ترجمة: رؤية نيوز
أصبحت الخلافات بين الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، وحاكم فلوريدا، اليميني، رون ديسانتيس، أكثر حدة مع بروز الاثنين كمنافسين محتملين في المنافسة الرئاسية لعام 2024.
فعلى الرغم من مساعدة ترامب في دفع ديسانتيس خلال الانتخابات التمهيدية للحزب الجمهوري في سباق حاكم فلوريدا 2018، إلا أن استعداد كلا الرجلين لخوض انتخابات الرئاسة في البيت الأبيض، جعل الاختلافات القائمة منذ فترة طويلة بينهما بشأن اللقاحات والاستجابات الوبائية وغيرها من القضايا تطفو على السطح.
فهناك الكثير من مواقف ديسانتيس السياسية تتعارض بشكل مباشر مع مواقف ترامب، وهو ما يُشكل تباينًا يجب أن يُسلط عليه الضوء حاكم فلوريدا في حال خوضه الانتخابات الرئاسية ضد ترامب في 2024.
فمن جانبه أوضح المحلل الاستراتيجي في الحزب الجمهوري، والذ قدم نصائحه لحملة ترامب في عام 2016، سام نونبيرج، أن الحرب بين كلٍ منهما تُشبه الحرب الباردة، والتي ستبدأ في السخونة عندما يقوم ديسانتيس بانتقاد ترامب علنًا أو الرد عليه، مُبينًا أنه لا يستطيع فعل ذلك أثناء توليه منصب الحاكم، ولكنه “سيفعل ذلك كمرشح في النهاية”.
ويتجلى أبرز خلاف بين كل من ترامب وديسانتيس في تعامل ترامب مع جائحة كورونا، والتي يتم اعتبارها نقطة ضعف سياسية محتملة للرئيس السابق بين الناخبين الجمهوريين الأساسيين، حيث أشرف ترامب على إغلاق الاقتصاد الأمريكي في الأشهر الأولى من الوباء بدعوة من خبراء الصحة العامة، فيما سمح ذلك للحكام، مثل ديسانتيس، بالحصول على دعم ناخبيهم من خلال السماح للشركات في ولاياتهم بالبقاء مفتوحة، مخالفة بذلك المبادئ التوجيهية الفيدرالية.
وفي الأسبوع الماضي، بدا أن ديسانتيس ينتقل مرة أخرى إلى يمين ترامب عندما شكل لجنة حكومية للعمل كقوة موازنة لوكالات الصحة الفيدرالية مثل مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها، وقال إنه سيطلب تحقيق هيئة محلفين كبرى في لقاحات COVID-19.
وقد انتقد خبراء الصحة وحتى بعض الجمهوريين هذه الخطوة، قائلين إنها ستزرع عدم الثقة في الأدوية واللقاحات في وقت تدفع فيه الحكومة الفيدرالية المزيد من الأمريكيين للحصول على جرعات معززة لحمايتهم من الفيروس، كما أنه يخاطر بعزل الناخبين الأكثر اعتدالاً.
أما خلال إدارة ترامب فقد تم تطوير قاحات “الكوفيد -19″، وهو الأمر الذي سعى ترامب مرارًا وتكرارًا للحصول على الفضل فيه، لكنه امتنع عن الحديث عن اللقاحات بعد مغادرته المنصب، فعلى العكس من كبار المسؤولين الآخرين، لم يحصل ترامب على اللقطة علنًا، مما يؤكد الخط الدقيق الذي يحاول اتباعه مع بعض مؤيديه الذين شككوا في فعالية اللقاحات، بحسب ما ذكرت صحيفة The Hill.
وفي حين أن سياسات الوباء هي إحدى القضايا التي قد يكون هناك ضوء النهار بين ترامب وديسانتيس، يعتقد حلفاء الحاكم والاستراتيجيون أن هناك نقطة اختلاف رئيسية أخرى في السجل التشريعي للحاكم على نطاق أوسع.
وأمضى ترامب العامين الماضيين منذ تركه منصبه يركز في الغالب على انتخابات 2020، حيث واصل الادعاء بأنها كانت مزورة أو مزورة ضده على الرغم من عدم وجود دليل على وجود تزوير واسع النطاق.
ومنذ الإعلان عن محاولته للبيت الأبيض في 2024 في نوفمبر، كان ترامب نقطة جذب للجدل، حيث جاء طرح سياسة ترامب المنفردة عبر مقطع فيديو قال فيه إنه سيمنع الحكومة الفيدرالية من وصف الكلام على أنه معلومات مضللة كجزء من منصة أوسع نطاقا “لحرية التعبير”، فيما كان انتقاد ترامب لديسانتيس حتى الآن هو أنه مدين بفوزه في انتخابات 2018 لتأييد الرئيس آنذاك.
في غضون ذلك، استخدم ديسانتيس منصبه كحاكم ليكون في طليعة قضايا الحرب الثقافية التي تهم الناخبين المحافظين، حيث أيد قانونا يقيّد مناقشة النوع والحياة الجنسية بين تلاميذ المدارس الأصغر سنا، كما نقل المهاجرين من تكساس إلى الجيب الليبرالي في مارثا فينيارد، ماساتشوستس؛ إضافة إلى تراجعه عن متطلبات القناع في المدارس، كما وقع على خريطة للكونجرس كانت تؤيد الجمهوريين بشدة، مما يساعد الحزب على الحصول على مقاعد إضافية في الانتخابات النصفية لشهر نوفمبر.
ومن المتوقع أن يؤجل ديسانتيس أي إعلان عن حملة 2024 حتى أواخر الربيع أو الصيف، باستخدام الجلسة التشريعية المقبلة لتحقيق المزيد من الانتصارات السياسية التي يمكن أن تميزه عن ترامب والآخرين الذين ليسوا في المنصب.