وجهت إحدى وكالات الأمم المتحدة تحذيرها من إجراءات التشديد الصارمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، والتي أدت إلى رفع قيمة الدولار إلى أعلى مستوياته منذ عدة عقود، ما ينتج عنه سحق الكثير من العملات حول العالم.
ففي تقرير جديد، حذَّر مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية التجارية “أونتكاد” من تشديد السياسات النقدية من أجل مكافحة التضخم، مشيرًا إلى أن إجراءات الفيدرالي الأمريكي إلى جانب خطوات البنوك المركزية الأخرى قد يدفع الاقتصاد العالمي إلى الركود الحتمي.
ولفت التقرير أن الأضرار التي يمكن أن تنجم عن ذلك قد تلحق أضراراً أسوأ بكثير من تلك الأزمات المالية التي تعرَّض لها العالم نتيجة الأزمة المالية في العام 2008، وصدمة جائحة كورونا في 2020.
وقدَّرت الوكالة في تقريرها، بإن كل نقطة مئوية زائدة في أسعار الفائدة الأمريكية، يؤثر على خفض الناتج الاقتصادي للدول الغنية الأخرى بنسبة 0.5%، وفي البلدان الأقل نموًا 0.8% على مدى ثلاث سنوات، وأوضح التقرير أن هذه النتائج تحدث نتيجة قوة الدولار، الذي يجعل استيراد المواد الأساسية كالغذاء والوقود أكثر تكلفة على البلدان الأخرى، فالدولار المرتفع يسحق البلدان الفقيرة بشكل خاص، والتي يجب أن تفي بالتزامات ديونها بالعملة الأمريكية، بحسب وكالة (أ.ف.ب).
ووصفت وكالة الأمم المتحدة تصرفات الاحتياطي الفيدرالي بالـ “مقامرة الغير حكيمة” لأرواح الدول النامية، مؤكدة احتمالية انهيار البلدان الناشئة في حال “لم تصحح البنوك المركزية مسارها”، وسط سلسلة الأزمات الدولية التي يواجهها العالم أجمع كأزمات الغذاء وحالات الطوارئ الصحية وأزمات المناخ.