رؤية نيوز
أعلن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، اليوم الأربعاء، أن إدارته تتنازل عن ما يصل إلى 10 آلاف دولار من الديون الخاصة بقروض الطلاب، متوسطي ومنخفضي الدخل، والذين تتراوح دخولهم بين أقل من 125 ألف دولار و 20 ألف دولار في السنة.
وفي استطلاع وطني حديث أجرته مؤسسة فكرية تقدمية تُدعى “Date of Progress”، كشف أن 60% من المشاركين، والذين يبلغ عددهم 1425، قد وافقوا على إلغاء الحكومة الفيدرالية كل أوبعض الديون الخاصة بقروض الطلاب المقترضين، في حين قال 34% أن الحكومة يجب ألا تغفر القروض، بينما قال 6% أنهم لا يعرفون عن الموضوع.
وتشير استطلاعات الرأي الأخيرة أن غالبية الناخبين الأمريكيين قد يؤيدون قرار إدارة بايدن بإعفاء مليارات الدولارات من قروض الطلاب المقترضين من أصحاب الدخل المنخفض إلى المتوسط.
وبعد إصدار البيت الأبيض لهذا القرار، اليوم، سيوفر القرار غير المسبوق بعض الراحة المالية لعشرات الملايين من المقترضين، بينما يمكن لحوالي 15 مليون مقترض أن يراقبوا كافة أرصدتهم وقد تم التخلص منها، وفقًا لصحيفة The Hill.
آراء حزبية مختلفة
ومن الناحية الحزبية، فكان 81% من الديموقراطيين يؤيدون إلغاء بعض ديون قروض الطلاب، مقارنة بـ 45% من الجمهوريون الذين أيدوا نفس الشيء، وكذا وجد الاستطلاع أن أكثر من نصف الطلاب المقترضين من قروض الطلاب السابقين، والناخبين الذين لم يقترضوا قروض الطلاب أبدًا، اعتقدوا أنه يجب إلغاء كل أو بعض الديون الخاصة بالطلاب.
وكان قرار الإعفاء مفاجأة كبيرة بين المواطنين الأمريكيين، ومن جانبها قالت ناتاليا أبرامز، رئيس مركز أزمات ديون الطلاب، “إعلان اليوم يمثل لحظة تاريخية في الكفاح الطويل لإنهاء أزمة ديون الطلاب”، مضيفة “إلغاء ديون الطلاب على نطاق واسع سيحرر ملايين الأمريكيين من الاستثمار في مستقبلهم، ودعم أسرهم، والمساهمة في مجتمعاتهم والاقتصاد”.
وينظر المشرعون والناشطون اليساريون إلى هذه الخطوة باعتبارها خطوة إيجابية وضرورية قبل الانتخابات النصفية، من خلال التنازل عن أجزاء كبيرة من قروض الأمريكيين، حيث اقترب بايدن من أن يصبح الزعيم التقدمي الذي وفّى بوعوده الانتخابية للناخبين.
في حين لا يزال بايدن وإدارته بعيدين المدى عما يتمناه البعض، حيث قال أنجيلو جريكو، محلل إستراتيجي للحملات التقدمية، إنها إضافة صغيرة “وصغيرة”، قائلا “أنا فقط لا أرى كيف يمكن لأي شخص كان يدفع للحصول على ما لا يقل عن 50 ألف دولار ويستشهد بجميع إحصائيات المساواة العرقية كحافز للقيام بذلك، أن يشعر بالإثارة حيال شيء يخدش سطح أزمة نظامية”.
آثار سلبية قد تتكون
في حين لفتت أبرامز، من مركز أزمات ديون الطلاب، قائلة “في حين أن الإعلان مكسب كبير للكثيرين، فإن السقف سيترك الآخرين يُسحقون بالديون”.
وانتقد النائب كريس باباس، الديموقراطي عن ولاية نيو هامبشير، قائلاً إن الخطة تجاوزت المشرعين، كما أعرب عن مخاوفه من أن ذلك سيزيد العجز، وهي نقطة نقاش رددها بعض المعتدلين في الأيام الأخيرة.
وقال باباس “هذا الإعلان من قبل الرئيس بايدن ليس وسيلة لرسم السياسة وتجنب الكونجرس ومسؤولياتنا الرقابية والمالية، أي خطة لمعالجة ديون الطلاب يجب أن تمر عبر العملية التشريعية، ويجب أن تكون أكثر استهدافًا ودفع تكاليفها حتى لا تزيد من العجز”.
وتُضاف هذه الخطوة أيضًا إلى سلسلة من النجاحات السياسية لليبراليين، الذين احتشدوا حول مشروع قانون المناخ والضرائب والرعاية الصحية الأخير الذي وقعه بايدن ليصبح قانونًا، على الرغم من أنها لم تقترب من تحقيق أهدافها الأولية، إلا أنها لا تزال تمثل أكبر خطوة تم اتخاذها من الناحية التشريعية في مكافحة تغير المناخ.