رؤية نيوز
تدخل ملحمة الرئيس السابق دونالد ترامب مع مكتب التحقيقات الفيدرالي أسبوعها الثاني، بعد تفتيش منزل ترامب، الأسبوع الماضي، بحثًا عن مجموعة من الوثائق السرية العائدة لفترة ولايته الرئاسية في الولايات المتحدة، وما تبع ذلك من أحداث متتالية أثرت على وجهات نظر كلٍ من الديموقراطيين والجمهوريين على حد سواء.
ففي الوقت الذي يسعد فيه الديموقراطيون باحتمالية تعرض الرئيس السابق للعقاب، إثر تهربه من المُساءلة عن العديد من جرائم الماضي، يرى الجمهوريون رئيسًا سابقًا مستهدفًا ومضطهدًا لأسباب حزبية.
ليظهر سؤالان كبيران، في حاجة لتوفير إجابات لهما، وهما كيف يؤثر التحقيق على المشهد السياسي في الوقت الحالي؟، وما هو نوع التأثير المحتمل على انتخابات التجديد النصفي المقررة في نوفمبر المقبل؟.
تقول الصحفية في صحيفة The Hill، نيال ستاناج، أن الرئيس السابق ترامب قد عاد إلى مركز الصدارة، ليس فقط بسبب البحث الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي في منزله، ولكن بسبب كل التطورات التالية لذلك، بما في ذلك تأكيد المحققين أنهم وجدوا معلومات سرية للغاية في مار إيه لاغو، والكشف عن أنه يخضع للتدقيق حول ارتكابه لثلاث جرائم محتملة على الأقل.
وترى الكاتبة أن بروز ترامب المتجدد يجعله محور التركيز الرئيسي للأخبار السياسية والنقاشات في وقت كان يفضل فيه الجمهوريون التركيز على حملات حول قضايا أخرى مثل التضخم والجريمة والهجرة، خاصة مع اقتراب موعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل.
أما بالنسبة للرئيس الأمريكي، جو بايدن، فيعتبر التحقيق في قضية ترامب بالنسبة إليه “سلاحًا ذو حدين”، حيث يساعد جهود بايدن في جعل الانتخابات النصفية استفتاءًا على قرارات الحزب الجمهوري، والذي يربط نفيه بترامب بشكل وثيق، ولكن من ناحية أخرى تغطي على أخبار النجاحات الأخيرة للرئيس الحالي، بما في ذلك تمرير مجلس الشيوخ العديد من التشريعات الرئيسية.
ففي الوقت الذي من المتوقع أن يقوم بايدن بالتوقيع على قانون التضخم التاريخي في البيت الأبيض، الثلاثاء، يوجد احتمال حقيقي من ظهور جوانب متقلبة أخرى في “دراما ترامب” على حد قول الكاتبة.
ففي الوقت الذي يعتقد فيه الديموقراطيون أن سلسلة الأحداث المزهلة الخاصة بترامب تمنحهم ميزة سياسية، لأسباب تتعلق بالتأثير على الصورة الذهنية لترامب، إلا أن العديد من المرشحون الجمهوريون قد فازوا بالفعل في العديد من السباقات الرئيسية في مجلس الشيوخ في انتخاباتهم التمهيدية من خلال التأكيد على ولائهم له ، وحتى بعض المنافسين المحتملين في 2024 لترشيح الحزب احتشدوا إلى جانبه.
يقول الخبير الاستراتيجي الديمقراطي باسيل سميكل “خلاصة القول هي أن الديمقراطيين لديهم الكثير من الذخيرة ضد أي جمهوريين متحالفين مع ترامب في الخريف”.
في حين قال ألان ليشتمان، أستاذ التاريخ في الجامعة الأمريكية، إن الدراما “تعقد الأمور إلى حد كبير” بالنسبة للجمهوريين الآن وفي نوفمبر.
وفي نهاية المقال تقول الكاتبة أنه على الرغم من أن التطورات الجديدة كثيفة وسريعة ، إلا أن هناك حقيقة شاملة واحدة واضحة، وهي أن “ترامب ، خيراً أو شرّاً ، هو الشخصية المركزية في سياسة الأمة مرة أخرى”.
لافتة إلى ما قاله تود بلت ، مدير برنامج الإدارة السياسية في كلية الدراسات العليا للإدارة السياسية بجامعة جورج واشنطن، حيث لخص الوضع بقوله “مثل أي شيء يتعلق بترامب، فإنه يمتص كل الأكسجين من كل شيء آخر”.