أعلنت خلية الإعلام الأمني في العراق، اليوم الثلاثاء، أن المنطقة الخضراء في بغداد تعرضت للقصف بأربعة صواريخ سقطت في المجمع السكني ليُسفر عن أضرار كثيفة.

كما لقي ما لا يقل عن 23 شخصًا من أنصار مقتدى الصدر، بالرصاص الحي، في المنطقة الخضراء، وسط بغداد الإثنين، وسط احتجاجات عنيفة أشعلها إعلان الزعيم الشيعي “اعتزاله” العمل السياسي وتخلّلها اقتحام جمع من المحتجّين القصر الحكومي وأعقبتها ليلاً اشتباكات بالأسلة الرشاشة وقصف بقذائف الهاون.

حظر تجوال عام

وبالرغم من فرض الجيش لحظر التجول بشكل عام، سُمعت رشقات رشاشة كثيفة ودوي انفجارات ليلا، في المنطقة الخضراء الشديدة التحصين والتي تضم العديد من المقرّات الحكومية والسفارات.

وأفاد مصدر أمني أن المسلحين من “سرايا السلام”، وهو التنظيم التابع لمقتدى الصدر، قد أطلقوا النار من خارج المنطقة الخضراء على أهداف داخلها، مشيرًا إلى أن القوات المتمركزة داخل المنطقة الخضراء، وهي وحدات خاصة تابعة للجيش ووحدة من الحشد الشعبي، وهي فصائل مسلّحة موالية لإيران أصبحت جزءاً من القوات المسلّحة العراقية، قد ردّت على مصادر النيران هذه، مؤكدًا أن المنطقة الخضراء تعرضت، مساء أمس الإثنين، بسبع قذائف هاون على الأقل، ولم تتضح حتى الآن حصيلة هذا القصف، حسبما ذكرت فرانس برس.

تحقيقات عاجلة

ومن جانبه وجَّه رئيس الوزراء العراقي، مصطفى الكاظمي، بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء، قائلا في بيان صادر عن المكتب الإعلامي لمجلس الوزراء، “القائد العام للقوات المسلحة مصطفى الكاظمي وجه بمنع استخدام الرصاص وإطلاق النار على المتظاهرين من أي طرف أمني، أو عسكري، أو مسلح منعا باتا”، مبينا أنه “شدد على التزام الوزارات، والهيئات، والأجهزة الأمنية والعسكرية بالعمل وفق السياقات والصلاحيات والضوابط الممنوحة لها”.

وأكد الكاظمي بحسب البيان، أن “قواتنا الأمنية مسؤولة عن حماية المتظاهرين، وأن أي مخالفة للتعليمات الأمنية بهذا الصدد ستكون أمام المساءلة القانونية”، موجها “بفتح تحقيق عاجل بشأن الأحداث في المنطقة الخضراء، ومصادر إطلاق النار، وتحديد المقصرين ومحاسبتهم وفق القانون”.

من جانبه أكد الرئيس العراقي برهم صالح، أن الدم العراقي خط أحمر، كما أعلنت الحكومة العراقية عن تعطيل الدوام الرسمي ليوم الثلاثاء في جميع المحافظات.

دعوات عالمية وعربية لـ “ضبط النفس”

وفي ذات السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأطراف العراقية إلى “ضبط النفس” و”اتخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع”، قائلا في بيان إنّه “يتابع بقلق التظاهرات، ويدعو إلى الهدوء وضبط النفس، ويحضّ كلّ الجهات الفاعلة ذات الصلة على اتّخاذ خطوات فورية لتهدئة الوضع وتجنّب العنف”.

وبدورها، دعت بعثة الأمم المتحدة في العراق، ومقرّها داخل المنطقة الخضراء، المتظاهرين إلى مغادرة المنطقة، وحثّت جميع الأطراف على التزام “أقصى درجات ضبط النفس”، ووصفت البعثة الوضع بأنه “تصعيد شديد الخطورة”، محذّرة من أنّ “بقاء الدولة نفسها بات على المحك”.

وفي واشنطن، وصف البيت الأبيض الوضع بأنّه “مقلق” ودعا إلى الهدوء والحوار.

وفي القاهرة، قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كما نقل عنه المتحدث باسم الرئاسة بسام راضي “اتابع باهتمام الموقف الراهن بالعراق، وأحزنني ما آلت اليه التطورات الحالية في هذا البلد الشقيق”.

واكد السيسي “دعم مصر الكامل لأمن واستقرار العراق وسلامة شعبه الشقيق”، داعيا “كافة الاطراف العراقية الى تغليب المصلحة العليا لوطنهم من أجل تجاوز الأزمة السياسية عبر الحوار وبما يحقق الاستقرار والأمن والرخاء للعراقيين”.

كما حذرت الجامعة العربية من انزلاق الوضع في العراق إلى مزيد من العنف والفوضى وإراقة الدماء.

في حين دعا البرلمان العربي جميع الطراف والقوى السياسية العراقية إلى ضرورة ضبط النفس ومنع التصعيد،  وإعلاء المصلحة الوطنية ووقف العنف والحفاظ على المسار السلمي للعملية السياسية، وفقا للدستور.

اعتزال الصدر العمل السياسي

ومنذ قرابة سنة، لم تتمكن الأقطاب السياسية العراقية من الاتفاق على اسم رئيس الوزراء الجديد، ومن ثم، فإن العراق، أحد أكبر منتجي النفط في العالم، ما زال بدون حكومة جديدة أو رئيس جديد منذ الانتخابات التشريعية.

وللخروج من الأزمة، يتفق مقتدى الصدر والإطار التنسيقي على نقطة واحدة هي الحاجة إلى انتخابات مبكرة جديدة، لكن فيما يصر مقتدى الصدر على حل البرلمان أولاً، فإن خصومه يريدون تشكيل الحكومة في البدء.

وعلى نحو مفاجئ، قال الصدر في بيان مقتضب الإثنين “إنني الآن أعلن الاعتزال النهائي”، كما أعلن إغلاق كافة المؤسسات المرتبطة بالتيار الصدري “باستثناء المرقد الشريف (لوالده محمد الصدر المتوفى عام 1999)، والمتحف الشريف وهيئة تراث آل الصدر”، لتتصارع الأحداث في آخر 24 ساعة.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version