بقلم: المهندس/ ناصر صابر رئيس المجموعة المصرية الأمريكية لريادة الأعمال

 

يلتقي رؤساء إفريقيا مع قادة الولايات المتحدة الأمريكية هذا الشهر في العاصمة واشنطن، في وقت يمر فيه العالم بتحديات قد تعصف بدول بأكملها فكيف تستفيد مصر بتحويل هذه الأزمة إلى فرصة؟!

وفي وقت نجحت فيه مصر في العودة إلى ريادة الدول الإفريقية وقيادة القارة السمراء من جديد، وذلك على الرغم من تركها للساحة الإفريقية لفترة، سمحت فيها لدول أخرى بتعظيم التواجد بها استثماريًا وسياسيًا، بعد أن كانت مصر من أهم الدول التي لها شأن وثقل سياسي ودبلوماسي في عهد الرئيس جمال عبد الناصر، لتتعهد مصر بإرسال بعثات تجرية وتعليمية إلى دولا إفريقية، ويُطلق اسم ناصر أو جمال على عدة شوارع أو مناطق بعدة دول إفريقية، وبشكل خاص في إثيوبيا، والتي تحولت في العصر الحالي إلى دولة لها تحديات في علاقاتها المائية مع مصر!

وعلى الرغم من كل ذلك؛ تبقى إمكانية تعظيم فرص التواجد الدولي والترويج الكامل للاستثمارات المصرية في مثل هذه اللقاءات الدولية القارية من أهم الفرص التي علينا استغلالها، فلا يجب تفويت هذه الفرصة ودعوة مصر تلك الدول لإعطاء مساحه لجذب الاستثمارات الافريقية علي الساحة بالتعاون المستثمرين الامريكان صغارا ومتوسطين وكبار .

جذب استثمارات أبناء الوطن في الخارج

إن أي جذب لأي مستثمر يصنع فرصة عمل أو يحول دولارًا واحدًا فهذا زيادة لاحتياطي البنك المركزي المصري، الذي نحن في أمس الحاجة له لتقوية الجنيه، من خلال توفير  العملة الصعبة والتصدي للأسواق الموازية، كما علينا استثمار أكثر من مليون أمريكي من أصل مصري، بتسييل لعابهم، بعروض وأسلوب دفع يجعلهم لا يفكرون إلا في وضع أيديهم في جيوبهم لشراء ما تعرضه مصر من فرص لن تتكرر إلا  لهم.

يا ساده إن مصر في أمس الحاجه إلى ترويج استثماراتها لأبنائها، كي تستطيع بأبنائها أن تحول الأزمة إلى فرصة يسعى الجميع إلى النيل بها.

ولعل من أهم الفرص التي يجب أن تستغلها القيادة المصرية، استغلال قيادتها الإفريقية لتوفير استثمارات للدول الإفريقية المجاورة، وتقديمها كآفاق جديدة لاستثمارات أبناء الوطن الأمريكيين من أصل مصري، من خلال فتح آفاق جديدة للاستثمار في الأراضي، في دول مثل الصومال وإريتريا وجيبوتي، على سبيل المثال، والتي تحظى بعوامل ديموغرافية قد تساعد بشكل كبير بل وتدعم الاقتصاد المصري.

أزمات داخلية.. حلها قد يكون إفريقيًا

ففي الوقت الذي تتعرض فيه مصر لأزمة كبيرة تتلخص في نقص توافر الدولار الذي صارع الجنيه المصري بقوة، وانتصر عليه، ما أسفر عن رفع أسعار المنتجات، بل وعدم استطاعت الإنتاج المصري لعدم سداد الاحتياجات الأساسية، ما ينتج عنه اتجاه البلاد لعمليات الاستيراد للمواد الخام اللازمة للتصنيع، أو باستيراد المواد الجاهزة للمستهلك مباشرة، بما يزيد من العجز من الحصيلة الدولارية للبلاد، نظرًا لالتزام مصر بسداد أقساط الديون، والذي يرفع من شأنه بشكل أو بآخر من سعر الدولار والذي يؤثر بالعكس على وضع الجنيه المصري.

وفي ظل تلك الدائرة المغلقة بين الدولار والجنيه، تتجلى الفرصة واضحة أمام الاستثمارات الإفريقية، ففي الوقت الذي تعاني فيه مصر من أزمة في توفير الدولارات للحصول على أعلاف أو أو ذرة أو أي محاصيل قد تحتاج لكمية مياه كثيرة في ريّها، تظهر فرص الاستثمار في الدول الإفريقية السالفة الذكر، الصومال وإريتريا وجيبوتي، والتي تتميز بانخفاض تكاليف الزراعة فيها، نظرًا لاعتمادها في الري على مياه الأمطار، فضلا عن انخفاض أسعار العمالة في تلك البلاد، وهو الأمر الذي يؤدي تنفيذه إلى توسيع التواجد السياسي المصري في تلك البلاد، بما يُساعد في خلق قاعدة دبلوماسية فيها.

لكم في الزراعة مثال

ليعود ذلك بالنفع على البلاد لتوافر بذلك إمكانية التركيز على المحاصيل الزراعية التي يمكن استغلالها في استصلاح الصحراء، بحيث تكون محصيل تتفق وأزمة ندرة المياه التي تواجه المناطق الصحراوية، فضلا عن تنوع المحاصيل التي تقوم مصر على إنتاجها، بما يقلل من فاتورة الدولة لاستيراداها، وكذلك توفير فرص عمل إضافيه، والتلطيف من التهاب الأسعار للمواد الغذائية بدرجة كبيرة، إضافة إلى توفير السلع الغذائية في الأسواق التي يمكن أن تُصدّر منها للخارج وتأتي بجزء من العملة الصعبة.

إن استغلال الأراضي الزراعية التي كانت تزرع بعض الاعلاف كالبرسيم وهي لا تقل عن ٢ مليون فدان لزراعتها بمحاصيل أخرى مثل القمح أو الذرة مثلا التي تدفع الدوله ملاييين الدولارات لجلبها للسوق المصرية، وكذلك توفير المياة لري المحاصيل الجديدة في الاراضي الجديدة الصحراوية، وما ينتج عنها من إنشاء مجتمعات جديدة تساهم في توفير حياة كريمة للمواطن المصري، كلها أهداف وأحلام تستحق السعي والمحاولة لتنفيذها على أرض الواقع.

فيجب علينا جميعا البحث في تحويل الأزمة إلى فرصة، ومن ضيق حياة إلى سعة حياة في كل المجالات،

هذا من جانب واحد زراعي فأين باقي جوانب المجتمع، عسي الله أن يجعلنا خير أمة أخرجت للناس.

إن دعوة مصر باسم دول إفريقيا، ولكل دول افريقيا، إلى ترويج وجذب الاستثمارات لها من هنا بالولايات المتحدة الأمريكية هذا في حد ذاته يعطي مدي اهتمام مصر العربية ليس اهتماما ذاتي لها بل لأنها مصر الأفريقية التي تعتني وتحمل هموم القاره بأكملها …

معا  نحول الازمة الي فرصه … لعبور التحديات …

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version