رويترز

بعد جدل استمر شهوراً بات إيلون ماسك رئيس إحدى الشبكات الاجتماعية الأكثر تأثيراً في العالم، متعهّداً بإطلاق العنان “لإمكانياتها الهائلة”، فكيف سيبدو تويتر في عهد ماسك، وما الذي سيتغيّر؟ وما الذي يمكننا توقعه للمنصة من الملياردير والرئيس التنفيذي لتيسلا ومؤسس سبايس إكس.

أولا: تغييرات هيكلية داخل تويتر ورئيس جديد

تمثّل أحد أول قرارات ماسك بإقالة الرئيس التنفيذي لتويتر، باراغ أغراوال، ومديره المالي نيد سيغال، ومديرة الشؤون القانونية فيجايا غادي، بحسب عدد من وسائل الإعلام الأمريكية.

وسيتعيّن حالياً على صاحب المشاريع الملياردير العثور على بدلاء لهم.

وقالت المحللة لدى Insider Intelligence، جازمن إنبرغ، إن “ماسك في وضع لا يُحسد عليه؛ إذ سيتعيّن عليه إقناع رؤساء تنفيذيين مخضرمين بالعمل لديه في منصة استخفَّ بها علناً”.

وبحسب وكالة بلومبرغ، سيتولى ماسك بنفسه منصب الرئيس التنفيذي لتويتر، على الأقل في البداية.

سيكون على ماسك أيضاً التعامل مع موظفين يشعرون بالقلق؛ إذ إنه يرغب في خفض القوة العاملة في المنصة بنسبة 75% (أي ما يعادل حوالي 5500 موظف)، بحسب “واشنطن بوست”.

لفتت إنبرغ إلى أن “التوتر يهيمن على المزاج العام في تويتر، إذ يخشى الموظفون من التسريحات.. يمكن أن يتم إحداث تغييرات في الفرق المسؤولة عن المنتجات وحتى الهندسة”.

ثانيا: كيف ستكون حرية التعبير على تويتر في عهد إيلون ماسك؟

قال ماسك، الذي يصف نفسه بأنه مناصر “لحرية التعبير المطلقة”، الخميس 28 أكتوبر 2022، إنه يسعى لتحويل تويتر إلى منصة “ودية وترحّب بالجميع”، لا “جحيم مجاني للجميع”.

وانتقد ما يرى أنه إشراف مبالغ فيه على المحتوى، وهو ما يعتبر أنه يؤدي إلى رقابة على الأصوات اليمينية واليمينية المتشددة.

من جهته، يقول سكوت كيسلر، من شركة Third Bridge لوكالة الأنباء الفرنسية: “أشار الخبراء الذين تحدثنا معهم إلى أن حوالي 600 شخص في تويتر نفسها، والآلاف غيرهم ممن لديهم ارتباطات مع أطراف ثالثة يعملون على الإشراف على محتوى المنصة”.

وأضاف أن ماسك “دافع علناً عن فكرة أن تقود حلول خوارزمية هذه العمليات بدلاً من الناس”.

ثالثا: عودة ترامب ومشكلة الحسابات الزائفة

كما ألمح رئيس تسلا إلى إمكانية السماح بعودة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي تم فصله من المنصة، بعد الهجوم على كابيتول هيل مطلع 2021.

وعلّق ترامب الجمعة على شبكته الاجتماعية الخاصة “تروث سوشيال”، بالقول إن موقع تويتر أصبح “في أياد أمينة”.

تعد الحسابات الزائفة من بين المسائل الأخرى التي تزعج ماسك. وهدد بالتخلي عن الصفقة على خلفية الحسابات غير الحقيقية أو الآلية، لكنه لم يوضح ما الذي ينوي القيام به لمكافحتها.

رابعا: تحسين الوضع المالي وتحقيقات العائدات

يتمثّل التحدي الآخر الذي يواجهه إيلون ماسك في تحسين الوضع المالي لتويتر الذي يواجه نمواً بطيئاً، حتى إنه سجّل خسارة صافية في الربع الثاني من العام.

وفي أبريل، ذكر ماسك خيارات لتحقيق مزيد من العائدات، مثل تعزيز الاشتراكات المدفوعة واستثمار التغريدات الرائجة أو الدفع لصانعي المحتوى.

وفي رسالة نشرت الخميس، دعا ماسك المعلنين على تويتر للعمل معاً من أجل “بناء شيء استثنائي”، مشدداً على أهمية إفساح المجال لمختلف الآراء على المنصة.

وأشارت المحللة البارزة المتخصصة في الاستثمارات والأسواق لدى Hargreaves Lansdown، سوزانا ستريتر، إلى أن “ماسك أشار في آخر خطوة دعائية له إلى أنه يرغب في بذل كل ما أمكن لجذب مستخدمين جدد”.

وأضافت لـ”أ ف ب”: “لكن ماسك سيواجه تحدياً ضخماً يتمثل في الحفاظ على العائدات وبنائها، نظراً إلى أن وجهات النظر المثيرة للجدل التي يبدو أنه يسعى لإطلاق العنان لها بشكل أكبر في هذه “الساحة العامة العالمية” غير مستساغة بالنسبة للمعلنين”.

وتطالب بعض مجموعات المجتمع المدني كبرى العلامات التجارية باستخدام نفوذها، لمنع ماسك من توفير منبر لأصحاب الخطابات الأكثر راديكالية.

وقالت مجموعة Media Matters for America غير الربحية، إنه “على اعتبار أن الإعلانات تُسهم بحسب التقارير، في 90% من عائدات تويتر، من الواضح أن سلطة محاسبة ماسك إذا تراجع عن إجراءات المنصة للحماية من المضايقات والاعتداءات والتضليل تقع في أيدي كبار المعلنين على تويتر”.

خامسا: هل يكون استحواذ ماسك نقطة تحول لتويتر أم يكتب نهايتها؟

على الجانب الآخر، احتفى بعض المستخدمين باستحواذ ماسك على تويتر، ومنهم نائب الكونغرس الأمريكي عن الحزب الجمهوري، دان كرينشاو، الذي أبدى تأييده لسيطرة ماسك على الموقع، وقرار إقالة الرئيس التنفيذي.

بينما طالب بعض المستخدمين ماسك بأن يكشف عن الخوارزميات الحاكمة للموقع. واستبشر مستخدمون بانتقادات ماسك لشركات التكنولوجيا الكبرى، مثل السيناتور الأمريكية عن الحزب الجمهوري، مارشا بلاكبيرن، التي تعقد آمالاً كبيرة على تعديل ماسك لسياسات المحتوى المسموح به.

وبالتأكيد، رأى كثيرون في الأمر فرصة للسخرية من استحواذ شخص مشهور بإثارته للجدل مثل ماسك، على الموقع. وفي الختام أبدى بعضهم أمله في أن يستمر الموقع، وألا يكون الاستحواذ سبيلاً لنهايته.

حيث استحسن البعض فكرة أن يكون للموقع بدائل أخرى تنافسه، وفي المقابل، أيَّد بعض رواد الموقع فكرة التخلي عنه، بينما تساءل آخرون عن خدمة بديلة له.

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version