يواجه الرئيس الصيني، شي جين بينغ، معارضة غير مسبوقة مع احتجاج الآلاف من المتظاهرين في العديد من المدن الصينية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، ضد استراتيجيته لمواجهة فيروس كورونا، مع بعض الجرأة للمطالبة علانية في الشوارع بإقالته.
وهتف بعض المتظاهرين مطالبين بتنحي شي جين بينغ والحزب الشيوعي الصيني الحاكم، في المركز المالي في شنغهاي، وهي واحدة من العديد من المدن الكبرى التي شهدت احتجاجات في أعقاب حريق مميت الخميس الماضي في مبنى سكني في منطقة شينجيانغ غرب البلاد.
https://youtu.be/nDhCW-JsPHk
ويبدو أن الحريق كان بمثابة محفز لإثارة الغضب العام من الإجراءات الصارمة التي اتخذتها الصين لمنع انتشار فيروس كورونا بعد ظهور مقاطع فيديو بدا أنها تشير إلى أن إجراءات الإغلاق أخرت رجال الإطفاء من الوصول إلى موقع الحريق وإنقاذ الضحايا.
ومن شنغهاي إلى العاصمة بكين، تجمع السكان للحداد على 10 أشخاص قتلوا في الحريق في أورومتشي، عاصمة شينجيانغ، وتحدثوا ضد سياسة “صفر كوفيد” وطالبوا بالحرية والديمقراطية، وفي عشرات الجامعات، تظاهر الطلاب أو وضعوا ملصقات احتجاجية، وفي أجزاء كثيرة من البلاد، قام سكان الأحياء المغلقة بهدم الحواجز ونزلوا إلى الشوارع بعد احتجاجات حاشدة مناهضة للإغلاق اجتاحت أورومتشي ليلة الجمعة، بحسب ما ذكرت CNN.
وتعتبر مثل هذه المشاهد المنتشرة من الغضب والتحدي، والتي امتد بعضها حتى الساعات الأولى من صباح الاثنين، نادرة بشكل استثنائي في الصين، حيث يقوم الحزب الشيوعي الحاكم بقمع كل مظاهر المعارضة بلا تهاون، ولكن بعد مرور 3 سنوات على انتشار جائحة كورونا، وصل غضب العديد من الأشخاص إلى ذروته بسبب استخدام الحكومة المتواصل لعمليات الإغلاق واختبارات كوفيد والحجر الصحي، بالإضافة إلى تشديد الرقابة باستمرار والهجوم المستمر على الحريات الشخصية.
وأدى تصعيد القيود في الأشهر الأخيرة، إلى جانب سلسلة من الوفيات المفجعة التي ألقي باللوم فيها على قيود كورونا، إلى تصاعد الأمور إلى ذروتها.
https://youtu.be/Ov5BuTT7X7I
وفي السياق ذاته ألقت الشرطة الصينية في شنغهاي القبض على إدوارد لورانس، الصحفي في هيئة الإذاعة البريطانية BBC، في موقع احتجاجات ليلة الأحد، وفقًا لما ذكرته BBC، كما وثقت لقطة فيديو مصورة بكاميرا هاتف محمول، فيما يبدو، اعتقال الصحفي.
وبينما تم الإفراج بعد ذلك عن لورانس، أعرب متحدث باسم BBC، عن قلقه البالغ بشأن معاملته، قائلاً إنه “تعرض للضرب والركل من قبل الشرطة”.
وذكرت BBC، في بيان، إنها “قلقة للغاية بشأن معاملة الصحفي إد لورانس، الذي تم اعتقاله وتقييد يديه أثناء تغطيته الاحتجاجات في شنغهاي، واحتجز لعدة ساعات قبل إطلاق سراحه، وأثناء اعتقاله، تعرض للضرب والركل من قبل الشرطة، حدث هذا أثناء عمله كصحفي معتمد”.
وأضاف البيان: “إنه أمر مقلق للغاية أن يتعرض الصحفيون للاعتداء بهذه الطريقة أثناء قيامهم بعملهم”، وتابعت BBC أنه “ليس لدينا أي تفسير رسمي أو اعتذار من السلطات الصينية، بخلاف ادعاء المسؤولين الذين أطلقوا سراحه لاحقا، أنهم اعتقلوه لمصلحته خوفا عليه من الحشد.. ونحن لا نعتبر هذا تفسيرا يتمتع بالمصداقية”.
وتم نشر مقطعين على الأقل لاعتقال الصحفي على الإنترنت من قبل أحد مستخدمي “تويتر” قال إنه شاهد الحادث، ويُظهر أحد المقاطع الذي تم تصويره من أعلى، ما لا يقل عن 4 ضباط شرطة يقفون فوق رجل مقيد اليدين بينما لا يظهر وجهه بوضوح.
وفي مقطع ثان لرجل يرتدي الملابس نفسها، أمكن التعرف على وجه لورانس بوضوح، حيث اقتادته الشرطة بسرعة بعيدا، ثم صرخت قائلة: “اتصل بالقنصلية الآن”. وقال الشاهد الذي نشر مقاطع الفيديو إنه رأى الصحفي يتعرض “للحصار وتم سحبه على الأرض من قبل عدة رجال شرطة”.
ومن غير الواضح ما حدث في الفترة التي سبقت اعتقال لورانس، إذ يبدأ الفيديو المتاح على الإنترنت بإلقاء القبض عليه ولا يظهر ما حدث قبل ذلك.
وتواصلت شبكة CNN مع وزارة الخارجية الصينية للتعليق على الحادث، في حين لم تصدر السلطات الصينية حتى الآن، أي تصريحات علنية بشأن الواقعة.
ورغم أن الاحتجاجات تصدرت عناوين الصحف في وسائل الإعلام الدولية، فقد نقلت وسائل الإعلام الحكومية الصينية قصصًا ومقالات رأي تؤكد خطورة تفشي كورونا وضرورة تحمل القيود المفروضة لمواجهة انتشاره.