وكالات
نهارُ الدوحة قائظٌ وليلها باردٌ، هكذا هي الأحوال الجوية حالياً في العاصمة القطرية التي تستضيف بطولة كأس العالم لكرة القدم 2022، والتي شرعت أبوابها لمئات آلاف المشجعين من شتى بقاع الأرض.
الملاعب الفخمة والبديعة في الدوحة يجتمع على مدرجاتها المشجعون على اختلاف مشاربهم وطبقاتهم وفئاتهم، لكنّ ما أن تنتهي المباراة حتى يقصد كل واحد منهم مكان إقامته خلال مدة المونديال، حيث يتجلّى التباين فيما بينهم؛ بعضهم اختارَ فنادق فخمة، وآخرون استأجروا فللاً والبعض وجد شققاً سكنية، والبعض الآخر ينامون عند أقاربهم أو أصدقائهم المقيمين أصلاً في الدوحة، وثمة من كان خياره خيمة من تلك الخيام المتراصة في جزيرة منعزلة مقابل 200 دولار في الليلة.
عشرات آلاف المشجعين يصلون يومياً إلى قطر للالتحاق بأسرهم وأصدقائهم الذين كانوا وصلوا مع انطلاق المونديال، ولا شك أن الكثير منهم يسعون إلى التقليل من تكاليف الإقامة، وخصوصاً ما يتعلق منها بالسكن، ولعل السكنى في الخيم هي الأقل تكلفة بالنسبة للقادمين إلى الدولة الخليجية الغنية إن لم يكن لديهم فيها أقارب أو معارف ينامون عندهم.
جزيرة قطيفان
في جزيرة اصطناعية تسمّى “قطيفان” وتقع قبالة مدينة لوسيل الجديدة، تمّ نصب 1800 خيمة بلاستيكية ثقيلة، وفي كل واحدة منها يوجدُ سريران ومصباحٌ واحد وبعض المقابس الكهربائية ومروحة ومساحة كافية للحقائب.
الشاب المكسيكي، بيدرو باراغاس البالغ من العمر 18 عاماً، قال إنه استأجر خيمة لليلة واحدة فقط، بعدها سيذهب للنوم عند صديق له استأجر غرفة في أحد الفنادق.
ويصف باراغاس المعيشة في تلك الخيم قائلا: ” تبدو مهجورة تماماً، لا يوجد دشّ حقيقي، إنه مرحاض وفيه خرطوم ماء، وذلك مقابل 207 دولارات في الليلة، يبدو أن الأمر لا يستحق كل هذا العناء”، وفق تعبيره.
ويرى أحد المسؤولين في شركة مشاريع قطيفان المالكة للمخيم أن الأسعار “مناسبة”، وقال: “إن كان لدى الناس بعض الملاحظات فنحن نأخذ بها ونصلح الخلل”.
وتابع المسؤول القطري قائلاً: “لم نقل إنه (هذا المخيم) سيكون فندقاً بخمس نجوم في وسط المدينة”، مستطرداً “كل ما أعلنا عنه مجود في المخيم، وثمة المزيد أيضاً”.
تباين الاختيارات..والأسعار
أما قرية خور فان الواقعة شمالاً فتقدم خياماً باهظة الثمن مع تكييف وتلفزيونات وثلاجات، مع إمكانية الوصول إلى شاطئ خاص، ولكن بسعر مرتفع جداً يتراوح بين 400 دولار وبين 1000 دولار في الليلة. ويقول المكسيكي جوناثان هيرنانديزالمقيم مع زوجته الحامل ، إنه يريد الراحة، ويرى أن السعر “ليس باهظًا”.
ويدفع بعض المشجعين أكثر من 1000 دولار في الليلة مقابل غرفة، على متن مركب شراعي عربي في ميناء الدوحة أو في فيلا فاخرة، فيما تكلف بعض الأجنحة الفندقية عدة آلاف من الدولارات في الليلة.
لكن في بروة براحات الجنوب، وهي قرية سكن جديدة للعمال المهاجرين على بعد 30 كيلومترا جنوب الدوحة حيث استأجر 11 ألف مشجع غرفاً، تكلفة الغرفة 80 دولاراً في الليلة وهي مجهزة بسريرين معدنيين ومطبخ مشترك، ويبدو أنه أرخص مكان على الموقع الرسمي للسكن، وهو ممتلئ بالنزلاء.
يقول المشجع البولندي باول بوبراوكا البالغ من العمر 37 عاماً، إنه بالنظر إلى الموقع ، لم تظهر بروة “جذابة” لكنها أثبتت جودتها بالنسبة للتكاليف، حتى بدون طاولة وكراسي داخل الغرفة.
ومن جانبها، تقول الشابة الأمريكية، ناتالي ألفاريز البالغة من العمر 20 عاماً: إن السوبر ماركت مفتوح على مدار الـ24 ساعة وقد صدمتها أجواء الحرم الجامعي، “لديك أناس مختلفون من دول مختلفة وكلهم متحدون”، على حد تعبيرها.
الكثير من المشجعين، مثل عمرو السرتي، يقيمون في الدوحة عند العائلة والأصدقاء، فقد أنفق المصري البالغ من العمر 39 عاماً 900 يورو على “أرخص رحلة ممكنة” من فرنسا، ودفع 1000 دولار أخرى ثمناً لتذاكر أربع مباريات، ويقيم السرتي طوال مدّة المونديال بمنزل ابن عمّه في الدوحة .
أما المصري أحمد الغول والذي يعمل في الدوحة، فيقول إن ثلاثة أشخاص سيقيمون في منزله خلال بطولة كأس العالم. مضيفاً: “أحب مساعدة أصدقائي الذين يرغبون بالمجيء ولا يمكنهم تحمل تكاليف الإقامة”.