كشف موقع The Intercept الأمريكي، الخميس 20 أكتوبر/تشرين الأول 2022، أن إعلان منظمة منظمة “أوبك +”، الذي تقوده السعودية، بتخفيض إنتاجها النفطي بمقدار مليوني برميل يومياً، فاجأ موسكو وواشنطن معاً، مشيراً إلى أن روسيا لم تتوقع أن تخفض الرياض إنتاج النفط مرتين أكثر مما طلب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وسعت روسيا إلى خفض إنتاج النفط بمقدار، فيما أكد الموقع الأمريكي أن الرياض ضغطت بالفعل لخفض إنتاج النفط مرتين، مضيفاً نقلاً عن مصادر أن هذه الخطوة فاجأت الروس أنفسهم، وهو ما يشير إلى أن دوافع الرياض أعمق مما يريد كبار الديمقراطيين الاعتراف به.
فيما قال أحد المصادر، وهو سعودي مقرب من العائلة المالكة، إن”الناس في الرياض يعتقدون أن محمد بن سلمان يقف إلى جانب بوتين، لكنني أعتقد أن محمد بن سلمان بوتيني أكثر من بوتين”.
وفي الوقت الذي أكدت السعودية أن الدافع وراء هذه الخطوة كان المصالح الاقتصادية فقط، إلا أن البيت الأبيض مع عدد من كبار الديمقراطيين اعتبروا أن السعوديين يسعون لاصطفاف حاد مع روسيا.
وقال كيربي: “يمكن لوزارة الخارجية السعودية أن تحاول الدوران أو الانحراف، لكن الحقائق بسيطة”، زاعماً أنهم “كانوا يعرفون” أن خفض إنتاج النفط “سيزيد في الإيرادات الروسية ويضعف فاعلية العقوبات” ضد روسيا وسط حربها مع أوكرانيا.
استهداف للديمقراطيين
ورغم تماسك القادة الديمقراطيين إلى حد كبير بشأن هذه الرسائل من السعودية، فإن الخبراء يقولون إن الخفض استهدف بصورة مباشرة الحزب الديمقراطي، وهو أمر يكره المسؤولون الديمقراطيون الاعتراف به علناً، بحسب موقع “ذا إنترسبت”.
من جهته، قال بروس ريدل، وهو باحث في معهد بروكينغز، لـ”ذا إنترسبت”: “في الرياض يريدون مساعدة الجمهوريين” قبل الانتخابات النصفية المقبلة، موضحاً أن محمد بن سلمان يرى أن فوز الحزب الجمهوري بالكونغرس هو “الخطوة الأولى لفوز دونالد ترامب في عام 2024 وانتكاسة لبايدن”.
وكان بن سلمان امتثل لطلبات دونالد ترامب لإنتاج النفط في عامين انتخابيين. مرة في عام 2018، من خلال زيادة إنتاج النفط لخفض الأسعار، ومرة أخرى في عام 2020 عن طريق خفض الإنتاج، وقال ريدل: “تمتع محمد بن سلمان بعلاقة حميمة مع ترامب”.
غضب أمريكي من السعودية
وكانت “أوبك بلس”، التي تشكل السعودية الزعيم الفعلي فيها، قررت منذ أيام، خفض إنتاج النفط بمقدار مليوني برميل يومياً، الأمر الذي لاقى انتقادات أمريكية حادة.
وأثار قرار “أوبك بلس” موجة استياء في صفوف أعضاء الكونغرس الأمريكي، لا سيّما الديمقراطيين منهم؛ حيث هدّد رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ بمنع أي مبيعات أسلحة للسعودية في المستقبل.
وقال السيناتور الديمقراطي بوب مينينديز: “عليّ أن أشجب القرار الأخير الذي اتخذته الحكومة السعودية للمساعدة في دعم حرب بوتين (في أوكرانيا) من خلال كارتل أوبك بلس”.
فيما كتب ديمقراطيان آخران هما السيناتور ريتشارد بلومنثال، وعضو مجلس النواب، رو خانا، عموداً في بوليتيكو اتخذا فيه الموقف نفسه: “لا ينبغي للولايات المتحدة منح مثل هذه السيطرة غير المحدودة لأنظمة الدفاع الاستراتيجية إلى دولة متحالفة على ما يبدو، مع عدونا الأكبر”.
وكان السيناتور كريس مورفي قد قال، في تصريح لمحطة “سي إن إن”: “على مدى سنوات غضضنا الطرف حين قتلت السعودية صحفيين، ومارست قمعاً سياسياً شديداً لسبب واحد: كنا نريد أن نضمن أن السعودية حينما يحين الوقت وعند اندلاع أزمة دولية ستختارنا ولن تختار روسيا”.