تجاوزت حصيلة ضحايا الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، الإثنين، 16 ألف قتيل، حسب أرقام رسمية نُشرت اليوم، الخميس، بينما تتواصل عمليات البحث للعثور على ناجين في أجواء من البرد الشديد.

وقُتل 12873 شخصا في تركيا و3162 في سوريا حسب السلطات ومصادر طبية، مما يرفع الحصيلة الإجمالية للضحايا إلى 16035 قتيلا، بالتزامن مع بدء العديد من الدول بإرسال مساعداتها إلى المناطق المنكوبة، بعد تشديد الأمم المتحدة بإن مساعدات الطوارئ إلى سوريا لا ينبغي أن تُسيّس.

وفي الأثناء يواصل عمال الإنقاذ في البلدين في أجواء البرد الشديد، جهودهم بحثًا عن ناجين تحت الأنقاض، مع تضاؤل فرص إنقاذهم بعد مرور ثلاثة أيام على الزلزال، وبينما تعمل الحفارات ليلًا نهارًا بلا توقف، يحول الانخفاض الجديد في درجات الحرارة، إلى جحيم الظروف المعيشية للناجين الذين ليس لديهم أي مكان يذهبون إليه.

أول قافلة في سوريا

هذا ودخلت اليوم، الخميس، أول قافلة مساعدات بعد الزلزال المدمر  إلى المناطق الخارجة عن سيطرة دمشق في شمال سوريا، وفق ما أفاد مسؤول في المعبر الحدودي بين سوريا وتركيا ومراسل وكالة فرانس برس.

وقال المسؤول الإعلامي في معبر باب الهوى الحدودي بين تركيا وسوريا، مازن علوش، “دخلت اليوم أول قافلة مساعدات من الأمم المتحدة بعد أربعة أيام من الزلزال”، مشيراً إلى أنه كان من المتوقع وصولها قبل وقوع الكارثة، وتتكون القافلة من 6 شاحنات فقط تعبر إلى سوريا، وتضم بشكل أساسي مستلزمات خيم وأدوات تنظيف.

فريق لعناصر الإنقاذ الفلسطيني قبيل توجهه إلى سوريا وتركيا في رام الله.

وفي تركيل وبمدينة غازي عنتاب التركية المنكوبة هبطت درجات الحرارة إلى 5 درجات مئوية دون الصفر في ساعة مبكرة من صباح الخميس.

في حين استقبلت قاعات للألعاب الرياضية ومساجد ومدارس ومتاجر ناجين خلال الليل، لكن عدد الأسرّة ضئيل جدا ويمضي آلاف الأشخاص لياليهم داخل سيارات أو في ملاجئ مؤقتة.

انتقادات في تركيا

وفي مواجهة الانتقادات، اعترف الرئيس رجب طيب أردوغان أثناء تفقده المنطقة بوجود ثغرات، وقال: “بالطبع هناك أوجه قصور والاستعداد لكارثة من هذا النوع أمر مستحيل”.

ومنذ وقوع الزلزال، اعتقلت الشرطة التركية حوالى 12 شخصاً بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، تنتقد طريقة تعامل الحكومة مع الكارثة، فيما تعذّر فتح موقع تويتر لخدمات الهاتف المحمول التركية ليل الأربعاء الخميس قبل أن تعود الخدمة، على خلفية هذه الانتقادات.

وكتب إيلون ماسك رئيس تويتر في تغريدة الخميس، مساء الأربعاء بتوقيت واشنطن، أن الشبكة “أبلغت من قبل الحكومة التركية بأنه سيتم إعادة تشغيلها قريبا”.

هذا وحذرت منظمة الصحة العالمية من أن عدد الذين تضرروا بالزلزال قد يبلغ 23 مليون شخص، بما في ذلك في سوريا، بينهم نحو خمسة ملايين في وضع هش.

وفي المناطق التي تأخر وصول المساعدات إليها، يشعر الناجون بأنهم مُهملون، ففي جنديرس الواقعة في منطقة تسيطر عليها فصائل المعارضة في سوريا “حتى المباني التي لم يؤد الزلزال إلى انهيارها أصيبت بأضرار بالغة”، على حد قول حسن أحد السكان، الذي طلب عدم ذكر اسم عائلته.

وأضاف أن “هناك بين 400 و500  شخص عالقون تحت كل مبنى منهار يحاول عشرة أشخاص فقط إخراجهم ولا تتوفر آليات”، بحسب فرانس برس.

وفي قرية بسنايا على الحدود مع تركيا، يزيل مالك إبراهيم الأنقاض بلا كلل بحثًا عن ثلاثين من أفراد عائلته عالقين تحت الأنقاض، وقد تم انتشال عشر جثث حتى الآن، وقال هذا الرجل البالغ من العمر 40 عاما: “هناك عشرون شخصًا عالقين تحت الأنقاض. ليست هناك كلمات تكفي.. إنها كارثة. ذكرياتنا دفنت معهم”، وأضاف قوله: “نحن شعب منكوب بكل معنى الكلمة”.

زلزال جديد في فلسطين والأردن

وعلى الصعيد ذاته، ضربت هزة أرضية خفيفة جديدة صباح اليوم الخميس ريف دمشق بلغت قوتها 4.3 درجة، وتسببت بانهيار منزل.

ومساء الأربعاء، ضربت هزة أرضية خفيفة الأراضي الفلسطينية، ومركزها جنوب شرقي مدينة نابلس في الضفة الغربية.

وبحسب ما ذكر التلفزيون الفلسطيني، فقد بلغت قوتها الزلزال 2.5 درجة على مقياس ريختر.

وأفاد مرصد الزلازل الفلسطيني في جامعة النجاح بأنه بعد أقل من ساعتين (السابعة بالتوقيت المحلي) وقعت هزة أرضية أخرى ومركزها ذات المنطقة، أي جنوب شرقي نابلس، وبلغت قوته 2.5 درجة، وعلى عمق أقل من 5 كيلومترات تحت سطح الأرض.

كذلك تم تسجيل هزة أرضية في وسط إيطاليا بقوة 3.5 وفق مقياس ريختر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Exit mobile version