس والذي لم تعد علاقته به خافية على أحد حيث أكدت مصادری أن الشيخ سعود قد دفع مبلغ 180 ألف دولار إلى اسامة فوزى تحت بند استشارات لتنظيم تظاهرة أمام البيت الأبيض في 12 مايو الفائت لضرب مجسم کرتونی لولي عهد السعودية محمد بن سلمان  وولي عهد أبوظبي محمد بن زايد بالأحذية و لم يحضر تلك التظاهرة سوى بضعة أشخاص حيث جاء اسامة فوزى الأردني الفلسطيني الأصل إلى واشنطن وتم الحجز له في فندق الفيرمونت خصيصا من أجل تلك التظاهرة.

مئات الآلاف من الدولارات تنفق دون رقيب على أعمال صبيانية خرقاء لا يمكن أن تساهم ابدا في تطييب الأجواء أو خلق مناخ ملائم لعلاقات طبيعية بين قطر وجيرانها.

القطريين من مبادرات أو حلول لعلاقات طبيعية مع دول الجوار؟  يبدو أن هذا هو كل ما لديهم, اعلام عالي الصوت يتفنن في اختلاق الأكاذيب ضد دول المقاطعة أو ما تصر قطر على تسميته كذبا بدول الحصار و کم هائل من بذاءات لا حدود لها.

تؤكد مصادری أن الشيخ سعود يلتقي بالمعارضين ويغدق عليهم بآلاف الجنيهات الاسترلينية شهريا بين 5 و 10 آلاف جنيه كل حسب مقدرته على سب و نقد الدول العربية المقاطعة لقطر.

أكد لي أحد من حضروا هذه اللقاءات أن السفير القطري في لندن يوسف بن على الخاطر يحضر بعض هذه اللقاءات بنفسه وأنه دائم الاتصال بعدد من هؤلاء المعارضين. السفير القطري في لندن الذي أصبح شغله الشاغل هو التواصل مع المعارضين المقيمين في لندن من السعودية والإمارات والكويت والبحرين ومصر. وان بذاءة الشيخ سعود في حق دول القاطعة في تلك الجلسات الخاصة تفوق بكثير ما عرف عنه من خلال تدويناته على موقع تويتر كما لا يمل الشيخ سعود من التباهي أمام الحاضرين بأن قطر قد اشترت نصف الحكومة البريطانية وأنهم “في جيبتهم”

تتم اللقاءات کما أكد لي بعض من حضروها فی فندق 45 بارك لين و بورك شایر القريب من قصر باكنجهام أو فندق الفورسيزون. لدى عدد غير قليل من رسائل نصية وصوتية و سجلات مكالمات هاتفيه لمعاملات الشيخ سعود والسفير القطري في لندن حصلت عليها من بعض من تعاملوا معهم مباشرة وحصلوا على أموال من الشيخ سعود لكنهم الآن يشعرون بأن قطر  قد غدرت بهم بعد أن توقف عنهم  الدعم المالي, و خشيتهم من أن تقوم  قطر بتسليم  كل ما يتعلق  بهم من معلومات إلى بلادهم خصوصا وان هناك معلومات تتردد عن محادثات سرية بين قطر والسعودية في سويسرا لحلحلة الأزمة برعاية أمريكية وأن قیام قطر بتسليم نواف آل الرشيد الى السعودية عن طريق الكويت قد تم كبادرة حسن نية من قطر تجاه السعودية وأن هناك خوف من تسليم عدد آخر من المعارضين السعوديين والإماراتيين فی حال أحرزت تلك المحادثات تقدما تدريجيا.

عام مضى على اندلاع الأزمة القطرية مع الدول المقاطعة لها أنفقت فيها قطر عشرات الملايين من الدولارات على السياسيين والكتاب والمعارضين لحسم المعركة إعلاميا مع دول المقاطعة وقد نجحت قطر إلى حد ما في الاستحواذ والتواجد الإعلامي ولكن هل حسم المعركة اعلاميا یمکن أن يؤدی إلى حسمها سیاسیا؟ هل يؤدي امتلاك قطر للصوت الاعلى إعلاميا واستخدام احد افراد العائلة الحاكمة فيها لغة أكثر صفاقة و بذاءة إلى تحقيق انتصار على أرض الواقع؟ هل قذف اعراض النساء الخليجيات بما فيهم أبناء الأسر الحاكمة یمکن أن يخلق تعاطفا شعبيا خلیجیا مع قطر؟

الأزمات السياسية دائما ما تنشأ بين أي دولتين أو مجموعة دول ولكن يظل هناك حرص ما على عدم التصعيد وعلى حصر الموضوع في نطاق الخلاف السياسي حتى يتم الوصول إلى حل إلا في منطقتنا العربية,

ما أن يحدث خلاف سیاسی بین دولتین أو أكثر – و هو شئ وارد –   يتحول الى حرب على كل الجبهات وتطال الشتائم القذرة شعوب تلك الدول وحكامها وكل من يتعاطف معها ويبذل كل جانب جهوداً مضنية لكسب تأييد ودعم الآخرين.

المشكلة هنا أنه بعد انتهاء الخلاف السیاسی وعودة الزعماء العرب إلى العناق الحار, تبقى الجروح غائرة لدى المواطنين والشعوب بسبب كم الشتائم القذرة الذين تعرضوا له أثناء الأزمة. فالشعوب العربية المعروف عنها العاطفة الجياشة لا تنسى اهانتها بسهولة.

إذا كان حمد بن جاسم الذي  تقدر مجلة فوربس ثروته ب 1.2 مليار دولار, في حين تؤكد مصادر أخرى غير رسمیه ثروته ب 5 مليارات دولار, قد استحق لقب حرامي الدوحة الذي أطلقه عليه امیر قطر السابق حمد بن خليفة فإن المدعو الشيخ سعود بن خالد آل ثاني بلا شك يستحق لقب سفيه الدوحة عن جدارة لصفاته و بذاءة لسانه التي لا تعرف حدود.

إن الأزمة القطرية مع دول الجوار مهما طالت سوف تنتهى وسوف تعود المياه إلى مجاريها خصوصا وان هناك ترابط قوي بين العوائل القطرية ومثيلاتها في السعودية والإمارات وباقي دول الخليج ولكن الذي لن يغفره أهل الخليج ولن ينسوه فهو التطاول الوقح على نسائهم وقذف أعراضهم الذي يقوم به سفيه الدوحة دون أدنى وازع من خجل.

ومع انتهاء الأزمة القطرية – عندما يتم – تعود الأبواق المأجورة و محترفي لعب أدوار المعارضة في لندن إلى الجلوس على طاولات المقاهي يترحمون على أيام الأزمة التي أمطرت الأموال الوفيرة فوق رؤوسهم و ينتظرون أزمة جديدة وسعودا جديدا ليرفعوا أبواقها بالصراخ مرة أخرى.

حاتم الجمسي,

نيويورك

 

 

*نشرت هذه المقالة في 11 يونيو/حزيران عام 2018 على موقع

www.newegypt.tv  الذي أغلق منذ عامين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version