عندما كنا صغارا تشكلت عندنا صورا محدوده عن هذين البلدين العملاقين مساحة وبشرا ولم تساعدنا معلوماتنا القليلة عن المكان والزمان ان نفهم كثيرا او ندرك كثيرا من الحقايق
ومع التقدم فى العمر والسفر والترحال تكونت لنا صورا واقعية عن قدرات وامكانات شعوب البلدين الاكبر سكانا واقتصادا وحضارة وتاريخا وحاضرا ومستقبلا
فى دول الخليج العربى كانت الصورة اوضح عندما عشنا وتعاملنا مع قوة عمل جبارة من بلاد الهند كان ولايزال لها حضور طاغى فى الحياة اليومية لشعوب المنطقة حيث نجحوا فى تقديم ذاتهم على انهم قوة عمل جبارة استطاعوا ان يقدموا خدمات وخبرات ملموسة وهامة لشعوب المنطقة
وعندما عشنا فى امريكا وهى مجتمع مهاجرين كان للصين الحظ الاوفر من الظهور فى صورة جالية كبيرة استطاعت ان تفرض نفسها على واقع وحياة واقتصاد المجتمع الامريكى ووجدنا احياء صينية وثقافة عريقة واجيال وصلت من اجل العلم والدراسة او التجارة وكانت ظاهرة شراء العقارات من قبل اشخاص وشركات صينية حالة من فرض الارادة والهيمنة الاقتصادية
عندما قال غاندى لابناء الشعب الهندى ان العلم هو الطريق الذى سوف يجعل لهم قيمة واحترام لدى العالم ونحن نرى الان ان امريكا بها ٤٤ موسسة يمتلكها هنود اصولها قد تجاوزت خمسة مليارات دولار وان الكثيرين من ابناء الهند قد احتلوا مراكز متقدمة فى مجالات التكنولوجيا والهندسة والطب والتجارة
ايضا الجالية الصينية فى الداخل الامريكى لها تواجد هام فى الخدمات وامور تجارية وفنية كثيرة
كلا البلدين وصل عدد سكانه الى مليار واربعمائة مليون سواء فى الهند او الصين وهى قوة بشرية عالمية لا يستهان بها
الجميل فى الامر ان هذه الكثافة البشرية فى كلا البلدين كانت قوة اقتصادية غير عادية فلديهم ما يكفيهم من غذاء من انتاجهم واستطاعوا ان يصدروا للعالم بل وتفوقوا فى مجالات عديدة واصبح لكلاهما وضعا هاما بالنسبة للسياسة والاقتصاد فى العالم
كيف يمكن ان نحاول الاقتراب من تجاربهم ونحزوا حزوهم ولاسيما ان تجاربهم فى النهضة والنمو الاقتصادًى لم تتعدى ٧٠ عاما ومعنى ذلك اننا فى مصر قد بدانا معهم نهضتنا
التعليم اولا وليكن شعار المرحلة القادمة ولنا من التاريخ عبرة
كم كانت مصر سباقة فى مجال التعليم وخرجت منها اجيال احتلت مكانه هامة فى كل انحاء الدنيا والاشقاء فى الدول العربية لازالوا يتحدثون عن الاساتذة والمدرسين المصريين الذين ساهموا فى نهضة بلادهم والطب وحنى ان اعدادا كبيرة من اطباء مصر متواجدين فى اوربا وامريكا ولهم سمعة طيبة بفضل مستوى التعليم الجيد والخبرات التى حصلوا عليها
وهولاء الذين سافروا او هاجروا لهم منا كل التقدير والاحترام لانهم عنوان لحضارة بلادهم وايضا مصدرا هاما للدخل القومى من خلال تحويلاتهم المالية
غاندى كان محقا عندما اوصى شعبه باهمية التعليم واهمية اجازة اللغات الاجنبية
عندما بدات حركة دول عدم الانحياز حيث كان عبد الناصر ونهرو وتيتو فى مقدمتها لماذا لاتعيد استثمار ما بداته مصر والدور الريادي على المستوى العالمى وان كان قد تراجع لاسباب لكنه من الممكن بل ومن المهم ان يعود
ReplyForward
|