ترجمة: رؤية نيوز
تُوقع الإدارات الأمريكية، سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية، كل 10 سنوات، بدعمٍ من الكونجرس مذكرة تفاهم لمساعدة قُدرة إسرائيل على الدفاع عن نفسها، بحيث تُساهم في الوقت ذاته في تقوية صناعة الدفاع الأمريكية.
حتى أن العداء الكبير بين الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما، ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، لم يمنعه من تقديم “أكبر تعهد فردي للمساعدة العسكرية الثنائية في تاريخ الولايات المتحدة لإسرائيل”.
ولكن هناك من يرى أن مُستقبل المُساعدات الخارجية الأمريكية لإسرائيل ليس مؤكدًا على الإطلاق، بسبب العديد من العوامل التي ستجعل التجديد التلقائي على ما يبدو للدعم المالي لإسرائيل اقتراحًا أكثر تحديًا لأي إدارة مستقبلية.
ويوضح الدكتور إريك مانديل، مدير شبكة المعلومات السياسية في الشرق الأوسط MEPIN والمسؤول عن إطلاع أعضاء الكونجرس بانتظام على السياسات الخارجية الأمريكية وكبير المحررين الأمنيين في صحيفة “جيروزاليم ريبورت”، أن المذكرة الحالية من المقرر أن تنتهي في عام 2028، أي قبل عامين فقط من انتهاء صلاحية بنود انقضاء الاتفاقية النووية الإيرانية المتوقفة.
ويقول مانديل، في مقال نُشر بصحيفة The Hill، أن التوقيت مهم نظرًا لأن إدارة بايدن لا تزال تحاول إقناع الإيرانيين بالانضمام إلى الصفقة، على الرغم من المزاعم بعكس ذلك، فوفقًا لإيران إنترناشيونال، لم تنكر وزارة الخارجية أن مسؤول الإدارة عن ذلك، روبرت مالي، “التقى بسفير إيران لدى الأمم المتحدة في نيويورك، ثلاث مرات على الأقل في الشهرين الماضيين”.
ويؤكد الكاتب وجهة نظره بأن التاريخ الحديث للكونجرس يتحدى المُساعدات الأمريكية لإسرائيل، حيث صوّت النائب ،توماس ماسي، مع التقدميين المناهضين لإسرائيل ضد تمويل القبة الحديدية، قائلاً: “قد يبدو موقفي بعدم وجود مساعدات خارجية متطرفًا بالنسبة للبعض، لكنني أعتقد أنه من التطرف إفلاس بلدنا ووضع الأجيال الأمريكية القادمة في مأزق لدائنينا”، وهو الأمر الذي يتزامن مع العدد المتزايد للجمهوريين الذين يقاومون تقديم المزيد من المساعدات إلى أوكرانيا، التي تعتمد على الأسلحة فقط للدفاع عن نفسها مثل إسرائيل.
ويقول مانديل أنه في غضون ذلك، فإن صعود الديمقراطيين التقدميين المناهضين لإسرائيل يعني أنهم سيتحدون على الأرجح ضد أي تمويل مستقبلي للدولة اليهودية، ويخشى العديد من الديمقراطيين الرئيسيين من أن الدعم الشعبي لإسرائيل سيجعلهم هدفًا لتحدي تقدمي أولي في الانتخابات المقبلة.
واستشهد على ذلك بالاتجاهات الديموقراطية خلال العام 2021، حين قدّمت النائبة بيتي ماكولوم، الديموقراطية من مينيسوتا، تشريعات لتقييد المساعدات لإسرائيل، والذي هو أحد مشاريع القوانين العديدة الأخيرة التي تهدف إلى كبح سياسات إسرائيل تجاه الفلسطينيين، لكن بعض التقدميين، مثل النائب جريس مينج، الديمقراطية من نيويورك، وريتشي توريس، الديمقراطي من نيويورك، أدانوا حجب التمويل عن القبة الحديدية في نفس العام، وقال توريس، “نظام دفاع صاروخي (القبة الحديدية) يحمي المدنيين من الصواريخ – ومن هنا جاء الاسم. فقط في عالم مقلوب أخلاقياً يمكن اعتبار هذا “جدلاً”. يجب الإشادة بشجاعته في التحدث ضد أولئك الذين ينتقدون إسرائيل بشدة”.
ويعلم الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتشوغ ذلك جيدًا، حيث قال سابقًا “ليس سراً أن مستقبل العلاقة [بين الولايات المتحدة وإسرائيل] يعتمد بشكل متزايد على الأجيال القادمة وهو المكان الذي نواجه فيه تحديًا هائلاً”.
ويقول مانديل أن إسرائيل تستطيع أن تعيش بدون مساعدة عسكرية أمريكية، ولكنه الأمر الذي سيجهد الاقتصاد الإسرائيلي، وسيؤثر على استعداد أمريكا العسكري، الذي أصبح يعتمد إلى حد ما على الابتكارات الإسرائيلية لحماية الجنود ومنحهم مزايا تكتيكية.
وتتباين معلومات المواطنين الأمريكيين عن المساعدات الخارجية للولايات المتحدة، فوفقًا لمعهد بوركينغز، تشير استطلاعات الرأي باستمرار إلى أن الأمريكيين يعتقدون أن المساعدات الخارجية في حدود 25% من الميزانية الفيدرالية، فعندما سئلوا كم يجب أن تكون الميزانية، أجابوا حوالي 10%.
في الواقع، عند 39.2 مليار دولار لعام 2019، تمثل المساعدة الخارجية أقل من 1% من الميزانية الفيدرالية “، في حين أنها “أكبر مزود للمساعدات الخارجية في العالم من حيث الدولار، حيث تقع أمريكا بالقرب من قاع دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية عند مقارنة الإنفاق بدخلها القومي الإجمالي”.
وهنا أشار الكاتب إلى التزام أمريكا المالي طويل الأمد في منطقة الشرق الأوسط، وخاصة لإسرائيل ومصر بعد اتفاقية السلام عام 1979، والتي عملت بشكل جيد وملحوظ، في الحفاظ على استقرار كلا الحليفين للولايات المتحدة، وكذلك منع المنطقة من الخضوع لتأثير النظام الإسلامي الإيراني أو صعود المنظمات السنية الجهادية، قائلا “هذه هي المساعدات الخارجية في أفضل حالاتها”.
ولفت مانديل أنه يجب على المُخططين الإسرائيليين النظر بعيدًا في إمكانية انخفاض المساعدة الأمريكية في المستقبل، حيث يعتقد البعض أن العلاقة ستكون أكثر صحة وعلى قدم المساواة إذا انهارت المساعدة المالية الأمريكية، مما يقلل من تأثير الولايات المتحدة على السياسة الإسرائيلية.
ويبحث المخططون الإسرائيليون على المدى الطويل شرقاً، عن علاقات مع الهند وكوريا الجنوبية وتايوان واليابان، للاعتماد على أكثر من مجرد النوايا الحسنة للولايات المتحدة.
لكنه قد لا يكون خيارًا لإسرائيل، إذا استمر الجمهوريون الانعزاليون والمحافظون مالياً، جنبًا إلى جنب مع الديمقراطيين المناهضين لإسرائيل، في زيادة نفوذهم في الكونجرس، وخاصة إذا أصبح أحدهم رئيسًا.