بقلم/ أحمد محارم

اليابان واحدة من الدول التي ابهرت العالم بما حققته من معجزة اقتصادية خاصة وأنها انهزمت في الحرب العالمية الثانية وكانت قنبلتي هيروشيما ونجازاكي وصمة في ضمير الانسانية وخيبة أمل ومرارة تذوقها الشعب الياباني لفترات من الزمن.

ولكن طبيعة هذا الشعب جعلته يتحدى الظروف ويتفوق على نفسه ويحول المحنة إلى منحة.

اليابان الآن من أقوى اقتصاديات العالم ولديها فوائض وتهتم بالتنمية البشرية ليس فقط لمواطنيها، وإنما مدت مساعداتها المادية وخبراتها التكنولوجية إلى أنحاء العالم.

موسسة الجايكا jica أو الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، لها أنشطة وتمويل لمشاريع في مصر، أكيد سمعنا عن المدارس اليابانية ومشروع المتحف المصري الكبير في منطقة الاهرامات والمتوقع افتتاحه قريبا، وعرفنا أن اليابان قدمت لمصر منحة قدرها مليار دولار لبناء هذا المشروع الكبير.

ورقم مليار دولار يتوقف عنده كثير من الناس لكونه رقم كبير.

كنا نتابع معلومات حديثة منذ أيام عن ميزانية اليابان السنوية، وأن الدستور الياباني قد حدد ان ميزانية الدفاع لا تتعدى الواحد في المائة من الناتج القومي وهو ما يعادل ٥٠ مليار دولار.

ولكن نظرا لتحديات اقليمية ودولية فقد وجدت اليابان انها محاطة بروسيا والصين وكوريا الشمالية ولها مشاكل حدودية برية وبحرية مع الصين وروسيا وان حرب اوكرانيا قد غيرت من المعادلة التقليدية فقررت اليابان زيادة معدل الانفاق العسكري ليكون اثنان في المائة يعنى قرابة ١٠٠ مليون دولار.

أعود لمصرنا الحبيبة وما الذي يجمع بيننا نحن واليابان، فلقد أشاد اليابانيون بمدى قدرة المصريين على الصبر والتحدي وهذا واقع بالفعل وايضا نتشارك معا في حب الأوطان والانتماء.

اليابانيون طبقوا ما تعلمناه (وقل اعملوا )

هناك سمات وصفات تجمع الشعبين فالشعب الياباني متجانس ومنظم ومتدين ويحترم التقاليد والعادات الأسرية.

كنا ننظر الى اليابان كرمز وعلامة الصعود في الشرق والسفير الياباني في القاهرة هو من يبحث عنه الاعلام بكل وسائله ليتحدث عن بلده وشعبه وعلاقاتهم بشعوب العالم.

عام ١٩٠٥ يشكل عاملا مشتركا بيننا وبين اليابان ففي هذا العام هزمت اليابان روسيا وبدأت نهضتها وايضا كانت بداية النهضة في مصر بالتصنيع والتصدير الفارق الوحيد هو انهم استمروا واملوا المشوار ولكننا لم نثابر وتعثرنا.

الخارجية المصرية احتفلت بمرور مائة عام على تأسيسها في عام ١٩٢٢.

السفير محمود فوزى كان سفيرا لمصر في طوكيو ويقال عنه بان له مدرسة في الدبلوماسية من خلالها تعرفنا على عمالقة منهم اسماعيل فهمى والد السفير نبيل فهمى وعصمت عبد المجيد وعبد الله العريان واشرف غربال وآخرين.

اليابان بلد تقدس الحضارة قبل التجارة وبها جامعة الامم المتحدة فى طوكيو.

منظمة اليونسكو اعتبرت اليابان من اهم الدول التي تدعم المشاريع الثقافية والتراثية حول العالم.
هناك اشياء تجمعنا عندما هزمت اليابان استعادت قوتها وابهرت العالم ونحن في مصر تعرضنا لهزيمة قاسية عام ١٩٦٧ لكننا رفضنا الهزيمة وحاربنا وانصرنا.

فالشعبان المصري والياباني هما صنوان، عشنا تحديات وتحلينا ليس فقط بالأمل وانما كانت لدينا معا شجاعة الأمل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version