اتهم الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غويتيريش منتجي الوقود الأحفوري وداعميهم الماليين بـ”التسابق لتوسيع الإنتاج، مع العلم جيدا أن نموذج أعمالهم لا يتوافق مع بقاء الإنسان”.
وفي خطابه أمام المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس، الأربعاء، قال غويتيريش إن الالتزام بالحد من الاحتباس الحراري، بمعدل 1.5 درجة مئوية أعلى من معدلات ما قبل الثورة الصناعية “لم يأت بنتيجة”، وأضاف: “أننا نتعامل مع كارثة مناخية، كل أسبوع يأتي بقصة رعب مناخية جديدة”.
وأشار غويتيريش إلى صناعة الوقود الأحفوري بشكل مباشر، عندما ألقى كلمته أمام الحشد في دافوس، المكون من مليارديرات وسياسيين ورجال أعمال، بما في ذلك عدد من كبار المديرين التنفيذيين لأكبر شركات النفط والغاز في العالم.
وأكد: “علمنا الأسبوع الماضي أن بعض منتجي الوقود الأحفوري كانوا مدركين تماما في السبعينيات، أن منتجهم الأساسي كان يحرق كوكبنا”، في إشارة إلى تحليل أظهر أن علماء شركة إكسون موبيل توقعوا بدقة الاحترار العالمي المستقبلي في تقارير تعود إلى عقود ماضية، على الرغم من أن الشركة استمرت علنا لسنوات في التشكيك في علم المناخ والضغط ضد العمل المناخي، حسب ما ذكرت شبكة CNN.
وليس من الواضح ما إذا كان لإكسون موبيل أي ممثلين في دافوس، ولا يوجد أي اسم لها مدرج في قائمة الحضور الرسمية ولم ترد الشركة على طلب التعليق.
وفي تصريح لشبكة CNN الأسبوع الماضي حول التحليل، قال تود سبيتلر، المتحدث باسم الشركة: “تلتزم إكسون موبيل بأن تكون جزءًا من حل مشكلة التغير المناخي والمخاطر التي يمثلها”.
وجعل المنتدى الاقتصادي العالمي المناخ أحد مواضيع اجتماع هذا العام في المنتجع الجبلي السويسري، مع تخصيص عدد من حلقات النقاش لموضوعات مثل تحول الطاقة والاستدامة البيئية.
لكن غوتيريش حذر من أن العديد من الشركات تضع أهدافًا مناخية بناءً على معايير “مشكوك فيها أو غامضة”.
وقال: “هذا يضلل المستهلكين والمستثمرين والمنظمين بروايات كاذبة، إنه يغذي ثقافة التضليل والارتباك المناخي. ويترك الباب مفتوحًا على مصراعيه للخداع فيما يتعلق بالبيئة”.
وكشف تقرير جديد نشرته مجموعة Reclaim Finance، الثلاثاء، أن عشرات البنوك والمؤسسات المالية التي تعهدت بصافي الانبعاثات الصفري، لا تزال تضخ الأموال في الوقود الأحفوري.
وتناول التقرير المنظمات المالية التي وقعت على اتفاقية Glasgow Financial Alliance for Net Zero، ووافقت على مواءمة استثماراتها مع طموح الحفاظ على الاحترار العالمي عند 1.5 درجة، وهي الاتفاقية التي تم توقيعها في مؤتمر كوب 26 في جلاسجو، ووجد التقرير أن الأعضاء استثمروا مئات المليارات في الوقود الأحفوري.
ودعا غوتيريش الشركات إلى “طرح خطط انتقالية موثوقة وشفافة حول كيفية تحقيق صافي الانبعاثات الصفري” بحلول نهاية عام 2023.
ومع استمرار اجتماع دافوس، أطلقت مجموعة من الناشطين الدوليين في مجال المناخ، من بينهم فانيسا ناكيت من أوغندا، وغريتا ثونبرغ من السويد، وهيلينا غوالينغا من الإكوادور، ولويزا نيوباور من ألمانيا، التماسا بعوان “الوقف والكف”، يدعو الرؤساء التنفيذيين للوقود الأحفوري إلى “التوقف فورًا عن فتح أي مواقع جديدة لاستخراج النفط أو الغاز أو الفحم، والكف عن عرقلة الانتقال إلى الطاقة النظيفة”. ووقع على تلك العريضة 800000 شخص ولا يزال العدد في ازدياد.