كشفت التقارير الضريبية للرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والتي تم الكشف عنها الجمعة، أن ترامب قد قام بدفع ضرائب لدولٍ أجنبية بشكلٍ أكبر مما دفعه لسلطات الولايات المتحدة الأمريكية خلال العام 2017، والذي كان عامه الرئاسي الأول.
ففي خلال العام 2017 دفع ترامب 750 دولارا فقط من ضرائب الدخل بالولايات المتحدة بسبب الخسائر الكبيرة المُرحَلة التي زعم وجودها في السنوات السابقة، مما يلغي تقريبا جميع التزاماته الضريبية داخل أمريكا، وعلى الرغم من ذلك فقد قام الرئيس الأمريكي السابق بدفع ما يقرب من مليون دولار كضرائب لدول أجنبية في ذلك العام، وهو الأمر الذي يعكس مدى وصول مصالح شركات ترامب وأعماله إلى جميع أنحاء العالم، وكيف تخضع هذه الشركات لقوانين وأنظمة الضرائب المحلية.
وأدرج ترامب في إقراره الضريبي دخل الأعمال أو الضرائب أو النفقات أو غيرها من البنود المالية في أذربيجان وبنما وكندا والهند وقطر وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة والصين وجمهورية الدومينيكان والإمارات وبورتوريكو والفلبين وغرينادا وجورجيا وإسرائيل والبرازيل وسانت مارتن والمكسيك وإندونيسيا وأيرلندا و تركيا وسانت فنسنت، بحسب ما ذكرت شبكة CNN.
وتم الكشف، الجمعة، عن الإقرارات الضريبية الفيدرالية لدونالد ترامب شملت 6 سنوات، كانت اكتنفها السرية لفترة طويلة، للجمهور من قبل لجنة السبل والموارد بمجلس النواب الأمريكي، تتويجًا لمعركة حول الكشف عنها وصلت إلى المحكمة العليا.
وحصلت اللجنة التي يديرها الديمقراطيون على العائدات – التي تمتد من عام 2015 إلى عام 2020 – قبل بضعة أسابيع فقط وبعد معركة قانونية مطولة.
وصوتت اللجنة الأسبوع الماضي على الإفراج عن الإقرارات الضريبية، لكن تم تأجيل نشرها علانية لتنقيح المعلومات الشخصية الحساسة مثل أرقام الضمان الاجتماعي.
وأظهر تقريرًا صادر عن اللجنة المُشتركة غير الحزبية المعنية بالضرائب، أن ترامب قام بدفع 1.1 مليون دولار من ضرائب الدخل الفيدرالية خلال العامين 2018 و2019، وهو ما يتناقض مع إجمالي ما دفعه خلال العام الأول من رئاسته 2017، حيث دفع آنذاك فقط 750 دولار، ولم يقم بدفع أي ضرائب في 2020.
Read Trump’s unsealed tax returns – POLITICO
ويأتي إصدار الإقرارات الضريبية في أعقاب سعي استمر لسنوات للحصول على وثائق كان يتم نشرها بشكل طوعي من قبل رؤساء الولايات المتحدة السابقين.
وسعى ترامب وفريقه القانوني باستمرار إلى إبقاء عائداته سرية، بحجة أن الكونغرس لم يمارس سلطاته التشريعية مطلقًا للمطالبة بالإقرارات الضريبية للرئيس، والتي قال ترامب إنها قد تكون لها تداعيات بعيدة المدى.
وأصدر ترامب مقطع فيديو ردًا على قرار الإفراج عن إقراراته الضريبية، ووصف الخطوة بأنها “إساءة استخدام شنيعة للسلطة، وغير دستورية تمامًا”.
وأضاف: “لا يوجد غرض تشريعي مشروع لعملهم”، وتابع: “إذا نظرت إلى ما فعلوه، فهذا أمر محزن للغاية بالنسبة لبلدنا.. إنها ليست سوى مطاردة سياسية مشوشة أخرى”.